انتزع يوفنتوس الإيطالي فوزا صعبا على ضيفه موناكو بهدف وحيد من ركلة جزاء، بينما تعادل أتلتيكو مدريد الإسباني مع ضيفه ومواطنه ريـال مدريد حامل اللقب صفر - صفر أمس في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
على ملعبه «يوفنتوس ستاديوم» نجح أصحاب الأرض في الخروج بنصر ثمين وصعب بفضل هدف وحيد لارتورو فيدال في الدقيقة 57 من ضربة جزاء.
وبهذه الخسارة فشل فريق موناكو من فك عقدة الأندية الفرنسية التي لم تفُز في أي مباراة على يوفنتوس على أرضه، لكن الفرصة متاحة للتعويض في مباراة العودة بملعب لويس الثاني معقل فريق الإمارة يوم 22 أبريل (نيسان) الحالي.
وخاض يوفنتوس 9 مباريات على أرضه قبل هذه المباراة، أمام الأندية الفرنسية حقق الفوز في 7 مباريات وتعادل في مباراتين.
وفي مدريد سيطر التعادل السلبي على الفصل الأول من دربي العاصمة الإسبانية بين أتلتيكو الوصيف وضيفه ريـال حامل اللقب على ملعب على ملعب فيسنتي كالديرون. وفاحت رائحة الثأر بعد أن توج ريـال مدريد في الموسم الماضي بلقبه الأول منذ 2002 والعاشر في تاريخه الأسطوري بفوزه على جاره 4 - 1 في المباراة النهائية. وكان أتلتيكو متقدما 1 - صفر حتى الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي قبل أن تهتز شباكه بهدف التعادل الذي سجله سيرخيو راموس وجر من خلاله الفريقين إلى شوطين إضافيين هيمن عليهما النادي الملكي وسجل خلالهما 3 أهداف، لكن اللقاء جاء عصبيا من الطرفين ليتأجل الحسم إلى مباراة الإياب.
من جهة أخرى يواجه كل من باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني أزمة إصابات وغيابات حقيقية قبل مواجهة برشلونة الإسباني وبورتو البرتغالي اليوم في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
في المباراة الأولى على ملعب «بارك دي برانس»، يحلم النادي الفرنسي بتخطي عقبة ربع النهائي التي توقف عندها في آخر موسمين، وأقصاه منه برشلونة بالذات في 2013، بعد تعادلهما في باريس 2 - 2 في مباراة ملتهبة، و1 - 1 إيابا في برشلونة ليتأهل الفريق الكتالوني بفارق هدف سجله خارج ملعبه.
ويتطلع سان جيرمان المملوك قطريا إلى العودة إلى المربع الذهبي لأول مرة منذ 20 سنة وهو يقدم أفضل مستوياته حاليًا، حيث استعاد صدارة الدوري الفرنسي من غريمه ليون وتوج بلقب كأس رابطة الأندية عندما سحق باستيا 4 - صفر السبت الماضي، كما ينافس بقوة على لقب الكأس، في ظل تألق هدافه ونجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش صاحب ثلاثية في نصف نهائي الكأس أمام سانت إتيان (4 - 1) أوصلته لمواجهة أوكسير من الدرجة الثانية في النهائي، وثلاثية في مرمى باستيا رافعًا رصيده إلى 13 هدفا في آخر 7 مباريات.
لكن لسخرية القدر، فإن إبراهيموفيتش لن يتمكن من المشاركة في مباراة برشلونة لإيقافه بعد طرده في إياب ثمن النهائي أمام تشيلسي الإنجليزي، وأيضا في المباريات الأربع المقبلة في الدوري لإيقافه من قبل لجنة الانضباط الفرنسية التي اعتبرت أنه أساء إلى التحكيم بعد خسارة بوردو في الدوري.
