مقاتلو «داعش» ينسحبون من أحياء في «اليرموك».. ويسلمونها لـ«النصرة»

المفوض العام لـ«أونروا»: يجب أن يكون المخيم المكان الذي تتأسس فيه «سياسة الممكن»

سكان «اليرموك» يتظاهرون للتمسك ببقائهم في المخيم والمطالبة بتأمين ممر آمن لدخول المساعدات الإنسانية (رويترز)
سكان «اليرموك» يتظاهرون للتمسك ببقائهم في المخيم والمطالبة بتأمين ممر آمن لدخول المساعدات الإنسانية (رويترز)
TT

مقاتلو «داعش» ينسحبون من أحياء في «اليرموك».. ويسلمونها لـ«النصرة»

سكان «اليرموك» يتظاهرون للتمسك ببقائهم في المخيم والمطالبة بتأمين ممر آمن لدخول المساعدات الإنسانية (رويترز)
سكان «اليرموك» يتظاهرون للتمسك ببقائهم في المخيم والمطالبة بتأمين ممر آمن لدخول المساعدات الإنسانية (رويترز)

انسحب مقاتلو تنظيم داعش من أحياء عدة داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق كانوا قد سيطروا عليها عقب اقتحامهم المخيم مطلع الشهر الحالي، وفق ما أعلن الثلاثاء مسؤولون فلسطينيون في سوريا، فيما نفى وزير الإعلام عمران الزعبي دخول قوات النظام السوري مخيم اليرموك وقيامها بعملية عسكرية هناك.
وقال أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وأمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا، خالد عبد المجيد، لوكالة الصحافة الفرنسية: «انسحب مقاتلو (داعش) وتراجعوا من بعض أحياء المخيم»، لافتا إلى أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة، ولكن بشكل متقطع بين الفصائل الفلسطينية وتنظيم داعش».
وبات مقاتلو التنظيم، وفق مصادر فلسطينية، يسيطرون على الجزء الجنوبي الغربي من المخيم، فيما توجد كتائب «أكناف بيت المقدس» في الجزء الشرقي منه، وتسيطر بقية الفصائل الفلسطينية على المناطق المتاخمة لحي التضامن وشارع اليرموك.
من جانبه، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كرينبول، الحياة في مخيم اليرموك، للاجئين الفلسطينيين، جنوبي العاصمة السورية دمشق، بـ«الجحيم»، وقال إن بقاء «الأحياء» في داخله «معجزة».
ودعا كرينبول إلى وقف الأعمال العدائية، والضغط على الجهات المسلحة في اليرموك، من أجل إنهاء «الصراع»، وأن يكون اليرموك المكان الذي تتأسس فيه سياسة الممكن، وأن يبقى له «وجهه الإنساني».
وتتمركز قوات النظام خارج المخيم وتفرض حصارا محكما عليه، لكن عبد المجيد أشار إلى «غرفة عمليات مشتركة مع الجيش تخطط لاستعادة المخيم وإنهاء وجود تنظيم داعش فيه».
وأوضح مصدر أمني سوري في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الأمور في مخيم اليرموك تعالج في سياقها «الأمني والسياسي»، مشيرا إلى أن «الفصائل الفلسطينية حققت تقدما واستطاعت استعادة بعض النقاط الحيوية في شارع لوبية وشارع الثلاثين، والعملية مستمرة».
وقال سامر، وهو أحد القاطنين في المخيم، عبر الإنترنت لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء: «لم نر أيا من مقاتلي (داعش) منذ أكثر من ثلاثة أيام». وتوجد كتائب «أكناف بيت المقدس»، وهي فصيل قريب من حركة حماس ومعارض للنظام السوري، داخل المخيم، علما بأن مقاتليها كانوا أول من تصدى لاقتحام «داعش»، وسبق لهم أن قاتلوا إلى جانب فصائل المعارضة السورية. ولا يشارك عناصر حركة فتح والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في القتال داخل المخيم. وقال عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عبد الغني هللو لوكالة الصحافة الفرنسية: «منذ بداية الأزمة اتخذنا موقفا يشبه موقف فتح، لناحية حياد المخيمات والفلسطينيين عن الأزمة الداخلية في سوريا».
وكان أيمن أبو هاشم، الذي يرأس إحدى لجان اللاجئين الفلسطينية في حكومة المعارضة السورية المؤقتة، أعرب عن مخاوفه إزاء قيام النظام السوري بتصعيد الوضع في مخيم اليرموك قبل زيارة رمزي رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، لدمشق، لإجراء محادثات بشأن تمكين سكان المخيم من الحصول على إمدادات إغاثة.
وقال أبو هاشم إن حالة من الهدوء تسود المخيم بعدما تراجع مقاتلو «داعش» عن «90 في المائة تقريبا من المخيم»، وسلموا مواقعهم لـ«جبهة النصرة». وأضاف أن «داعش» مقتصر حاليا على منطقة صغيرة بالقرب من «مستشفى فلسطين»، أحد مستشفيين في الجزء الجنوبي من المخيم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.