«الإطار التنسيقي» يدعو إلى الحوار بعد رفض الصدر تهديد الشركاء والسلم الأهلي

TT

«الإطار التنسيقي» يدعو إلى الحوار بعد رفض الصدر تهديد الشركاء والسلم الأهلي

في وقت أكد فيه المضي نحو القضاء بهدف الطعن في الجلسة الأولى للبرلمان العراقي التي عقدت الأحد الماضي، دعا «الإطار التنسيقي» إلى الحوار من أجل التوصل إلى حلول للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. وجاءت دعوة قوى «الإطار التنسيقي» (تضم «الفتح» و«دولة القانون» و«العصائب» و«المجلس الأعلى» و«العقد الوطني» و«النصر»)، بعد رفض زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر ما سماها لغة التهديد التي لجأ لها بعض الأطراف (في إشارة إلى تهديدات أحد قياديي «كتائب حزب الله» للكرد والسنة). وقالت قوى «الإطار» في بيان، مساء أول من أمس، إنها «ماضية في تقديم اعتراض لدى المحكمة الاتحادية العليا على خروقات رافقت الجلسة الأولى للبرلمان العراقي».
وكانت قوى «الإطار التنسيقي» خسرت بعد احتجاجات واعتصامات جماهيرية استمرت أكثر من شهرين ونصف الطعن الذي كانت قدمته حول نتائج الانتخابات مطالبة بإلغائها. لكن المحكمة الاتحادية وبعد تأجيلات عدة، صادقت على النتائج التي أظهرت فوزاً كبيراً لـ«الكتلة الصدرية» بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مقابل تراجع حاد في نتائج قوى «الإطار التنسيقي»؛ بمن فيها الفصائل المسلحة المقربة من إيران. وكان قادة «الإطار التنسيقي» عقدوا اجتماعاً لتدارس مجريات الجلسة الأولى للبرلمان التي انتهت بانتخاب رئاسة جديدة للبرلمان جاءت مطابقة لما دعا إليه الصدر على صعيد المضي بمفهوم الأغلبية الوطنية... ففيما انسحبت قوى «الإطار التنسيقي» من الجلسة بهدف إفشالها وكسر النصاب؛ فإن النصاب لم يكسر، حيث عقدت الجلسة بحضور كبير قوامه 220 نائباً جرى خلاله انتخاب محمد الحلبوسي زعيم حزب «تقدم» رئيساً للبرلمان؛ بينما انتخب القيادي الصدري حاكم الزاملي نائباً أول لرئيس البرلمان، والقيادي الكردي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» شاخوان عبد الله نائباً ثانياً لرئيس البرلمان.
وفي حين فتحت رئاسة البرلمان الباب أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية؛ فإن الفصائل المسلحة عدت أن الشرخ في البيت الشيعي كان سببه اصطفاف السنة والكرد مع الصدر بهدف تشجيعه على المضي بمشروع الأغلبية وهو ما يعني خسارة الشيعة لأول مرة أغلبيتهم السياسية داخل البرلمان، في وقت بدأت فيه وساطات من قبل أطراف شيعية نافذة في الداخل والخارج بين كل من الصدر و«الإطار التنسيقي» بهدف تلافي التصعيد بين الطرفين على صعيد التفاهم بشأن «الكتلة الكبرى»؛ لا سيما أن الكرد والسنة أعلنوا أنهم لن يكونوا طرفاً في ترجيح كفة طرف شيعي على حساب طرف آخر على صعيد كيفية تشكيل «الكتلة الكبرى» من منطلق أنها تبقى خياراً شيعياً ما دام منصب رئيس الوزراء؛ الذي يخرج من «الكتلة الكبرى»، لمرشح شيعي بالضرورة.
وفي هذا السياق؛ أعلنت قوى «الإطار التنسيقي»، في بيان لها، أنها تدارست «مجريات جلسة الأحد والخروقات القانونية والدستورية الصريحة التي رافقتها ونتج عنها مخرجات لم تستند لتلك الأسس الدستورية والقانونية، وسيمضي بالاعتراض لدى المحكمة الاتحادية لمعالجة الخلل الكبير في الجلسة الأولى لمجلس النواب».
وأضاف البيان: «نعتقد أن مسارات إنجاز الاستحقاقات الدستورية ليست صحيحة وتنطوي على مغذيات أزمة سياسية ومجتمعية قد تمنع نجاح أي جهد حكومي أو برلماني في تحقيق مطالب وتطلعات الشعب المهمة وتخفيف معاناته وتحسين واقعه الخدمي والاقتصادي». ولفت البيان إلى أن «وحدة المعايير سواء كانت تطبيقاً للدستور أو موقفاً سياسياً هي الكفيلة بتأسيس واقع سياسي متوازن ومستقر يقوي أواصر الثقة بين الشركاء السياسيين ويوحد الجهود في إنجاز الأهداف الوطنية المشتركة ويدفع التهديدات والمخاطر المحدقة بالعراق، ولا زلنا نعتقد أن الحوار الصريح المباشر الملتزم بالأهداف الجامعة والمشتركات الوطنية هو الخيار الأسهل والأسرع في تجاوز الأزمات وصياغة الحلول طويلة الأمد».
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر رفضه الصريح لغة التهديد التي لجأ إليها بعض الأطراف. وقال الصدر في تغريدة له على موقع «تويتر»: «نحن ماضون بتشكيل حكومة أغلبية وطنية، وبابنا مفتوح لبعض من ما زلنا نحسن الظن بهم» ولم يسمهم. وأضاف الصدر: «إننا لن نسمح لأحد كائناً من كان أن يهدد شركاءنا أو يهدد السلم الأهلي، فالحكومة القادمة حكومة قانون، لا مجال فيها للمخالفة أياً كانت وممن كان». وشدد الصدر على أنه «لا عودة للاقتتال الطائفي أو للعنف، فإن القانون سيكون هو الحاكم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».