بحث خطة عالمية لمواجهة الجوائح المقبلة

توصيات بضرورة تبادل المعلومات العلمية

W:0 | ارتباط رحلات الطيران بعد حظر السفر مع دول أفريقية عدة (رويترز)
W:0 | ارتباط رحلات الطيران بعد حظر السفر مع دول أفريقية عدة (رويترز)
TT

بحث خطة عالمية لمواجهة الجوائح المقبلة

W:0 | ارتباط رحلات الطيران بعد حظر السفر مع دول أفريقية عدة (رويترز)
W:0 | ارتباط رحلات الطيران بعد حظر السفر مع دول أفريقية عدة (رويترز)

رغم أن الدورة الاستثنائية لجمعية الصحة العالمية التي افتتحت أعمالها أمس (الاثنين)، في جنيف مخصصة للبحث في وضع خطة عالمية لمواجهة الجوائح المقبلة ومدّ المنظمة الدولية بالصلاحيات والموارد اللازمة لتنسيق جهود الرصد والمكافحة والمتابعة، سيطرت هواجس المتحوّر الجديد على أجواء الجمعية واللقاءات والمحادثات الجانبية التي تشهدها على هامش المداولات العامة.
وبعد أن امتدحت منظمة الصحة أداء السلطات الصحية في جنوب أفريقيا، أوصت المنظمة بضرورة تبادل المعلومات العلمية، وأعربت عن إعجابها بما تحلّت به جنوب أفريقيا من جرأة في تقاسم المعلومات التي ساعدت في إنقاذ الأرواح وحماية العالم من انتشار الوباء. كما دعت الدول إلى إسناد قرارات المكافحة والاحتواء إلى المعايير والمشورة العلمية، وأعلنت رفضها للقيود على السفر «لأنها قد تسهم في الحد من سريان الوباء بنسبة ضئيلة، لكنها تشكّل عبئاً كبيراً على مصادر الرزق في معظم البلدان، وتقوّض دعائم التضامن الدولي الذي هو الشرط الأساسي للسيطرة نهائياً على الوباء».
ورفعت المنظمة منسوب انتقاداتها للتدابير التي سارعت دول عديدة إلى اتخاذها منذ يوم الجمعة الماضي، عندما ألغت الرحلات الجويّة من بلدان الجنوب الأفريقي وإليها، وأوصدت أبوابها في وجه مواطني هذه الدول بعد أن أبلغت السلطات الصحية في جنوب أفريقيا عن ظهور المتحور الفيروسي الجديد «أوميكون» الذي تأكد وجوده في عدد من الدول الأوروبية والقارة الأميركية.
وقال المدير العام للمنظمة تادروس أدهانوم غيبريسوس في كلمته الافتتاحية أمس (الاثنين)، أمام الدورة الاستثنائية لجمعية الصحة العالمية في جنيف، إن «التدابير التي نشهدها منذ نهاية الأسبوع الماضي هي عكس ما أوصت به الأوساط العلمية وما تستحقه جنوب أفريقيا التي سارعت إلى الإبلاغ، للمرة الثانية منذ بداية الجائحة، عن ظهور متحور فيروسي جديد كما تقتضي اللوائح الصحية الدولية».
وفيما كانت تتوالى الأنباء عن رصد مزيد من الإصابات بالمتحوّر الجديد، وما استتبعه من قيود إضافية وحظر على السفر، أصدرت المنظمة الدولية بياناً شدّدت فيه على أنه «ليس من الواضح بعد ما إذا كان أوميكرون أسرع سرياناً من الطفرات الأخرى، بما فيها دلتا، وأن الدراسات الوبائية الجارية هي التي ستحدد ما إذا كان ارتفاع عدد الإصابات الجديدة في بعض مناطق جنوب أفريقيا مردّه إلى ظهور هذا المتحوّر أو لأسباب أخرى».
وتوصي منظمة الصحة الدول الأعضاء بتعزيز أنشطة المراقبة والترصّد، وزيادة التحليلات الوراثية للإصابات ونشرها على المواقع وقواعد البيانات المفتوحة، وإبلاغ المنظمة بالحالات الجديدة، وإجراء بحوث ميدانية ومخبرية لمعرفة خصائص هذا المتحوّر، وما إذا كانت مواصفاته مختلفة عن الطفرات الأخرى من حيث السريان والتأثير على فاعلية اللقاحات والعلاجات.
وفيما اتجهت الولايات المتحدة أيضاً إلى حظر الرحلات الجوية مع سبعة بلدان من الجنوب الأفريقي، رغم أنها لم ترصد حتى الآن أي إصابة بالمتحوّر الجديد الذي تأكد وجوده في كندا، تتحرك الدول الأوروبية تحت تأثير الموجة الوبائية الجديدة التي تعصف بها منذ مطلع الشهر الجاري، والخوف من انتشار المتحور الجديد الذي يضعها أمام خيار الإقفال العام الذي تجهد بكل الوسائل لعدم الاضطرار إلى فرضه. وكان المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها أوصى الدول الأعضاء بإجراء التسلسل الوراثي للفيروس بنسبة لا تقلّ عن 10 في المائة من الإصابات لمعرفة المواصفات التي تسمح بتحديد ظهور الطفرات الجديدة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.