المغرب: مرشح لقيادة «الاتحاد الاشتراكي» يلجأ للقضاء بحجة «تحريف» قوانين الحزب

محمد بوبكري (الشرق الأوسط)
محمد بوبكري (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: مرشح لقيادة «الاتحاد الاشتراكي» يلجأ للقضاء بحجة «تحريف» قوانين الحزب

محمد بوبكري (الشرق الأوسط)
محمد بوبكري (الشرق الأوسط)

أعلن محمد بوبكري، أحد المرشحين الخمسة للأمانة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي (معارضة برلمانية)، أنه قرر اللجوء إلى القضاء ضد ما وصفه بـ«تحريف» قوانين الحزب لتسهيل ولاية ثالثة للأمين العام الحالي إدريس لشكر»، خلال المؤتمر الحادي عشر، المزمع عقده نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل.
وجاءت هذه التطورات بعد أن صادق المجلس الوطني للحزب (أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر) في 18 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري على تعديلات تجعل مدة ولاية الأجهزة الحزبية، بما فيها ولاية الأمين العام، ثلاث ولايات بدل ولايتين، علماً بأن الأمين العام الحالي أمضى ولايتين.
وأوضح بوبكري، وهو عضو سابق في المكتب السياسي للحزب، أن ما قامت به قيادة الحزب الحالية، ممثلة في الأمين العام والمكتب السياسي، «من تحريف» لروح النصوص القانونية الديمقراطية المنظمة للعلاقات بين مناضلي الحزب ومؤسساته «تؤكد أن هناك توجهاً ممنهجاً نحو إغراق المؤتمر المقبل بالغرباء عن الحزب»، وذلك من أجل تمكين الأمين العام ادريس لشكر من الاستمرار على رأس الأمانة العامة للاتحاد، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى «اغتيال الحزب لصالح نزوات السلطوية».
وقال بوبكري إن المجلس الوطني للحزب أجاز تعديلاً يضرب «مبدأ التناوب الذي دأب الحزب على اتخاذه منهجاً لا محيد عنه»، معتبراً أن ذلك «يضرب عرض الحائط القوانين واللوائح الديمقراطية، كما أنه يمعن في ممارسة القمع، والضبط باتجاه مناضلي الحزب كلهم»، والإخضاع باتجاه المؤسسات الحزبية.
من جهة أخرى، نشرت حسناء أبوزيد، المرشحة أيضاً لقيادة الحزب، وثيقة تضمنت تصورها لمستقبل الحزب تحت عنوان: «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: الوفاء للهوية والانطلاق نحو المستقبل»، قالت فيها إن «الكبوات المتتالية والتراجعات المتسلسلة، التي مست الحزب وصورته وخطابه وامتداده، وقدرته على مواكبة التحولات، التي عرفها المجتمع والدولة والذات الحزبية، أصبحت واقعاً ضاغطاً وتفاعلياً يخنق بشكل جلي وعميق، ليس فقط موقع الحزب وأداءه، بل موقع المجتمع السياسي برمته وأدائه».
وأضافت أبو زيد موضحة: «قناعتي خالصة بأن الترشح لمسؤولية الكتابة الأولى (الأمانة العامة) في الظرف الصعب، الذي يعيشه حزبنا، هو واجب وتكليف ومسؤولية اتجاه تاريخ الحزب، وإرث زعمائه وأرواح شهدائه، ووعي بضرورة الحفاظ على وحدته وتماسكه».
وزادت أبو زيد قائلة: «لا يمكن أن نغض الطرف على ثقافة الانتهازية، التي تحولت من سلوك معزول ومرفوض داخل الحزب، إلى أنموذج متكامل يهدم بمرور الزمن كل الحواجز القيمية، والضوابط الأخلاقية».
ووصلت عدد الترشيحات المعلنة لمنصب الأمانة العامة إلى ستة، ويتعلق الأمر بعبد الكريم بن عتيق الوزير السابق، وحسناء أبوزيد البرلمانية السابقة، ومحمد بوبكري، عضو المكتب السياسي سابقاً، ومجيد مومر، عضو الشبيبة الاتحادية، وطارق سلام، وهو اتحادي مقيم خارج المغرب، والبرلماني السابق شقران أمام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.