مصر... دور إقليمي ومسار «استكشافي» مع تركيا وقلق على «المياه»

بدأت سنة 2021 بالمشاركة بتوقيع «بيان العلا» في السعودية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوسط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس في القاهرة في 2 سبتمبر (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوسط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس في القاهرة في 2 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

مصر... دور إقليمي ومسار «استكشافي» مع تركيا وقلق على «المياه»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوسط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس في القاهرة في 2 سبتمبر (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوسط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس في القاهرة في 2 سبتمبر (أ.ف.ب)

منذ الأيام الأولى للعام 2021، بدا أن علامات مهمة بشأن تغييرات تتصل بسياسة مصر عربياً وإقليمياً تلوح في الأفق؛ إذ إن القاهرة شاركت في التوقيع على «بيان العلا» في المملكة العربية السعودية، والمتعلق بإنهاء مقاطعة «الرباعي العربي (مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين)» لدولة قطر، في حين تواصلت إشارات أنقرة الراغبة في «فتح قناة اتصال» مع القاهرة، وتطورت الإشارات لاحقاً لاجتماعين «استكشافيين» بشأن مدى إمكانية الإقدام على خطوة أكثر تقدماً. غير أنه، وفي مقابل التحركات، بدا الجمود سيد الموقف في ملف المياه الحيوي لمصر وما يتعلق ببناء «سد النهضة الإثيوبي» الذي لم تُسفر المحادثات بشأنه عن أي حل.
المسار «الاستكشافي» التركي - المصري لم يظهر فجأة. فقد تطور على امتداد أشهر عام 2021 وأواخر العام السابق عليه، واستهلته أنقرة بالدعوة إلى «تفاهم وتوافق ما»، غير أن القاهرة لم تتفاعل علانية مع الأمر، وظلت متمسكة بالتأني والتحفظ.
ولعل ما جرى في مارس (آذار) الماضي كان معبراً عن طبيعة العلاقة آنذاك. فعندما كان وزير الخارجية المصري سامح شكري يُدلي بكلمته أمام الاجتماع الدوري لمجلس وزراء الخارجية العرب، داعياً إلى ضرورة «خروج الاحتلال التركي» من سوريا، كانت وكالات الأنباء تحمل في توقيت متزامن أخباراً عاجلة، تنقل عن أنقرة، أنها «قد تتفاوض مع مصر على ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط».
ولفهم خلفية التباين، فإنه يجب النظر إلى أن العلاقات توترت منذ عام 2013؛ بسبب موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من سقوط «حكم الإخوان» في مصر، ودعمه الجماعة التي أعلنتها السلطات المصرية «تنظيماً إرهابياً»، وتبادل الجانبان سحب السفراء، إلا أن سفارتي البلدين لم تغلقا أبوابهما، واستمرتا في العمل على مستوى القائم بالأعمال وبمستوى تمثيل منخفض، وظل التبادل قائماً بين البلدين على المستويين التجاري والاقتصادي.

وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك في 22 سبتمبر (أ.ف.ب)

وبمضي الوقت، تطورت التصريحات التركية وارتفع مستواها من الدرجة الوزارية إلى الرئاسية، وأقدمت أنقرة في أبريل (نيسان) الماضي، على إجراء اعتبرته مصر «مُقدراً وإيجابياً»، وتمثّل في وقف عمل أنقرة لعدد من مقدمي القنوات العاملة لديها، والتي تركز على الشأن المصري وتعتبرها القاهرة «وسائل إعلام معادية»، وبعدها جاء اتصال هاتفي من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بنظيره المصري، وقال بيان رسمي، إن الوزيرين «تبادلا التهنئة بمناسبة شهر رمضان».
مع ذلك، لم تتخل مصر بسهولة عن تحفظها، وتجنب وزير خارجيتها الإفادة بشأن ما إذ كانت بلاده طلبت من تركيا إغلاق تلك القنوات، واكتفى بالقول حينها إن «المهم هو الفعل وليس بالضرورة أن نخوض في من طلب؟ أو من بادر؟... المهم مراعاة القانون الدولي بعدم التدخل، وإذا كان ذلك (توقف البرامج التي تعتبرها مصر «معادية») أمراً موثقاً ومستمراً، فإنه يعتبر إيجابياً».
ويبدو أن استمرار توقف القنوات كان تمهيدا ضرورياً و«اختباراً» أولياً على المستوى الأمني، بحسب وصف مصدر مصري مطلع في حينه، لإمكانية الولوج إلى مرحلة «المباحثات الاستكشافية» التي انطلقت جولتها الأولى في القاهرة، في مايو (أيار) الماضي. وقال ممثلو البلدين في حينه، إن «المباحثات كانت صريحة ومعمقة»، بينما استضافت أنقرة الجولة الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي، واتفق الطرفان فيها على «مواصلة المشاورات والتأكيد على رغبتهما في تحقيق تقدم بالموضوعات محل النقاش».
ودخلت إشارات إقليمية أخرى، وإن كانت غير مباشرة، على نطاق قناة الاتصال المصرية - التركية، وكان أكثرها ظهوراً زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، إلى أنقرة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويمكن إحصاء أهم موضوعات النقاش والتباين بين مصر وتركيا في ثلاثة ملفات، هي «خروج الميليشيات الموالية لأنقرة من ليبيا، والتوقف عن دعم تنظيم الإخوان، أو على الأقل عدم إيواء عناصره المطلوبة للقاهرة، والتوقف عن الاستفزازات والتحرشات بالقرب من مكامن الطاقة في البحر المتوسط، وضمان عدم تأثر مصر بالجماعات المسلحة الموالية لتركيا في سوريا». وستمثل المراقبة لتطورات تلك الملفات وإجراءات تفكيك المشكلات بشأنها ضرورة لفهم ما يحمله العام الجديد للبلدين.

