افتتاح المؤتمر الدولي للفن الإسلامي في «إثراء» الظهران

3.6 مليون مسجد حول العالم بواقع مسجد لكل 500 مسلم

الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد يلقي كلمته في مؤتمر الفن الإسلامي المقام في «إثراء» (الشرق الأوسط)
الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد يلقي كلمته في مؤتمر الفن الإسلامي المقام في «إثراء» (الشرق الأوسط)
TT

افتتاح المؤتمر الدولي للفن الإسلامي في «إثراء» الظهران

الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد يلقي كلمته في مؤتمر الفن الإسلامي المقام في «إثراء» (الشرق الأوسط)
الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد يلقي كلمته في مؤتمر الفن الإسلامي المقام في «إثراء» (الشرق الأوسط)

افتتح مساء اليوم (الثلاثاء) في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، في الظهران شرق السعودية، المؤتمر الدولي للفن الإسلامي تحت شعار «المسجد... إبداعُ القِطَع والشكل والوَظِيفَة»، وسط حضور رفيع المستوى من المسؤولين والمختصين بالفن الإسلامي والمعماري، يتقدمهم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويبحث المؤتمر على مدى 3 أيام عناصر الفن المعماري والقطع الأثرية للمساجد وتطورها عبر الأزمان.
وأشاد الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمته بالتحدي الذي أطلقه «إثراء»، تحت عنوان «مسجد المستقبل» الذي تم تخصيصه لطلبة الجامعات؛ وأشاد أيضاً بجائزة الفوزان «التي بدأت تحقق مبادرات وإنجازات متتالية»، مباركاً للجائزة تسجيلها في منظمة اليونيسكو كأول جائزة عالمية؛ لتشجيع العلماء الشباب في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان على ضرورة العناية بالمساجد، مشدداً في الوقت ذاته على تطوير فناء المساجد والأماكن التي تحيط بها، كما استعرض التحولات العالمية التي تستوجب إبراز دور المساجد «التي تعد جزءاً لا يتجزأ من منظومة المستقبل». منوهاً بأن المؤتمر يجذب المشاركين والمتابعين لمعرفة الحقب الإسلامية التي أثرت على بناء المساجد بطرق فنية معمارية، موضحاً أن المساجد أماكن للراحة والسعادة. واعتبر المساجد متاحف معمارية، مشيراً في الوقت ذاته إلى مشروع «العناية بالمساجد الخيرية»، ولا سيما المساجد القديمة، فلها أولوية في العناية بها، ناصحاً بزيارة مواقع مؤسسة «مساجد الطرق»، وذلك لما أولته من عناية كبيرة لمساجد الاستراحات والطرق.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى دور المملكة في تطوير المساجد والاهتمام بإيصال رسالتها والحفاظ على تراثها، منذ تأسيس الدولة حتى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وقال: «أشرفت على كثير من المساجد، منها مسجد الملك عبد العزيز الذي أنشأه الملك سلمان بن عبد العزيز، كأول مسجد بعد خروج المسلمين من إسبانيا». مستوقفاً من شريط ذكرياته صلاته في مركبة الفضاء، قائلاً: «قمت بأداء الفروض الخمسة جمعاً وقصراً في مركبة الفضاء، وتمكنت من ختم القرآن».
من جهته، كشف مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، عبد الله الراشد، عن إطلاق تحدي «مسجد المستقبل» لطلاب الجامعات؛ حيث سيتم الإعلان عنه الشهر المقبل، مبيناً أن «التحدي سيكون فرصة لكي نرى مساجد المستقبل في أعين الشباب؛ لتحفيز التفكير الإبداعي، والرغبة في الحصول على مخرجات تمثل نماذج ممكنة لمستقبل المساجد».
وقال الراشد إن إقامة المركز للمؤتمر الدولي للفن الإسلامي تأتي تماشياً مع رؤيته في الحفاظ على المساجد لاعتبارها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا؛ حيث يبلغ عدد المساجد في العالم نحو 3.6 مليون مسجد، وتشكل العنصر الأساس والرئيسي في مختلف المجتمعات والمدن العربية والإسلامية، ولا سيما أنها تشكل رموزاً بصرية للمدن والبلدان العربية والعالمية، موضحاً أن هناك مسجداً لكل 500 مسلم حول العالم، مشيراً إلى أن المساجد تلعب دوراً هاماً في بناء الأجيال، لتأثيرها في حياتهم شكلاً ومضموناً بأبعاد ثقافية واجتماعية مختلفة.
من جانبه، أكد رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، عبد الله عبد اللطيف الفوزان، أن دور مجلس الجائزة يقوم على عمارة المساجد والحفاظ على هويتها، ومن منطلق جلسات المؤتمر الذي يقيمه «إثراء»، ستكون هناك جوانب فريدة وجلسات ثرية ستسلط الضوء على أبعاد المسجد وتطوره، استكمالاً لما تقوم به الجائزة منذ أعوام.
فيما أشار إمام المسجد النبوي، فضيلة الشيخ أحمد الحذيفي، إلى الدور التاريخي الذي قدمته المساجد، مبيناً أن «المساجد أصبحت معالم من حضارة المسلمين ومتاحف تزهو بها حضارتنا»، مبيناً المسيرة التاريخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية باهتمامها بالجانب الفني والثقافي للمساجد.
واستعرض الرئيس التنفيذي لهيئة المتاحف السعودية الدكتور ستيفانو كاربوني دور المتاحف في المملكة وما تقدمه من إنجازات؛ حيث تم إنشاء هيئة المتاحف كواحدة من 11 هيئة في وزارة الثقافة، وهذا يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» لدعم القطاع الثقافي، مبيناً الاستراتيجية التي أطلقتها هيئة المتاحف، لبناء منصات ثقافية متنوعة تثري الزائرين إليها، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية ستشهد إعادة تشكيل المتاحف في الرياض، بما في ذلك المتحف الوطني ومتحف قصر المصمك». وكشف أنه من المتوقع أن يتم توظيف أكثر من 16 ألف شخص بشكل مباشر في قطاع المتاحف بحلول عام 2030، في الوقت الذي يصل عدد الموظفين الحاليين إلى 700 موظف.



محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
TT

محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)

وجَّه الادّعاء الألماني اتّهامات إلى 3 أشخاص بالانتماء إلى منظّمة المافيا الإيطالية «ندرانغيتا». وتفيد المزاعم بأنّ أعضاءها استخدموا محلّ بوظة في مدينة زيغن بغرب ألمانيا لغسل الأموال «نيابةً عن عضو رفيع المستوى من (ندرانغيتا) من سان لوكا في كالابريا، لدعم منظّمة المافيا الإجرامية».

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن الادّعاء في ولاية شمال الراين فيستفاليا، قوله إنّ زعيم المافيا استثمر نحو 400 ألف يورو (430 ألف دولار) في محلّ البوظة.

وأضاف: «في المقابل، يُقال إنّ محلّ البوظة كان يُستخدم لغسل أرباح المخدّرات غير المشروعة الخاصة بمنظّمة (ندرانغيتا)».

إلى ذلك، حُوِّل بعض أرباح تجارة البوظة اليومية إلى أعضاء آخرين في «ندرانغيتا» بإيطاليا.

وتَعدُّ السلطات في إيطاليا زعيم المافيا «شخصية قيادية في تجارة الكوكايين الدولية»، وفق الادّعاء في مدينة دوسلدورف.


«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
TT

«صدمة» بعد سرقة ذهب عمره 3 قرون في بريطانيا

الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)
الخسارة الهائلة (مجلس مقاطعة كامبريدجشير)

سُرق طوق وسوار ذهبيّان خلال عملية اقتحام لمتحف «إيلي» البريطاني.

وحصل المتحف على الطوق، الذي تُقدَّر قيمته بنحو 220 ألف جنيه إسترليني، عام 2017، باستخدام المِنح والهبات؛ وقال إنّ الخسارة تشكّل «ضربة هائلة». بدورها، نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن شرطة كامبريدجشير قولها إنها تبحث عن اثنين من المشتبه في تورّطهما بعملية السطو، هربا على دراجات كهربائية.

وعلّق أمين المتحف إيلي هيوز: «الصدمة شديدة لسرقة القطعتَيْن الذهبيتَيْن العائد تاريخهما إلى العصر البرونزي قبل 3 آلاف عام. إنها ضربة قوية بعد الدعم الهائل للحصول على الطوق الذهبي. لا يمكن الاستعاضة عنهما لأهمّيتهما الثقافية. أولويتنا الآن العمل مع الشرطة». ويُعدُّ هذا الطوق من أفضل كنوز إنجلترا خلال أكثر من قرن، ومصنوع من 730 غراماً (رطل و10 أونصات) من الذهب الخالص تقريباً. أما مدير الشرطة كيري مازور، فقال: «هذه السرقة خسيسة، ونركّز على التعرّف إلى الجناة. نعمل من كثب لمتابعة خطوط التحقيق».


«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما

«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما

«البحر الأحمر السينمائي» يعزز مجلس أمنائه بشخصيات ثقافية لدعم صناعة السينما

أعلنت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي عن انضمام مجموعة جديدة من الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي إلى مجلس أمنائها الذي ترأسه جمانا الراشد، لدعم المواهب الجديدة، وصناعة السينما، والإنتاج، والتوزيع، والتعليم، والتدريب في السعودية.

وإلى جانب العضوين السابقين عبد الله آل عياف القحطاني، وهديل بنت صالح كامل، تضمّنت لائحة الأسماء الجديدة هيفاء المنصور، والمهندس فراس التركي، وسلمان السديري.

وشغلت جمانا الراشد منصب رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر منذ العام 2022م، ولعبت دوراً محورياً في الإشراف على استراتيجيتها، وتوجّهها العام. وجاء تعيينها تقديراً لمساهمتها النّيرة، والأثر الكبير الذي أحدثته في نموّ وتطور قطاع الإعلام الإقليمي، والصناعة السينمائية. أما هيفاء المنصور فهي أولى المخرجات السعوديات اللاتي برزن على الساحة السينمائية العالمية، وكان فيلمها «وجدة» هو أول عمل سينمائي يصوّر داخل السعودية، وأول فيلم يمثل المملكة في سباق جوائز الأوسكار.

من جانبه يشغل المهندس فراس التركي منصب وكيل الخدمات المشتركة لوزارة الثقافة، وعضواً في مجلس أمناء مؤسسة ثنائيات الدرعية، كما شغل عدة مناصب في البنك الأهلي السعودي، بما في ذلك نائب أول للرئيس التنفيذي، ورئيس مجموعة الخدمات المشتركة، ونائب الرئيس التنفيذي ورئيس العمليات. في حين أن سلمان السديري يعمل كشريك إداري لمكتب لاثام آند واتكينز في الرياض، مقدماً خدمات استشارية للجهات الحكومية، والشركات المحلية والعالمية، وصناديق الأسهم الخاصة بالمعاملات التجارية في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الطاقة، وتجارة التجزئة، والتصنيع، والدفاع، والاتصالات، والرعاية الصحية، والضيافة.

