تحفيز كهربائي بالدماغ يؤدي لسلوك يبطئ تغيرات المناخ

إحدى المشاركات في تجربة التحفيز الدماغي
إحدى المشاركات في تجربة التحفيز الدماغي
TT

تحفيز كهربائي بالدماغ يؤدي لسلوك يبطئ تغيرات المناخ

إحدى المشاركات في تجربة التحفيز الدماغي
إحدى المشاركات في تجربة التحفيز الدماغي

عندما يتعلق الأمر بالسلوك الصديق للمناخ، غالباً ما تكون هناك فجوة بين ما نريد، وما نفعله بالفعل، وعلى الرغم من أن معظم الناس يريدون رؤية تغير المناخ يتباطأ، فإن الكثيرين لا يتصرفون بطريقة مستدامة تخدم تحقيق هذا الهدف. وخلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «كورتكس»، استخدم الباحثون في جامعة برن بسويسرا «تحفيزاً لمنطقة في الدماغ»، أثبتوا أنها «تلعب دوراً مهماً في إدراك الشخص تأثير سلوكه على الآخرين، وأدى هذا التحفيز خلال التجارب إلى سلوك أكثر استدامة».
وخلال التجربة، قام المشاركون في أربع مجموعات بـ«سحب أموال حقيقية من حوض مشترك، بحيث كلما سحب فرد من الأفراد المزيد من الأموال من الحوض المشترك، زاد المبلغ الذي كان بحوزته في نهاية المطاف، ومع ذلك، إذا سحبت إحدى المجموعات بشكل عام الكثير من المال، فسيكون لذلك عواقب على المجموعة التالية، التي ستحصل على مبلغ أقل بكثير، وهكذا، فإن التجربة تحاكي موقفاً حقيقياً يكون فيه الإفراط في استخدام أحد الموارد له عواقب سلبية على الآخرين في المستقبل».
وأثناء اتخاذ قراراً بشأن مقدار الأموال المراد سحبها، كان بعض المشاركين يتلقون تحفيزاً للدماغ (مجموعة تجريبية)، حيث تم تطبيق تيار كهربائي خفيف غير ضار على الجمجمة لزيادة وظيفة منطقة الدماغ المحفزة، وهي منطقة تلعب دوراً قوياً في إدراك الشخص لتأثير سلوكه على الآخرين، واكتشف الباحثون، أن لهذا التحفيز تأثيراً كبيراً في اتخاذ الأفراد المحفزون قرارات أكثر استدامة، مقارنة بالمشاركين الذين لم يتلقوا التحفيز (المجموعة الضابطة)، والذين سحبوا مبلغاً زائداً من المال. ويقول بينيديكت لانجينباخ، الباحث الرئيسي للدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة برن بالتزامن مع نشر الدراسة «تطبيق تحفيز الدماغ على عامة الناس أمر غير مطروح بالطبع، ومع ذلك يمكن أيضاً تحسين منطقة الدماغ المعنية، عبر تعديل استراتيجيات مخاطبة الناس بشأن تعديل سلوكياتهم المؤثرة على المناخ». ويضيف «نحن نعلم أن الناس أكثر عرضة للتعاطف مع شخص ما ضحية تغير المناخ، على سبيل المثال، إذا كانت هناك معلومات عن هذا الشخص، وبالتالي يمكن المساعدة في جعل التواصل بشأن أزمة المناخ أكثر فعالية، من خلال إعطاء المتأثرين اسماً ووجهاً بدلاً من التحدث عن جيل المستقبل المجهول».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.