شكري وكيري يبحثان هاتفيًا عددًا من القضايا الإقليمية

وزير الخارجية المصري تناقش مع نظيره المالطي حول الأوضاع في ليبيا

شكري وكيري يبحثان هاتفيًا عددًا من القضايا الإقليمية
TT

شكري وكيري يبحثان هاتفيًا عددًا من القضايا الإقليمية

شكري وكيري يبحثان هاتفيًا عددًا من القضايا الإقليمية

بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي، عددا من القضايا الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في سوريا واليمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي في تصريح صحافي، اليوم، إن الوزيرين تشاورا، خلال اتصال هاتفي تلقاه شكري، حول تطورات الأوضاع في ليبيا والأزمة السورية، موضحا أن الوزيرين بحثا أيضا «بشكل مفصل» سبل تحقيق مزيد من التنسيق المشترك في المحافل الدولية المختلفة حول القضايا المختلفة التي تهم البلدين، خصوصا في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. كما تناول الاتصال الهاتفي تطورات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وعلى صعيد ذي صلة، التقى شكري، صباح اليوم، وزير خارجية مالطا جورج فيلا، وذلك خلال وجود شكري في برشلونة للمشاركة في أعمال الاجتماع الوزاري لمراجعة سياسة الجوار بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط، التي ستبدأ في وقت لاحق اليوم.
وتناول الوزيران خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور المشترك، في ظل الروابط التاريخية بينهما. وأشار السفير عبد العاطي إلى أن اللقاء بين الوزيرين ركز على الأوضاع في ليبيا، في ضوء تأثيرها المباشر على الأوضاع الأمنية في البلدين، في ظل التقارب الجغرافي مع ليبيا، كما تم التشاور حول التطورات السياسية والأمنية الراهنة في ليبيا، وجهود المبعوث الأممي في دفع الحل السياسي للأمام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وجدد الوزير شكري دعم مصر للحكومة الشرعية في طبرق، ومساندتها في حربها ضد الإرهاب.
وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول التعاون القائم بين جامعة الدول العربية ومالطا، وأهمية الحفاظ على هذا التعاون وتعزيزه. كما قدم شكري التقدير لمالطا على مواقفها الداعمة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي بما يعكس حقيقة التطورات السياسية والاقتصادية وعدم تطبيق سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان. وأكد الوزير المالطي على أهمية الاستماع إلى رؤى الدول العربية وعدم فرض أفكار مسبقة عليها.
وقال المتحدث إن اللقاء بين الوزيرين تناول أيضا تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وتحمل إسرائيل مسؤولياتها بصفتها قوة الاحتلال، وتنفيذ تعهدات الأطراف المانحة بإعادة إعمار غزة، والعمل على استئناف مفاوضات السلام، وفقا لمرجعياتها الدولية المتفق عليها بما يقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الوطني.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.