وعلق لوران بلان مدرب سان جيرمان على أداء إبراهيموفيتش (28 هدفًا هذا الموسم) في نهائي كأس الرابطة بقوله: «كان جيدًا جدًا. هدفه الآن مباراة الإياب في برشلونة بعد 10 أيام وسيخلد إلى الراحة».
وبالإضافة إلى إبراهيموفيتش، يغيب عن فريق العاصمة لاعب الوسط الدفاعي الإيطالي الدولي ماركو فيراتي الموقوف أيضًا، بالإضافة إلى البرازيلي ديفيد لويز والإيطالي الآخر تياغو موتا المصابين.
وفي ظل غياب أربعة لاعبين فاعلين، سيلجأ بلان إلى لاعب الوسط الدولي العائد من الإصابة يوهان كاباي والبرازيلي لوكاس مورا، وربما إلى الشاب أدريان رابيو في وسط الملعب، إلى جانب الأوروغوياني أدينسون كافاني وصانع اللعب الأرجنتيني خافيير باستوري.
وخلافًا للفريق المضيف، يأتي برشلونة، حامل اللقب في 1992 و2006 و2009 و2011، والذي يخوض ثامن ربع نهائي على التوالي في المسابقة القارية، منقوصًا فقط من ظهيره الأيمن البرازيلي داني الفيش بسبب الإيقاف.
ويتصدر فريق المدرب لويس إنريكي ترتيب الدوري الإسباني أمام غريمه التاريخي ريـال مدريد، لكن معنوياته ليست في أعلى درجاتها بعدما أهدر تقدما أمام مضيفه إشبيلية بهدفين قبل أن يتعادل معه ويتقلص الفارق إلى نقطتين مع الريـال.
ويعتمد برشلونة بشكل أساسي على نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل في مرمى إشبيلية هدفه الخامس والأربعين هذا الموسم، والمهاجمين البرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز.
وحذر لاعب برشلونة البرازيلي أدريانو لاعبي فريقه وبخاصة الدفاع وقال: «يجب أن نرتكب أقل عدد من الأخطاء ولا نتلقى الأهداف. يملك سان جيرمان لاعبين من نوعيات مرتفعة بمقدورهم التسجيل من أي فرصة كما تكمن خطورتهم في الهجمات المرتدة».
وقبل انطلاق المباراة سيتم إهداء كرة موقعة من لاعبي الفريقين إلى سليمان س. وهو فرنسي - موريتاني تعرض لهجوم عنصري عندما منع من الدخول في مترو الأنفاق بعد مباراة سان جيرمان وتشيلسي من قبل جماهير الأخير في فبراير (شباط) الماضي.
بايرن ميونيخ يواجه بورتو
وفي المباراة الثانية تبدو حالة بايرن ميونيخ، حامل اللقب أعوام 1974 و1975 و1976 و2001 و2013، مشابهة لسان جيرمان قبل أن يخوض مواجهة صعبة أمام بورتو البرتغالي، تذكر دوما بمباراتهما الشهيرة في نهائي نسخة 1987 عندما سجل الجزائري رابح ماجر هدفا أسطوريا بكعبه ساهم بفوز الفريق الواقع على المحيط الأطلسي 2 - 1، وذلك بعدما تقدم الفريق البافاري بهدف لودفيغ كوغل من الدقيقة 24 حتى 79.
ولن يتمكن بايرن من الاعتماد على نجمي وسطه الفرنسي فرانك ريبيري وباستيان شفاينشتايغر وذلك بسبب إصابتهما بحسب ما أكد المدير الرياضي في الفريق ماتياس زامر. ويعاني بايرن من أزمة حقيقية بسبب الإصابات التي أجبرته على الاكتفاء بأربعة بدلاء على مقاعد الاحتياط في المباراة التي فاز بها السبت الماضي على آينتراخت فرانكفورت 3 - صفر في الدوري المحلي، حيث يتصدر بفارق مريح وضعه على مشارف الاحتفاظ بلقبه والتتويج للمرة الخامسة والعشرين. وسجل لبايرن البولندي روبرت ليفاندوفسكي ليرفع رصيده إلى 9 أهداف في آخر 8 مباريات في البوندسليغا متقدما على الهولندي أريين روبن كأفضل هداف للفريق في مختلف المسابقات (20 هدفا).
