«التحالف» يتحرك لإسقاط الحصانة عن منشآت حوّلها الحوثي إلى عسكرية

عناصر من الجيش الوطني اليمني خلال دورية في موقع صحراوي قرب مأرب (رويترز)
عناصر من الجيش الوطني اليمني خلال دورية في موقع صحراوي قرب مأرب (رويترز)
TT

«التحالف» يتحرك لإسقاط الحصانة عن منشآت حوّلها الحوثي إلى عسكرية

عناصر من الجيش الوطني اليمني خلال دورية في موقع صحراوي قرب مأرب (رويترز)
عناصر من الجيش الوطني اليمني خلال دورية في موقع صحراوي قرب مأرب (رويترز)

بدأ تحالف دعم الشرعية في اليمن إجراءات فعلية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني، لإسقاط الحصانة عن منشآت حولتها الميليشيات الحوثية إلى ثكنات عسكرية تستهدف من خلالها المدنيين في الداخل والخارج. فمع تزايد عمليات استهداف المدنيين، حض التحالف على ضرورة إعادة المنشآت المدنية إلى حالاتها الطبيعية التي كانت عليها قبل تحويلها إلى مواقع عسكرية، وضرورة تفريغها من المعدات والقدرات العسكرية التي تستخدمها الميليشيات الحوثية لإطلاق صواريخها وقذائفها في اتجاه السعودية والمدن اليمنية. ورداً على التهديدات والسلوك العدائي لاستهداف المدنيين من قبل الميليشيات الحوثية، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، فجر أمس الثلاثاء، قصفاً دقيقاً لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، نتج عنه تدمير مواقع مرتبطة بالصواريخ الباليستية والمسيرات داخل صنعاء. وشملت الأهداف التي قصفها تحالف دعم الشرعية والتي تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مخازن وورشاً لتجميع الصواريخ الباليستية والمسيرات. كذلك نجح التحالف في تدمير عدد من الكهوف الجبلية ومخازن سرية للصواريخ الباليستية على أطراف صنعاء، فيما طالب التحالف من عموم المدنيين بضرورة عدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة.
وفي سياق متصل، أدانت دول خليجية وعربية وإسلامية بشدة عمليات استهداف السعودية بصواريخ باليستية من قبل الميليشيات الحوثية، مؤكدة تضامنها مع السعودية ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها. وأعربت الإمارات والكويت والبحرين عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار محاولات ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة استهداف المدنيين والأعيان المدنية في السعودية بطريقة ممنهجة ومتعمدة. ودعت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف فوري وحاسم لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، مجددة تضامنها الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية.
كما أكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، أن استمرار هذه الممارسات العدوانية وما تشهده من تصعيد يستهدف المدنيين والمناطق المدنية وأمن المملكة واستقرار المنطقة، يشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والإنساني ويتطلب تحركاً سريعاً وحاسماً من المجتمع الدولي لردع هذه التهديدات ومحاسبة مرتكبيها.
وأدانت البحرين بشدة استمرار ميليشيا الحوثي الإرهابية في استهداف المنشآت والأعيان المدنية في المملكة، ووصفت ما حصل بأنه اعتداء سافر يعكس إصرارها على مواصلة استهداف أمن وسلامة المدنيين في المملكة. ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الاعتداءات الإرهابية التي تتنافى وجميع القيم والمبادئ الإنسانية، وتتعارض مع القوانين الدولية.
من جهتها، أعربت مصر عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام ميليشيا الحوثي باستهداف العاصمة الرياض بصاروخ باليستي، مؤكدة في بيان لوزارة خارجيتها، شجبها التام لاستمرار الميليشيات في أعمالها العدائية تجاه السعودية، ومشددة على مساندتها لما تتخذه المملكة من تدابير لصون أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها إزاء هذه الهجمات الإرهابية المتكررة، التي تمثل تهديداً للاستقرار والأمن في المنطقة.
وأدانت ‎جيبوتي بشدة المحاولة العدوانية الآثمة لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لاستهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستي، وأكد سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة، ضياء الدين سعيد بامخرمة، تأييد بلاده لجميع الإجراءات التي تتخذها قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
كذلك، ندد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، باستمرار تصعيد ميليشيا الحوثي استهداف المدنيين والأعيان المدنية في السعودية بالطائرات المسيرة المفخخة، واصفاً تلك التصرفات بالإجرامية وبأنها انتهاك للقوانين والأعراف الدولية، مؤكداً وقوف المنظمة إلى جانب المملكة وتأييدها لما تتخذه من إجراءات لحماية أراضيها وأمنها واستقرارها.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.