مصر وأميركا

مثّل الدور المصري في التوصل لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مايو الماضي؛ تأكيداً على الدور الإقليمي الراهن للقاهرة فيما يتعلق بالنزاع، وقدرتها على إدارة قنوات اتصال فعالة في الملف الذي يحظى باهتمام إقليمي ودولي. ولعل هذا الدور، مع ملفات أخرى تمتلكها مصر، أحد أهم العوامل التي دفعت مسار التعاطي المصري - الأميركي خلال العام الماضي، وذلك بعد توجسات أطلقها مراقبون بشأن تباينات محتملة بين إدارتي البلدين في حقبة الرئيس جو بايدن.
كما جاءت جولة «الحوار الاستراتيجي المصري - الأميركي» التي استضافتها واشنطن في نوفمبر الماضي لتضيف تأكيداً جديداً على دور القاهرة الإقليمي فيما يتعلق بملفات عدة، منها «ليبيا، وأمن البحر الأحمر، وحركة التجارة العالمية عبر قناة السويس، وكذلك مصادر الطاقة في شرق المتوسط».
وفي دلالة على تكريس أسس «التعاون الصلبة» أجرت مصر والولايات المتحدة في الفترة من مارس، وحتى نوفمبر الماضيين، ثلاثة تدريبات بحرية عسكرية في نطاق البحر الأحمر.

«سد النهضة»

ما بين لقاءات في نطاق الاتحاد الأفريقي، واجتماعات مجلس الأمن، واتصالات لوسطاء بشأن الأزمة، واصلت مصر خلال العام 2021 مساعيها للتوصل لـ«اتفاق قانوني ملزم» بشأن «سد النهضة» الإثيوبي. غير أن تلك المحاولات، كما سابقاتها خلال العقد الماضي، لم تفض إلى جديد أو تسفر عن حلحلة.
ولم تتوقف القاهرة بدورها في كل محفل عن التحذير من «التأثيرات الخطيرة» التي يمكن أن يتسبب بها «تهديد الأمن المائي» وما يمثله ذلك على «أمن القارة واستقرارها»، محذرة من أنها «لن تسمح بحدوث أزمة مياه».
وإذا كان من الممكن رصد تغيير نسبي وآخر كبير فيما يتعلق بتحركات القاهرة خلال العام 2021 في ملف «سد النهضة»، فإن الأول يعبر عنه «الاتجاه للتفنيد العلني لمشكلات السد عبر بيانات رسمية تطرح المشكلة الفنية والعيوب الإنشائية» وفق ما ترى مصر، أما الآخر: فيعبّر عنه حث «مجلس الأمن» في سبتمبر الماضي لكل من مصر والسودان وإثيوبيا على «وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزم للأطراف، وعلى وجه السرعة، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، ضمن إطار زمني معقول برعاية الاتحاد الأفريقي»، وهو ما قابلته القاهرة بـ«الترحيب»، معتبرة إياه «دفعة للجهود المبذولة لإنجاح المسار التفاوضي»، بينما رفضت أديس أبابا «الاعتراف بأي مطالب مبنية على أساس البيان الأممي».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.