وفي ظل غياب الجناح روبن والظهير الأيسر النمساوي ديفيد ألابا، كان مدرب بايرن الإسباني جوسيب غوراديولا يمني نفسه بالاعتماد على شفاينشتايغر وريبيري في مباراة اليوم.
لكن النادي البافاري الذي يبحث عن التأهل إلى دور الأربعة للمرة الرابعة على التوالي، سيخوض مباراته مع بورتو دون شفاينشتايغر الذي يعاني الآن من فيروس بعد تعافيه من إصابة في كاحله تعرض لها قبل نحو أسبوعين في الدوري أمام بوروسيا دورتموند، فيما لم يتعافَ ريبيري من إصابة في كاحله أيضًا تعرض لها في المباراة التي فاز بها فريقه على شاختار دونيتسك الأوكراني 7 - 1 الشهر الماضي في الدور الثاني، كما عانى من إصابة المدافع المغربي المهدي بن عطية ولاعب الوسط الإسباني خافي مارتينيز.
وفي المقابل، سيتمكن غوارديولا من الاعتماد على المدافع جيروم بواتينغ والمهاجم البيروفي المخضرم كلاوديو بيتزارو بعد تعافيهما من الإصابة، والإسباني شابي ألونسو العائد من الإيقاف وقد سافروا مع الفريق الاثنين الماضي إلى البرتغال.
ورأى زامر أن فريقه متعطش للألقاب، وقال: «هذه المجموعة من اللاعبين الممتازين يمكنها أن تفرز الكثير من القوة والديناميكية، من الواضح أن الفريق متعطش كثيرا لحصد الألقاب».
وفاز بايرن 6 مرات في آخر 10 مباريات خارج أرضه في دوري الأبطال، بينها انتصار ساحق على أرض روما الإيطالي 7 - 1 في الدور الأول، كما فاز 16 مرة في 25 مباراة في ضمن هذا الدور.
بدوره، يعاني بورتو من غيابات أيضًا في صفوفه على غرار الإسباني كريستيان تيللو، ويحوم الشك حول مشاركة هدافه الكولومبي جاكسون مارتينيز المصاب بفخذه والذي سجل 26 هدفا في مختلف المسابقات.
وبعد أن تعرض لخسارة قاسية في الدوري أمام أستوريل يوم 6 من الشهر الحالي، فاز بورتو على أرض ريو آفي 3 - 1 السبت، ليقف على بعد 3 نقاط من غريمه بنفيكا المتصدر، في مباراة سجل فيها ريكاردو كواريزما والبرازيلي دانيلو لاعب ريـال مدريد المستقبلي والمهاجم هرناني.
ويبحث بورتو، حامل لقب 1987 و2004 وبطل البرتغال 27 مرة، عن بلوغ نصف النهائي لأول مرة منذ 2004 عندما توج أمام موناكو الفرنسي وكان يدربه الفذ جوزيه مورينهو.
وقال الإسباني خولين لوبيتغوي مدرب بورتو الذي زامل غوارديولا عندما كانا لاعبين في برشلونة: «خوض ربع النهائي في مسابقة مماثلة هو جائزة للجميع، ولا نفكر سوى بالطموحات والأحلام».
وكان ظهور بورتو الأخير في ربع النهائي في موسم 2008 - 2009 عندما خرج على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي، علما بأن فوزيه الوحيدين من أصل 6 مباريات في هذا الدور تحققا عندما توج باللقب عامي 1987 و2004.
يذكر أنه بعد هدف ماجر الشهير، ثأر بايرن من بورتو في ربعي نهائي 1991 (1 - 1 في ميونيخ وصفر - 2 في بورتو) و2000 (1 - 1 في بورتو و2 - 1 في ميونيخ).