أما عبد الله آل عياف القحطاني، فهو صانع أفلام، وروائي، ومخرج سينمائي حائز على جوائز عدة، بالإضافة إلى تعيينه رئيساً تنفيذياً لهيئة الأفلام السعودية في عام 2020م. في حين تشغل هديل كامل منصب رئيس مجلس إدارة «شركة التوفيق للتأجير التمويلي»، ممثلة عن شركة الملتقى العربي للاستثمارات «اميك» منذ العام 2020م، كما أنها تشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة الملتقى العربي للاستثمارات «اميك» منذ عام 2010م، ولها علاقة بعدد من الشركات الأخرى.

من جهتها، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، جمانا الراشد: «نحرص في مؤسسة البحر الأحمر السينمائي على توسيع آفاق الصناعة السينمائية، ودعمها على الصعيدين المحلي والعالمي، لنكرّس مكانتنا كمنصّة رائدة في دعم المواهب، وكمركز لصناعة السينما»، واعتبرت الراشد أن اللائحة الجديدة تعكس التزام المؤسسة بالارتقاء بالصناعة السينمائية، ودعم المواهب الجديدة، لا سيما أن مجلس الأمناء بات يزخر اليوم بأسماء بارزة تملك سجلاً حافلاً بالإنجازات، والخبرات، والفهم العميق للمشهد الثقافي، والسينمائي.

يأتي هذا القرار في إطار جهود مؤسسة البحر الأحمر المتواصلة، كجهة مستقلة غير ربحية، لدعم صناعة السينما، والإنتاج، والتوزيع، والتعليم، والتدريب في السعودية، وفي المنطقة ككل. كما يأتي ضمن جهود المؤسسة الرامية إلى دعم قطاع الثقافة والترفيه، وتأسيس مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر في وطن غني بالخبرات، والمواهب الإبداعية.


«حارسات الأمازون»... قصة جيش النساء المكلف حماية غابات الإكوادور من التلوث

نساء من  مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)
نساء من مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)
TT

«حارسات الأمازون»... قصة جيش النساء المكلف حماية غابات الإكوادور من التلوث

نساء من  مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)
نساء من مجموعة «يوتوري وارمي» (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)

في مجتمع سيرينا، وسط منطقة الأمازون الإكوادورية، يقوم جيش من النساء، يسمى «مجموعة يوتوري وارمي»، بحماية أراضي مجتمعهن في الغابات المطيرة من التلوث الناتج عن الصناعات وأنشطة التعدين، عن طريق القيام بدوريات مستمرة لرصد المخالفين.

وتوصف غابات الأمازون بأنها رئة كوكب الأرض. إلا أن الجزء الإكوادوري من الغابة بات مرادفا للاستغلال والتلوث، إذ أزيلت عشرات الأشجار وحل التلوث بدلا عنها.

ففي عام 1972، بدأت شركة تكساكو، التي استحوذت عليها شركة «شيفرون» عام 2001 باستخراج النفط في مقاطعتي سوكمبيوس وأورليانا. ومنذ ذلك الحين، وُثق تسرب أكثر من ستين مليون لتر من المياه السامة ونحو ستمائة وخمسين ألف برميل من النفط الخام في الأنهار والغابات، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». إلا أن الشركة لم تنظف سوى مساحة صغيرة.

مجموعة «يوتوري وارمي»

بحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد قررت «مجموعة يوتوري وارمي» النسائية في عام 2020، تولي مهام حراسة وحماية أراضيهن من التلوث والحفاظ على الأراضي والأنهار من الأنشطة التي تعرض التنوع البيولوجي للخطر، مثل إزالة الغابات وعمليات التعدين.

وتقول إلسي ألفارادو، إحدى أصغر أعضاء «يوتوري وارمي»: «كلمة (يوتوري) في لغتنا، لغة الكيتشوا، تشير إلى نوع من النمل في منطقة الأمازون معروف بطبيعته القوية والدفاعية، وكلمة (وارمي) تعني المرأة».

وتضيف: «لقد اخترنا هذا الاسم للمجموعة لأنه يرمز إلى كفاحنا وقوتنا، مثل النمل الذي يقاوم ويحمي أراضيه».

وتتكون المجموعة من 35 امرأة، من مزارعات وربات بيوت وحرفيات وطالبات، تتراوح أعمارهن بين 23 و85 عاماً، وأكبرهن تدعى كورينا آندي، التي يُطلق عليها اسم «أبويلا» أي «الجدة».

تتكون المجموعة من نساء من جميع الأعمار (صورة من حساب المجموعة الرسمي على إنستغرام)

كيف تعمل المجموعة؟

تراقب «يوتوري وارمي» بثبات تهديد أنشطة الصناعات والتعدين على مجتمعهن، مجتمع سيرينا، المكون من 154 عضواً، من خلال القيام بدوريات في مساحة كبيرة من الأرض، والتي تقدر النساء أنها تتراوح بين ثلاثة أميال مربعة (7.8 كيلومتر مربع) و3.9 ميل مربع (10 كيلومترات مربعة).

وتمر الدوريات، التي تمتد عادةً من يومين إلى ثلاثة أيام، على طول ضفاف النهر وفي عمق الغابات المحيطة، مجهزة بكاميرات دقيقة وطائرات مسيرة تم شراؤها بفضل تبرعات المجتمع وعائدات بيع الحرف اليدوية، وذلك لرصد وتصوير أي علامات لآثار للتعدين أو للتدهور البيئي من كثب.

