إبراهيموفيتش «الثائر» هل ينقذ سان جيرمان؟

النجم المثير للجدل الذي انقسمت عليه الجماهير الفرنسية

عودة إبراهيموفيتش تدعم هجوم سان جيرمان (إ.ب.أ)
عودة إبراهيموفيتش تدعم هجوم سان جيرمان (إ.ب.أ)
TT

إبراهيموفيتش «الثائر» هل ينقذ سان جيرمان؟

عودة إبراهيموفيتش تدعم هجوم سان جيرمان (إ.ب.أ)
عودة إبراهيموفيتش تدعم هجوم سان جيرمان (إ.ب.أ)

لا يختلف اثنان على موهبة المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وفي الوقت ذاته نرفزته ونزعاته التي تثير كثيرا من الجدل سواء في الملعب أو خارجه، وآخرها كلماته المهينة للفرنسيين بعد مباراة فريقه باريس سان جيرمان ضد بوردو والتي كلفته الإيقاف 3 مباريات من قبل لجنة الانضباط التابعة لرابطة دوري كرة القدم الفرنسي.
وكان إبراهيموفيتش الثائر بعد يوم واحد من تسجيله ثلاثية لافتة في مرمى سانت اتيان (4 - 1) ضمن كأس فرنسا، قد تعرض للطرد في إياب ثمن النهائي لدوري الأبطال أمام تشيلسي الإنجليزي، فحرم الهداف المخضرم من الوجود مع فريقه أمام برشلونة الإسباني في لقاء الذهاب بربع النهائي الذي خسره سان جيرمان بثلاثية مقابل هدف واحد.
وسيعود إبراهيموفيتش إلى صفوف سان جيرمان أمام برشلونة اليوم، وهو يحمل على كاهله عبئا ثقيلا من أجل تعويض خسارة الذهاب الثقيلة وتحقيق حلم جمهور الفريق الفرنسي الذي انقسم عليه رغم الاعتراف بأهمية وجوده.
وكان زلاتان قال بعد الخسارة أمام بوردو 2 - 3 الشهر الماضي، معترضا على التحكيم: «خلال 15 عاما، لم أرَ مثل هذا الحكم. في هذا البلد التافه. هذا البلد لا يستحق فريقا مثل باريس سان جيرمان». وأغضبت أقوال زلاتان رجال السياسة في البلاد من مارين لوبين وصولا إلى رئيس الوزراء مانويل فالس. وطالبه وزير الرياضة باتريك كانير بالاعتذار.
واعتبرت لجنة الانضباط هذه الكلمات إهانة للعبة والبلد بأكمله فقررت إيقاف إبراهيموفيتش 4 مباريات ثم تخفيفها إلى 3 محليا.
ولأن إبراهيموفيتش يتمتع بقوة بدنية ومهارة فنية لا مثيل لها في كثير من اللاعبين، فإن غيابه عن جولة الذهاب في باريس أمام برشلونة كان بمثابة الضربة القاسمة لأحلام النادي الباريسي الذي تفشت في صفوفه الإصابات.
لكن ما الذي يستطيع أن يفعله إبراهيموفيتش في المهمة المستحيلة أمام برشلونة اليوم؟ إنه السؤال الذي بات على النجم السويدي أن يجيب عليه بقدميه وبكل ما أوتي من قوة في الملعب لكي يرد على كل من انتقدوه خلال الأيام القليلة الماضية، بل وطالبوه بالاعتزال والرحيل عن فرنسا.
وأكد إبراهيموفيتش، 33 عاما، أنه ما زال أمامه وقت طويل حتى اعتزال كرة القدم، وقال: «لقد قلت دائما إنني سأستمر في اللعب ما دمت الأفضل.. الأزمات تزيدني صلابة وما دمت قادرا على العطاء والمنافسة فأنا موجود».
وأعرب إبراهيموفيتش عن سعادته بالوجود في سان جيرمان وطموحه في قيادة لمزيد من الألقاب، ومؤكدا على رغبته في المشاركة ببطولة كأس أمم أوروبا التي تستضيفها فرنسا العام لمقبل.
وكان مساعد المدير الرياضي في سان جيرمان أوليفييه ليتان قد دافع عن إبراهيموفيتش قبل إصدار العقوبة قائلا: «لا ينبغي إيقاف زلاتان لأنه لم يقم بإهانة أحد أعضاء الجهاز التحكيمي. لقد عبر لنفسه في مجال يمكن وصفه بالشخصي». وبإمكان زلاتان الذي يقدم مستويات رائعة يتوجها بأهداف استعراضية لسان جيرمان أن يجعل الجماهير تغفر له إذا ما تمكن في التسجيل بمرمى برشلونة وقلب خسارة الذهاب إلى فوز!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».