زحمة لوائح ومرشحين في «بيروت الثانية» والحريري قد يعلن قرار عدم الترشح

عين المعارضة على 3 مقاعد

TT

زحمة لوائح ومرشحين في «بيروت الثانية» والحريري قد يعلن قرار عدم الترشح

لم يتضح المشهد الانتخابي بعد في دائرة بيروت الثانية، بعدما تم في انتخابات 2018 تقسيم العاصمة إلى دائرتين، أولى ذات أكثرية مسيحية وثانية ذات أكثرية مسلمة. ويترقب المعنيون بالانتخابات في هذه الدائرة ما سيكون عليه القرار النهائي لتيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري الذي يخوض عادة الانتخابات على أحد المقاعد السنية في هذه الدائرة، وما إذا كان سيترشح أو يشكل لائحة أو يكتفي بدعم إحدى اللوائح، لأن لأي قرار تبعاته سواء لجهة التحالفات أو لجهة عدد اللوائح.
وسادت في بيروت توقعات بأن الحريري، الموجود منذ أشهر خارج لبنان، يتجه لإعلان قرار عدم ترشحه للانتخابات قريباً، وهو قرار أبلغه لمقربين منه كما يكشف أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، حتى أن خياره سيكون دعم لوائح انتخابية في الكثير من المناطق وعدم خوض الاستحقاق المرجح أن يحصل في مايو (أيار) المقبل بلوائح لـ«المستقبل». إلا أن مصادر في «التيار» ترفض إعطاء أي تفاصيل، قائلة إن «موقفنا الحالي هو أنه لا كلام عن موضوع الانتخابات قبل دعوة الهيئات الناخبة وعودة الرئيس الحريري»، مضيفة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا إذا سمح الرئيس عون وحلفاؤه بحصول الانتخابات في موعدها».
ويبلغ عدد الناخبين في «بيروت الثانية» 365147 اقترع منهم 147801. وفي الانتخابات الماضية عام 2018 تنافست 9 لوائح انتخابية على 11 مقعداً نيابياً، 6 للسنة، 2 للشيعة، مقعد للروم الأرثوذكس، مقعد للإنجيليين ومقعد للدروز.
ونجحت حينها 3 لوائح بتأمين الحاصل الانتخابي، هي لائحة «المستقبل لبيروت» التي شكلها تيار «المستقبل» وحصدت 5 مقاعد، لائحة «وحدة بيروت» التي شكلها «حزب الله» وحلفاؤه وحصدت 4 مقاعد ولائحة «لبنان حرزان» التي ترأسها رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي وحصلت على مقعد واحد لمخزومي نفسه. وحصل أمين شري، مرشح «حزب الله» على أعلى عدد من الأصوات التفضيلية بحيث حصد 22961 فيما حل سعد الحريري ثانياً بـ20751.
وتختلف الأرضية التي ينطلق منها المعنيون بالانتخابات المقبلة تماماً عما كانت عليه قبل 4 أعوام خاصة مع اندلاع «الانتفاضة الشعبية» في عام 2019 وما ترافق مع انهيار مالي واقتصادي حاد ومتواصل. ويعتبر الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر أنه «رغم التراجع الكبير لـ(المستقبل) في هذه الدائرة، فإنه لا يزال الأقوى سنياً»، لافتاً إلى أنه «من غير الواضح حتى الساعة من سيملأ الفراغ الذي سيتركه الحريري و(المستقبل) في حال تقرر عدم خوض الانتخابات بلوائح لـ(التيار)». ويشير مخيبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يُحسم بعد ما إذا كان سيتم تشكيل لائحة تضم النائب مخزومي ومجموعات (الثورة) أم أن كلاً منهما سيخوض الاستحقاق بلوائح مختلفة»، مضيفاً: «في حال نجحوا بتشكيل لائحة واحدة فسيحصلون على الأرجح على 3 حواصل انتخابية 2 للسنة وواحد أرثوذكسي».
ويشرح مخيبر أنه «حتى الساعة لم يتضح ما إذا كان الحريري سيترشح أو سيدعم إحدى اللوائح كاللائحة التي ينوي رئيس نادي (الأنصار) نبيل بدر تشكيلها، تماماً كما أنه لم يُحسم ما إذا كان بهاء الحريري سيشكل لائحة أو يدعم إحدى اللوائح».
ويشير رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي إلى أن تحالفاته الطبيعية في الانتخابات وغيرها من الاستحقاقات «منذ أن بدأنا تعاطي الشأن العام هي مع قوى التغيير وكل من يعتنق مبدأ تحرير البلاد من المنظومة الفاسدة التي تحكمها وتهيمن على قراراتها ومقدراتها بتغطية من حزب الله».
وعما إذا كان سيستفيد من قرار الحريري عدم خوض الانتخابات والتململ الحاصل في الشارع السني في لبنان، يقول مخزومي لـ«الشرق الأوسط»: «مستقبل بيروت لا يتوقف على مصير أشخاص أو ترددهم. نعم هناك تململ في البلاد ليس عند الطائفة السنية وحدها وإنما عند جميع اللبنانيين الذين هم في حالة إحباط بسبب السياسات القائمة والإهمال في مواجهة الانهيار نتيجة هيمنة (حزب الله) الذي يشكل جيشاً إقليمياً أساء إلى علاقات لبنان بالدول العربية، ولا سيما منها دول الخليج العربي، وتحكمه بمفاصل البلد وحمايته للفاسدين، فضلاً عن محاولات السيطرة على القضاء، ناهيك بشل الحكومة وانصياع رئيسها لإملاءات الحزب، شأنه كرؤساء الحكومات المتعاقبين الذين فرضتهم الإرادة السورية سابقاً ويفرضهم (حزب الله) الآن وهؤلاء هم من أوجدوا حالة التململ في صفوف السنة عموماً، وفي بيروت المجروحة بالتفجير الإجرامي خصوصاً».
إلى ذلك، أوضحت حركة «سوا للبنان» أنه لا علاقة سياسية ولا تحالف انتخابي بين الحركة والقوات اللبنانية على الإطلاق. وقالت الحركة في بيان موجه لـ«الشرق الأوسط» إنها «حركة وطنية عابرة للطوائف وليست محصورة بتمثيل طائفة معينة كما هي حال أحزاب السلطة التي تسعى إلى تحريف الوجهة الوطنية لحركة (سوا للبنان) وضمها إلى أحزاب الطوائف».
وأكدت أن حركة «سوا للبنان» ستخوض كلّ الاستحقاقات والمعارك السياسية بمعزل عن كل أحزاب المنظومة التي شاركت بالمحاصصة، لذلك اقتضى التوضيح.



الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون هجوماً ضد إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية

زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه إلى الاحتشاد بأكبر قدر ممكن عقب فوز ترمب بمنصب الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)

بعد نحو 10 أيام من الهدوء وتراجع الهجمات الحوثية ضد السفن، تبنّت الجماعة المدعومة من إيران قصف قاعدة إسرائيلية في منطقة النقب، الجمعة، وزعمت إسقاط مسيرة أميركية من طراز «إم كيو 9»، بالتزامن مع إقرارها تلقي غارتين غربيتين استهدفتا موقعاً في جنوب محافظة الحديدة الساحلية.

وجاءت هذه التطورات بعد يومين فقط من فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية؛ حيث تتصاعد مخاوف الجماعة الحوثية من أن تكون إدارته أكثر صرامة فيما يتعلّق بالتصدي لتهديداتها للملاحة الدولية وتصعيدها الإقليمي.

صاروخ زعمت الجماعة الحوثية أنه «فرط صوتي» أطلقته باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وتهاجم الجماعة منذ أكثر من عام السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي، كما تطلق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، وأخيراً مساندة «حزب الله» اللبناني.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان، إن قوات جماعته نفّذت عملية عسكرية استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الجوية الإسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، وإذ ادّعى المتحدث الحوثي أن الصاروخ أصاب هدفه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه دون الحديث عن أي أضرار.

وتوعّد المتحدث العسكري الحوثي بأن جماعته ستواصل ما تسميه «إسناد فلسطين ولبنان»، من خلال مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، زاعماً أن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف الحرب على قطاع غزة ولبنان.

حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكان آخر هجوم تبنّته الجماعة الحوثية ضد إسرائيل في 28 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، حينها، أن طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن عبرت أجواء مدينة عسقلان قبل أن تسقط في منطقة مفتوحة.

وخلال الأشهر الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

12 مسيّرة تجسسية

زعم المتحدث العسكري الحوثي، في البيان الذي ألقاه خلال حشد في صنعاء، أن الدفاعات الجوية التابعة للجماعة أسقطت، فجر الجمعة، «طائرة أميركية من نوع (إم كيو 9) في أثناء تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة الجوف».

وحسب مزاعم الجماعة، تُعدّ هذه الطائرة المسيرة الـ12 التي تمكّنت من إسقاطها منذ بدأت تصعيدها البحري ضد السفن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتحدّثت وكالة «أسوشييتد برس» عما وصفه شهود، الجمعة، بأنه سقوط مسيّرة في أحدث إسقاط محتمل لمسيرّة تجسس أميركية. وأوردت أن الجيش الأميركي على علم بشأن مقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت التي تُظهر ما بدا أنها طائرة مشتعلة تسقط من السماء والحطام المحترق في منطقة، وصفها من هم وراء الكاميرا بأنها منطقة في محافظة الجوف اليمنية.

وحسب الوكالة، قال الجيش الأميركي إنه يحقّق في الحادث، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وذكرت أنه «لم يتضح على الفور طراز الطائرة التي أُسقطت في الفيديو الليلي منخفض الجودة».

غارتان في الحديدة

في سياق الضربات الغربية التي تقودها واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة الحوثية على مهاجمة السفن، اعترفت وسائل الجماعة بتلقي غارتين، الجمعة، على موقع في جنوب محافظة الحديدة.

وحسب ما أوردته قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، استهدفت الغارتان اللتان وصفتهما بـ«الأميركية - البريطانية» مديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً رئيسياً لشن الهجمات البحرية ضد السفن.

قاذفة شبحية أميركية من طراز «بي 2» مضادة للتحصينات (أ.ب)

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم رابع ضد سفينة ليبيرية.

يُشار إلى أن الجماعة أقرت بتلقي أكثر من 770 غارة غربية، بدءاً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ سعياً من واشنطن التي تقود تحالف «حارس الازدهار»، إلى تحجيم قدرات الجماعة الهجومية.

وكانت واشنطن لجأت إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في استهداف المواقع المحصنة للجماعة الحوثية في صنعاء وصعدة، في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية، إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

صورة طوربيد بحري وزّعها الحوثيون زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم الجديدة (إكس)

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

وتترقّب الجماعة، ومعها حلفاء المحور الإيراني، بحذر شديد ما ستؤول إليه الأمور مع عودة ترمب إلى سدة الرئاسة الأميركية؛ إذ يتوقع المراقبون اليمنيون أن تكون إدارته أكثر صرامة في التعامل مع ملف إيران والجماعات الموالية لها، وفي مقدمتها الجماعة الحوثية.

وحاول زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، الخميس، التهوين من أهمية فوز ترمب بالرئاسة الأميركية، كما حاول أن يطمئن أتباعه بأن الجماعة قادرة على المواجهة، وأنها لن تتراجع عن هجماتها مهما كان حجم المخاطر المرتقبة في عهد ترمب.

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)