وفي حال رصد أي نشاط مضر بالبيئة، تقوم النساء بالتصدي له، دون سلاح، بل يعتمدن فقط على عددهن والصور ومقاطع الفيديو التي قمن بالتقاطها لتكون بمثابة رادع للمخالفين، والذين يخشون انتشار صور مخالفاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو اتصال النساء بالسلطات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.

وعلى الرغم من وجود تلوث بالمعادن في أعلى وأسفل مجرى النهر، تقول النساء إن قطعة أرضهن والنهر الخاص بهن، نظيفان.

نساء من «يوتوري وارمي» في مسيرة مناهضة لأنشطة التعدين في عام 2021 (إنستغرام)

وتقول آندي: «مياه سيرينا ما زالت نقية، ما يسمح لنا بصيد الأسماك المحلية مثل الكاتشاما والبوكاتشيكاس التي تزدهر في هذه المياه غير الملوثة».

وتقوم المجموعة بالتجمع أسبوعياً لمناقشة الأخبار الخاصة بالتلوث ومشاركة أفضل ممارسات التعامل معها، والبحث في النتائج المترتبة عن مراقباتهن ودورياتهن وجميع المخاوف المرتبطة بهذه الأزمة.

وتقول روزورا ألفارادو، وهي ربة منزل وعضوة في المجموعة: «لقد شعرنا أن حماية أنهارنا الصافية مسؤولية جماعية».

وتضيف: «بالنسبة لنا نحن الشعوب الأصلية، الطبيعة مترابطة معنا؛ فنحن واحد، وتدمير الطبيعة يعني إيذاء أنفسنا».

رد فعل الرجال

في البداية، واجهت المجموعة رد فعل عنيفاً من الرجال في مجتمعهن. فقد كان الأزواج والآباء قلقين على زوجاتهم وبناتهم من مخاطر الأنشطة المتعلقة بالتخلص من التلوث. ومع ذلك، فقد تغيرت وجهة نظر الكثير من أولئك الرجال بمرور الوقت، وأصبحوا داعمين للمجموعة.

نساء تابعات لمجموعة «يوتوري وارمي» (إنستغرام)

زيادة مقلقة بأنشطة التعدين

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي تم التقاطها في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أنه بين عامي 2015 و2021، زادت أنشطة التعدين في منطقة الأمازون الإكوادورية بمقدار 56 كيلومترا مربعا.

وأفادت المنظمات بأن 17% من هذه الزيادة كانت خارج مناطق التعدين المحددة قانوناً.

وتعود جذور هذا الارتفاع الكبير في أنشطة التعدين إلى التحديات الاقتصادية، وفقاً لمجموعة «نابو ريسيست Napo Resiste» وهي مجموعة تناضل من أجل الحفاظ على البيئة وحقوق الإنسان بالمنطقة.

ويعيش أكثر من نصف سكان منطقة الأمازون في الإكوادور في فقر. وتقول المجموعة إن التعدين يوفر مصدراً للدخل الذي تشتد الحاجة إليه في منطقة لا يوجد بها سوى القليل من الخدمات الحكومية الأساسية.

إلا أن التعدين القانوني وغير القانوني يؤثر على البيئة ورفاهية السكان في منطقة الأمازون الإكوادورية. وحددت دراسة أجراها علماء من جامعات في إسبانيا والمكسيك والإكوادور عام 2022، تركيزات عالية من المعادن السامة في حوض نهر نابو العلوي بالمنطقة. وربطت الدراسة بشكل مباشر بين تعدين الذهب، ووجود كمية من المعادن في الحوض العلوي لنهر نابو، الأمر الذي يسبب «تلوثاً بيئياً حاداً».

ووجد الباحثون زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان والوفاة بالتسمم للبالغين والأطفال الذين يعيشون بالقرب من المواقع الملوثة بالتعدين.

وكتب العلماء: «تشير الدراسة إلى مخاطر سمية مزمنة في جميع المواقع التي تم تقييمها ومخاطر محتملة للإصابة بالسرطان في معظم المواقع».

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2021، جمع الباحثون عينات المياه في الحوض العلوي لنهر نابو، ووجدوا أن 63% من المسطحات المائية التي تم رصدها كانت ذات نوعية مياه رديئة بسبب التركيزات العالية للمعادن الناجمة عن تعدين الذهب. ووجدت الدراسة أن سوء نوعية المياه يشكل خطرا على صحة مجتمعات الأمازون، ويؤثر أيضا على أعداد الأسماك في المنطقة.


درجات حرارة قياسية سجّلها أبريل حول العالم

المياه هي الملاذ (الفلبين - أ.ف.ب)
المياه هي الملاذ (الفلبين - أ.ف.ب)
TT

درجات حرارة قياسية سجّلها أبريل حول العالم

المياه هي الملاذ (الفلبين - أ.ف.ب)
المياه هي الملاذ (الفلبين - أ.ف.ب)

سُجّلت حول العالم درجات حرارة قياسية في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وفق تقرير صادر عن «مرصد كوبرنيكوس الأوروبي»، نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، وذلك رغم تراجع ظاهرة «إل نينيو» المساهمة في زيادة الاحترار، مشيراً إلى أنّ تغيُّر المناخ الناجم عن النشاط البشري يؤدّي إلى تفاقم الظواهر المتطرّفة.

ومنذ يونيو (حزيران) الماضي، كان كلُّ شهرٍ الأكثر حراً مقارنةً بالفترات عينها من الأعوام السابقة وفق «كوبرنيكوس».

