محاكاة لمجلس حقوق الإنسان الدولي في «منتدى شباب العالم»

تناقش تداعيات الجائحة لطرح توصيات واقعية

جانب من الدورة الثالثة لمنتدى شباب العالم في مصر (الشرق الأوسط)
جانب من الدورة الثالثة لمنتدى شباب العالم في مصر (الشرق الأوسط)
TT

محاكاة لمجلس حقوق الإنسان الدولي في «منتدى شباب العالم»

جانب من الدورة الثالثة لمنتدى شباب العالم في مصر (الشرق الأوسط)
جانب من الدورة الثالثة لمنتدى شباب العالم في مصر (الشرق الأوسط)

أعلنت إدارة منتدى شباب العالم في مصر عن تنظيم نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة MUNHRC، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة من المنتدى الذي يعقد في الفترة من 10 إلى 13 يناير (كانون الثاني) 2022 بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ووفق إدارة المنتدى، فإنه تقدم 5 آلاف شاب وشابة بطلب المشاركة في النموذج أثناء فترة التسجيل للمنتدى، وتم اختيار عدد منهم يمثل الشباب من مصر ومختلف دول العالم.
ومن المقرر أن يعقد نموذج المحاكاة عبر جلسة خاصة بعنوان «تداعيات جائحة (كوفيد - 19) على إعمال الحق في الصحة»، بهدف خلق حالة من الحوار البناء، وطرح أفكار ملهمة وتوصيات واقعية تسهم في خروج العالم من جائحة كورونا بأمان وسلام، مع احترام ومراعاة جميع حقوق الإنسان المكفولة بموجب مواثيق حقوق الإنسان المحلية والدولية.
وبحسب بيان إدارة المنتدى، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن الاهتمام بتنظيم «نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة»، جاء في ظل اعتماد منظمة الأمم المتحدة لمنتدى شباب العالم منصةً دوليةً للحوار في فبراير (شباط) عام 2021، وإطلاق تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في مصر للعام الحالي 2021، الذي عكس ما تقوم به الدولة المصرية من جهود تنموية شاملة على الأصعدة كافة التي تتعلق بعملية التنمية البشرية في مصر، بالإضافة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية المصرية لحقوق الإنسان في سبتمبر (أيلول) 2021.
وبدأ اهتمام منتدى شباب العالم بعقد نماذج المحاكاة منذ انطلاق نسخته الأولى في عام 2017، بعقد نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كأول نموذج محاكاة ضمن جلسات المنتدى، بمشاركة أكثر من 60 شاباً من مختلف دول العالم لمناقشة مختلف الموضوعات التي تحظى باهتمام عالمي، وفق قواعد العمل وأسس التعامل في الجلسات الفعلية للأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ خصوصاً ملف «مكافحة التهديدات الأمنية» التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليين من قبل الجماعات الإرهابية.
وخلال منتدى شباب العالم، في نسخته الثانية عام 2018، عقد نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية؛ حيث ناقش الشباب المشاركون من ممثلي 67 دولة عربية وأفريقية عدداً من الموضوعات المختلفة، بهدف إيجاد حلول للتحديات المشتركة التي تواجههم كشباب، وسبل تعزيز التعاون بين الشباب العربي والأفريقي، بالإضافة إلى آفاق التكامل الاقتصادي في أفريقيا والعالم العربي، وتبادل الرؤى والأفكار من أجل صناعة مستقبل أفضل للوطن العربي والقارة السمراء معاً.
وتصدّر نموذج «محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط» أهم الجلسات الحوارية بمنتدى شباب العالم في نسخته الثالثة عام 2019، حيث ناقش كثيراً من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك، على رأسها «تغير المناخ»، بمشاركة الشباب ممثلي الدول، أعضاء الاتحاد؛ مصر، وبلجيكا، والتشيك، والبوسنة والهرسك، وإستونيا، وفرنسا، وجامعة الدول العربية، وآيرلندا، وليتوانيا، ولبنان، ومالطا، وبولندا، وموناكو.
ومجلس حقوق الإنسان هيئة حكومية دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ويهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في أنحاء العالم كافة، ويُحقق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما يمتلك المجلس صلاحية مناقشة جميع الموضوعات الخاصة بحقوق الإنسان على مدار العام، ويعقد اجتماعاته في مكتب الأمم المتحدة بجنيف.
جدير بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان الدولي قد أشار في دورته الحادية والأربعين إلى المساهمات التي قدّمها منتدى شباب العالم في نسختيه الأولى والثانية، باعتباره محفلاً دولياً لمناقشة القضايا العالمية من منظور الشباب.
ويهدف المنتدى الدولي الذي نظمت منه 3 نسخ في أعوام 2017 و2018 و2019 إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وستولي الدورة الرابعة من المنتدى تركيزاً خاصاً لمناقشة «أوضاع العالم بعد الجائحة»، وكذلك قضايا «حقوق الإنسان».
واستضافت النسخ الثلاث الماضية، أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة، فيما اعتمدت «لجنة التنمية الاجتماعية» التابعة للأمم المتحدة، تلك النسخ، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب، بحسب إدارة المنتدى، التي أعلنت في وقت سابق أن أكثر من نصف مليون شاب وشابة سجلوا على الموقع الإلكتروني للمنتدى بغرض حضور فاعليات نسخته الرابعة.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.