استمرار الجدل في العراق حول حفلة محمد رمضان

TT

استمرار الجدل في العراق حول حفلة محمد رمضان

رغم مغادرة الفنان المصري محمد رمضان العاصمة بغداد منذ أسبوع بعد إحيائه حفلة غنائية حضرها آلاف المعجبين به ومعظمهم من فئة الشباب، لم تتوقف الانتقادات والنقاشات الحادة التي ارتبطت بسلوك رمضان خلال الحفل وخاصة ذلك المتعلق بخلع ملابسه من على منصة الغناء. وتتواصل منذ نحو أسبوع التعليقات والانتقادات التي انخرط فيها رجال دين وأحزاب ووزارة الثقافة العراقية، وكان الشيخ المنبري جعفري الإبراهيمي، أول من وجه انتقادات علنية إلى رمضان، عدها كثيرون «مسيئة» لتعلقها بالحديث عن لون بشرة الفنان.
ووصف الإبراهيمي في خطبة أمام أتباعه، السبت الماضي، رمضان بأوصاف اعتبرت أنها غير لائقة. في مقابل ذلك، عبّر رمضان في منشور مقتضب عبر «تويتر» عن تأثره بالشتائم العنصرية التي أطلقها رجل الدين الإبراهيمي، وأعرب رمضان عن استغرابه من قيام «رجل دين بشتمه عنصرياً من داخل بيوت الله»، لكن عاد لاحقاً وحذف منشوره. وعقب الانتقادات المتبادلة بين الإبراهيمي ورمضان، رفع مدوّنون عراقيون ناقدون للإبراهيمي ومؤيدون له اسمه إلى قائمة الأعلى تداولاً في العراق على منصة «تويتر». ولم تنته القصة عند هذا الحد، وعاد الإبراهيمي، أول من أمس، ورفض الاعتذار عن سلسلة الشتائم التي أطلقها ضد رمضان. وقال الإبراهيمي في خطبة جديدة: «ما زلنا على هذا الموقف بلا خوف ولا وجل وسنبقى ننتقد كل الظواهر المنحرفة التي تحاول تغيير ثقافة الشعب العراقي».
وتابع «يقولون إن جعفر قال عنه أسود، وكأن كل الرذائل في الحفلة كانت مرضية لله، وكلمة الأسود هي الوحيدة التي أغضبت الله». وأضاف «لا تردد ولا تراجع ولا وجل ولا خوف ولا اعتذار، وأخاطب المؤمنين، نحن أرقى من أن نتعامل بالمنطق الجاهلي ونتنابز بالألقاب، وكنا نقصد بالأسود، سوء الفعال وقبح العمل، أما سواد اللون، فثقافتنا كعراقيين لا تمايز عنصرياً».
وينقسم معظم الناشطين العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منذ أيام بين منتقد للشيخ الإبراهيمي ومؤيد له، وفيما دعت بعض الاتجاهات الدينية أتباعها إلى وقفة احتجاجية أمام مدينة ألعاب السندباد التي أقيم الحفل فيها، نأت وزارة الثقافة العراقية بنفسها عن الجدل المثار حول رمضان، وأصدرت، أول من أمس، بيانا تفصيليا حول الحفلة والجدل الذي أثير حولها.
وقالت الوزارة في بيانها إنها «تدعم إقامة العروض والفعاليات ذات القيمة الفنية العالية التي تراعي الذوق العام». وأضافت أن بغداد «شهدت مؤخراً إقامة عددٍ من العروض الفنية والفعاليات والمهرجانات المختلفة وهذه الفعاليات والعروض الفنية والمهرجانات، من تنظيم جهاتٍ وشركاتٍ خاصة ولم تخصص الوزارة لها أيَّ أموال».
وأشارت إلى أنها تدعم «إقامة العروض والفعاليات ذات القيمة الفنية العالية التي تراعي الذوق العام، وأعراف المجتمع العراقي بقيمه السامية التي حافظت على تماسكه ونسيجه الاجتماعي المتين».
وأعرب حزب «الدعوة الإسلامية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، عن «استنكاره الشديد» لما سماه «الممارسات التي تمس قيم المجتمع وهويته وتستفز مشاعر عامة العراقيين».
وقال الحزب في بيان أصدره، أمس، تعليقا على حفلة رمضان، إن الفن الملتزم موضع تقدير شعبنا، عندما يكون معبرا عن روح الأصالة، والرسالة الإيجابية في البناء الحضاري للأمة.
وأشار إلى أن «ما حدث قبل أيام في مدينة ألعاب سندباد لاند في بغداد ليس إلا سلوكاً هابطاً، وابتذالا مهينا لتاريخ وحضارة الشعب العراقي».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.