ولم يكن أبريل 2024 استثناءً، مع تسجيله 1.58 درجة مئوية أعلى من متوسّط ما قبل الثورة الصناعية في الفترة ما بين 1850 و1900. علّق المرصد: «رغم أنه أمر غير معتاد، فقد سجّلت في السابق سلسلة من درجات الحرارة الشهرية القياسية في 2015/2016».

كذلك، كان متوسّط درجة الحرارة على مدار الـ12 شهراً الماضية أعلى 1.6 درجة مئوية من مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، متجاوزاً هدف 1.5 درجة مئوية الذي حدّدته اتفاقية باريس لعام 2015 للحدّ من ظاهرة احترار المناخ.

وهذا الاختلال لا يعني أنّ المناخ وصل إلى هذه العتبة الحرجة، إذ يتوجّب لذلك حساب متوسّط درجات الحرارة على مدى عقود. لكنّ ذلك يشير إلى «مدى استثنائية ظروف درجات الحرارة العالمية التي نشهدها حالياً»، وفق عالم المناخ في «كوبرنيكوس» جوليان نيكولا.

وكان الشهر الماضي ثاني أكثر أشهر أبريل حرّاً يُسجَّل على الإطلاق في أوروبا، كما شهر مارس (آذار)، وفترة الشتاء برمّتها.

وتعرّضت مساحات شاسعة من آسيا، من الهند إلى فيتنام، لموجات حرّ شديد في الأسابيع الأخيرة، فيما ضربت جنوب البرازيل فيضانات مميتة. وقال نيكولا: «كل درجة إضافية من الاحترار تكون مصحوبة بظواهر جوّية قصوى، وهي أكثر شدّة وترجيحاً للحدوث».

واجتاحت الكوكب ظواهر مناخية متناقضة في أبريل، مثل الفيضانات وموجات الجفاف. وشهدت معظم أنحاء أوروبا شهر أبريل أكثر رطوبة من المعتاد، رغم أنّ جنوب إسبانيا، وإيطاليا، وغرب البلقان، كانت أكثر جفافاً من المتوسّط.

وأحدثت الأمطار الغزيرة فيضانات في أجزاء من أميركا الشمالية وآسيا الوسطى والخليج.

وفي حين شهد شرق أستراليا هطول أمطار غزيرة، ضربت الجزء الأكبر من البلاد ظروف أكثر جفافاً من المعتاد، كما حدث في شمال المكسيك، وحول بحر قزوين.

وأيضاً، بلغت ظاهرة «إل نينيو» المناخية التي تؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادي، وإلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ذروتها في وقت سابق من هذا العام، وهي تتجه نحو «ظروف محايدة» في أبريل. ومع ذلك، حطّم متوسّط درجات حرارة سطح البحر الأرقام القياسية في أبريل للشهر الـ13 توالياً.


علماء يطورون الأبجدية الصوتية لـ«حوت العنبر» بهدف فهم عالمه الغامض

حوت العنبر يخرج من البحر أثناء غوصه في البحر بالقرب من راوسو باليابان (رويترز)
حوت العنبر يخرج من البحر أثناء غوصه في البحر بالقرب من راوسو باليابان (رويترز)
TT

علماء يطورون الأبجدية الصوتية لـ«حوت العنبر» بهدف فهم عالمه الغامض

حوت العنبر يخرج من البحر أثناء غوصه في البحر بالقرب من راوسو باليابان (رويترز)
حوت العنبر يخرج من البحر أثناء غوصه في البحر بالقرب من راوسو باليابان (رويترز)

فيما يبدو كأنه مشهد من فيلم خيال علمي، يتجه العلم نحو فهم أعمق للتواصل بين الإنسان وأحد أكبر المخلوقات البحرية، «حوت العنبر».

ومع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، يسعى العلماء لفك رموز لغة الحيتان، وما إذا كان لديها نظام تواصل معقد يشبه لغة البشر. وإذا نجح الأمر، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها البشر مع الكائنات الأخرى. حسبما أفادت شبكة «سكاي».

التقدم الحديث يأتي من خلال مشروع «Ceti»، حيث يعمل فريق من الخبراء على فك شفرة النقرات الصادرة عن «حوت العنبر». ومن خلال دراسة عشائر هذه المخلوقات في شرق البحر الكاريبي، تم اكتشاف استخدامها «شفرة مورس» المعقدة، مع إضافة تفاصيل موسيقية لنقل المعنى.

والمكالمات بين هذه الحيتان ليست مجرد أصوات عابرة، بل تحمل ثروة من المعلومات التي يمكن أن تكون مفتاحاً لفهم أعمق لحياتها وسلوكها. ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف قد يساعد في توحيد العمليات الجماعية لهذه الكائنات، بدءا من البحث عن الطعام وصولاً إلى تربية الصغار.

قال الدكتور ديفيد غروبر، مؤسس مشروع «Ceti»: «إنه يلقي الضوء على إمكانية وجود نظام اتصالات معقد لدى هذه الحيتان، ما يدفعنا لمواصلة جهودنا في استكشاف عالمهم».

وفي دراسة نُشرت في مجلة «Nature Communications»، كشف الباحثون عن تفاصيل جديدة حول تركيب الأصوات التي تصدرها «حيتان العنبر». بالإضافة إلى النقرات التي تشكل «شفرة مورس» الخاصة بها، وتغير الحيتان إيقاعاتها ونغماتها بناءً على سياق المحادثة.

ومن خلال تحليل السجلات الصوتية، تم تحديد ما يُعرف الآن بالأبجدية الصوتية لـ«حوت العنبر»، حيث يقول الباحثون إنها تمثل مجموعة معقدة من النماذج الصوتية يمكن أن تحمل معاني مختلفة.

وفي وقت سابق، أظهرت دراسات سابقة من المشروع أن الحيتان تشير إلى هويتها عبر نقرات متعددة، ما يُظهر القدرة الكبيرة لهذه المخلوقات على التواصل المعقد.

مع استمرار التقدم في هذا المجال، يأمل العلماء أن يكون لديهم يوماً ما القدرة على تبادل الحوار مع الحيتان، وربما تكون هذه اللحظة هي بداية فترة جديدة من التواصل الحقيقي بين الإنسان والكائنات الأخرى في هذا العالم البحري الغامض.


مغنٍ سويدي يربط معصمه بالكوفية في افتتاح «يوروفيجن»

المغني السويدي إريك سعادة خلال إحدى فقرات حفل «يوروفيغن» (أ.ف.ب)
المغني السويدي إريك سعادة خلال إحدى فقرات حفل «يوروفيغن» (أ.ف.ب)
TT

مغنٍ سويدي يربط معصمه بالكوفية في افتتاح «يوروفيجن»

المغني السويدي إريك سعادة خلال إحدى فقرات حفل «يوروفيغن» (أ.ف.ب)
المغني السويدي إريك سعادة خلال إحدى فقرات حفل «يوروفيغن» (أ.ف.ب)

ربط مغنٍّ سويدي من أصل فلسطيني مساء أمس (الثلاثاء) معصمه بالكوفية الفلسطينية خلال القسم الأول من الدور نصف النهائي لمسابقة «يوروفيجن»، للتعبير عن احتجاجه على المشاركة الإسرائيلية في الحدث الذي يقام في مدينة مالمو السويدية، ما اعتبر أنه اختراق لمنع الرموز السياسية خلال الحفل.

ولم يقتصر الاهتمام خلال نصف النهائي الأول على الأداء الغنائي للمشاركين في وصلاتهم، بل اتجهت الأنظار أيضاً إلى إمكان تعبير الفنانين عن مواقف تخرق الطابع غير السياسي الذي يؤكد المنظمون أن الحدث يتصف به.

وقُدِّمَت منذ بداية السنة عرائض عدة تطالب باستبعاد إسرائيل. وفي نهاية مارس (آذار)، دعا مرشحون من تسع دول إلى وقف دائم لإطلاق النار من بينهم الآيرلندية بامبي ثاغ التي شاركت في تصفيات الثلاثاء.

المغني السويدي إريك سعادة خلال إحدى فقرات حفل «يوروفيجن» (أ.ف.ب)

لكنّ المغني السويدي إريك سعادة هو الذي جذب الانتباه خلال الوصلة الغنائية الافتتاحية. فالفنان المولود لأب من أصل فلسطيني، سبق أن أعلن أنه يعتزم استخدام عرضه للاحتجاج على مشاركة إسرائيل في المسابقة، وهو ما ترجمه عملياً بالفعل من خلال لفّ معصمه بكوفية، حسبما أفادت وكالة «الصحافة الفرنسية».

وقوبلت حركته بانتقاد من التلفزيون السويدي العام «إس في تي» الذي ينظم هذه الدورة الثامنة والستين مع الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون. وقالت المنتجة التنفيذية للمسابقة في «إس في تي» إيبا أديلسون لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «من المؤسف أنه استغل مشاركته بهذه الطريقة».

وفي نهاية الدور نصف النهائي الأول الذي حسم تصويت الجمهور نتيجته، تأهل ممثلو كرواتيا وأوكرانيا وصربيا والبرتغال وسلوفينيا وليتوانيا وفنلندا وقبرص وآيرلندا ولوكسمبورغ.

وتتشابك الأنواع الموسيقية خلال الدورة الثامنة والستين من هذا الحدث السنوي المخصص للموسيقى الأوروبية الشعبية.

فأغنية «تيريزا وماريا» للأوكرانيتين أليونا أليونا وجيري هيل مزيج من موسيقى الراب والبوب مع تطعيم بنغمات أوبرالية، في حين أن «رِم رِم تاغي دِم» (Rim Tim Tagi Dim) للكرواتي بايبي لازانيا تجمع الروك والإلكترو.

وينضم الفائزون الثلاثاء إلى مرشحي الدول الست المتأهلة تلقائياً للنهائي وهي السويد حاملة اللقب، والخمس الكبرى، أي ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، أبرز المساهمين في تنظيم المسابقة.

وتشارك إسرائيل في القسم الثاني من نصف النهائي الذي يقام الخميس، قبل النهائي المقرر السبت. ويتوقع أن يترافق الحدث الخميس مع مظاهرات عدة تطالب باستبعاد إسرائيل من المسابقة.


أمطار غزيرة تبعث الحياة في سدود العراق

صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
TT

أمطار غزيرة تبعث الحياة في سدود العراق

صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)
صورة جوية لفيضان نهر دجلة في العراق بعد الأمطار الغزيرة (أ.ف.ب)

أعادت الأمطار الغزيرة التي هطلت على العراق مؤخراً الحياة إلى سدوده التي سجّلت ارتفاعاً في مستويات المياه لم تشهده منذ عام 2019، كما أكد مسؤولون في بلد أنهكته أربع سنوات من الجفاف.

وسط التضاريس المتعرجة بين الجبال والمنخفضات الصخرية في شمال شرق العراق، ينتصب سد دربندخان بهياكله الضخمة ومياهه الهادرة التي يرفده بها نهر سيروان وقد امتلأ حوضه الهائل عن آخره تقريباً، ولم تعد صفحة المياه تبعد سوى أمتار قليلة لتحاذي الطريق الممتد بجواره.

قال مدير السد الواقع في جنوب محافظة السليمانية ثاني أكبر محافظات إقليم كردستان، سامان إسماعيل لوكالة الصحافة الفرنسية، الأحد، إن «السعة الخزنية للسد تبلغ ثلاثة مليارات متر مكعب، والخزين الموجود في السد اليوم ينقصه 25 سنتمتراً فقط لنقول إنه ممتلئ».

موسم مياه وفير بعد موجة أمطار غزيرة في العراق (رويترز)

توقّع إسماعيل أن يمتلئ الحوض «خلال الأيام المقبلة»، مستذكراً أن المرة الأخيرة التي امتلأ فيها سد دربندخان بالكامل كانت في عام 2019، بعدها «كانت كلها سنوات جفاف شحيحة»، مشيراً إلى «تأثيرات مناخية في المنطقة، وبناء سدود أخرى خارج حدود الإقليم»، إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي.

توجه بغداد انتقادات متكررة إلى دول الجوار، تركيا وإيران، لأنهما تبنيان سدوداً على منابع الأنهر التي تغذي العراق؛ الأمر الذي أدى إلى خفض كبير في تدفق المياه إليه.

وشكّل هطول الأمطار خلال الفترة الماضية انفراجة نسبية للعراق الذي يعدّ من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض انعكاسات التغير المناخي في العالم.

وفي بلد غني بالنفط لكن يعاني من بنى تحتية متهالكة، أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات وتشكّل سيولاً خصوصاً في شوارع مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، كما دمّرت الكثير من المنازل في محافظة ديالى، وسط العراق.

وتوفي جراءها أربعة من أعضاء فريق لتسلق الجبال بمحافظة السليمانية.

«الماء نعمة»

أعلنت وزارة الموارد المائية في بيان، الأحد، أن «تساقط الأمطار» نتجت منه «سيول في المناطق الشمالية والشرقية وتم استثمارها في تعزيز الخزين المائي لسدود الموصل ودوكان ودربندخان وحمرين والعظيم».

كما أكدت الوزارة: «إن السيول الأخيرة القادمة من المنطقة الشرقية تمت الاستفادة منها في زيادة الواردات المائية إلى الأهوار» في جنوب البلاد.

وقال مدير عام هيئة السدود والخزانات في الوزارة علي راضي ثامر لوكالة الصحافة الفرنسية إن مستوى المياه ارتفع في أحواض أغلب سدود العراق الرئيسية الست.

وأضاف أن «الخزن وصل إلى مستوى جيد» في سد الموصل، أكبر سدود العراق بسعة تبلغ 11 مليار متر مكعب.

وذكَّر بأن في السنين الماضية كان هناك «فراغ خزني كبير جداً في السدود بشكل عام، ووصل الخزن إلى أدنى مستويات سُجلت تاريخياً» وفق إحصائيات الوزارة.

مدينة العمارة قبل أيام يظهر مدى انحسار مياه الفرات (رويترز)

وعَـدّ ثامر أن «الخزين الذي تحقق اليوم سينعكس إيجاباً على (كل القطاعات) سواء القطاع الزراعي، و هو تقريباً المستهلك الأكبر، وتأمين المياه الخام لمحطات الإسالة (المعالجة) لإنتاج مياه الشرب» وعلى الأهوار.

وقال إن «الإيرادات المائية كانت جيدة في عام 2019 ونسبة الخزين المائي ارتفعت بشكل كبير» قبل أن تليها «أربعة مواسم شحيحة».

وتمثل مسألة المياه تحدياً كبيراً للعراق الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة ويواجه أزمة بيئية قاسية، خصوصاً خلال موسم الصيف حين تلامس درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية.

بهذا الخصوص، يحذر مدير عام السدود والخزانات قائلاً: «صحيح اليوم هناك أمطار وهناك سيول وتحسين للخزين المائي بشكل نسبي، لكن هذا لا يعني انتهت الشحة»، لافتاً الانتباه إلى أن «السنين المائية متغيرة؛ قد تكون رطبة أو معتدلة أو جافة أو شحيحة».

في غضون ذلك، وعلى بعد نحو خمسة كيلومترات إلى الجنوب من سد دربندخان، غمرت المياه موقعاً سياحياً صغيراً مشيّداً على نهر سيروان. وعلى الرغم من ذلك لم يفقد مالكه ألاند صلاح تفاؤله.

وقال الشاب صلاح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مياه نهر سيروان نعمة جميلة، وزيادة منسوب المياه تضفي جمالاً أخاذاً على المنطقة».

وتابع: «صحيح أن تدفق المياه بنسبة كبيرة أدى إلى إلحاق بعض الأضرار، لكن لحسن الحظ لم يؤدِ إلى تعطيل أعمالنا، ونحن مستمرون بالعمل».


المنشار... يرقات صغيرة تلتهم أوراق النباتات وتفيدها

يرقة عثة الأطلس (أتاكوس أطلس) التي تعدّ من بين الأكبر في العالم في الحدائق النباتية في برن (أرشيفية - رويترز)
يرقة عثة الأطلس (أتاكوس أطلس) التي تعدّ من بين الأكبر في العالم في الحدائق النباتية في برن (أرشيفية - رويترز)
TT

المنشار... يرقات صغيرة تلتهم أوراق النباتات وتفيدها

يرقة عثة الأطلس (أتاكوس أطلس) التي تعدّ من بين الأكبر في العالم في الحدائق النباتية في برن (أرشيفية - رويترز)
يرقة عثة الأطلس (أتاكوس أطلس) التي تعدّ من بين الأكبر في العالم في الحدائق النباتية في برن (أرشيفية - رويترز)

أفاد تقرير إخباري حديث بأن بعض الحشرات التي تأكل النباتات مفيدة، وليست أمراً مضراً كما يعتقد البعض.

ووفقاً للجمعية البستانية الملكية في المملكة المتحدة (آر إتش إس)، فإن ختم سليمان أو نبات بوليغوناتوم، وهي نبتة حديقة منزلية تنمو في الصيف، تستعد لاستقبال حشرة غازية لتضع عليها البيض، وهو ما يفيد النباتات.

وأفادت الجمعية بأن «هذه الحشرة يمكن تحملها، وسوف تبقى النباتات على قيد الحياة»، كما كتبت على صفحة المعلومات الخاصة بالحشرة.

وبدت الحشرات، وتسمى أيضاً بـ«المنشار»، في البداية، وكأنها تهاجم النباتات البرية، لكن تبين أنها مجرد واحدة من تلك «المقايضات العديدة» التي تحدث في الطبيعة طوال الوقت.

وعدّ تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن في جميع أنحاء العالم هناك حشرات تعتمد على النباتات في غذائها. إذ تمضغ السيقان وتقطع الأوراق إلى قِطع، كما تقوم بعمل جروح وثقوب في النباتات البكر. بالنسبة لبعض البستانيين، هذا لعنة. لكن آخرين يدركون أن هذا كله جزء طبيعي من كيفية عمل النظم البيئية، ودون نظام بيئي غني بالحشرات لن تكون هناك حدائق على الإطلاق.

ووفقاً للتقرير، فعلى مدى العقود القليلة الماضية، أثرت أزمة عالمية هائلة على أعداد الحشرات، التي تتناقص بمعدل يتراوح بين 1 في المائة و2 في المائة كل عام. وهذا يعني أن أي تدخل يمكن أن يساعد هذه المخلوقات يعد أمراً ذا قيمة.

وتقول هايلي جونز، عالمة الحشرات الرئيسية في الجمعية البستانية الملكية في المملكة المتحدة: «أستمتع كثيراً بالنظر إلى المنشار». وتتذكر أن أنواعاً مختلفة من يرقات الذبابة المنشارية كانت تستهدف الورود، حيث كان بعضها يلتهم الأوراق بينما كان لدى البعض الآخر عادات طعام خاصة جداً. وتقول: «هناك نوع واحد يلف الأوراق. إنه يأكلها من الداخل»، وتتابع جونز أن «الحديقة المتوازنة ينبغي ألا تُسحق على الأرض وتترك أرضاً قاحلة، وهذا ينبغي ألا يحدث أبداً في نظام متنوع بيولوجياً».

وأشارت جونز إلى أنه ينبغي ألا تسمى الحشرات التي تستهلك النباتات آفات، فهي مجرد حيوانات عاشبة.

يقول ماثيو شيبرد، مدير التوعية والتعليم في جمعية «إكسيرس» للحفاظ على اللافقاريات في الولايات المتحدة، وهي منظمة غير ربحية تستخدم العلم لحماية الحياة البرية: «حديقتي مخصصة للحشرات في المقام الأول». ويتابع: «يصبح الأمر متهالكاً جداً لمجرد وجود أشياء كثيرة تمضغ وتمضغ».

وتواجه الحشرات جميع أنواع التهديدات، وعلى نطاق هائل. على سبيل المثال، استخدام المبيدات الحشرية على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. قد يبدو من غير المرجح أن الحدائق الخاصة الصغيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في تراجعها. لكن شيبرد يصر على أن ذلك ممكن: «نحن نتحدث عن حيوانات صغيرة، لذا فإن المساحات الصغيرة تساعد».


هل تنجح بريطانيا في السيطرة على المحتوى الضار للأطفال في مواقع التواصل؟

مخاوف من آباء وأمهات في بريطانيا من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي (أرشيفية - أ.ف.ب)
مخاوف من آباء وأمهات في بريطانيا من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

هل تنجح بريطانيا في السيطرة على المحتوى الضار للأطفال في مواقع التواصل؟

مخاوف من آباء وأمهات في بريطانيا من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي (أرشيفية - أ.ف.ب)
مخاوف من آباء وأمهات في بريطانيا من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت الهيئة التنظيمية للاتصالات في بريطانيا «أوفكوم» إن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تفعل المزيد لمنع خوارزمياتها من التوصية بمحتوى ضار للأطفال.

ونشرت الهيئة التنظيمية مسودة قواعد ممارسات سلامة الأطفال التي تحدد المعايير الجديدة التي تتوقع من عمالقة التكنولوجيا اتباعها لحماية الأطفال بموجب قانون السلامة عبر الإنترنت.

وتشعر سيدتان بأن أطفالهما ماتوا نتيجة لنسخ تحديات خطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقولان لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية إنهما تشعران بـ«عدم الجدية» من قبل «أوفكوم»؛ بسبب فشلها في الاستماع إلى الآباء الحزانى.

وتحدثت والدة آرتشي باترسبي، الذي توفي عن عمر يناهز 12 عاماً بعد حدوث خطأ في «مزحة أو تجربة» في منزلهما، وإسحاق كينيفان (13 عاماً)، الذي يُعتقد أنه توفي بعد مشاركته في «تحدي الاختناق» على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت ليزا والدة إسحاق: «يجب أن يستمعوا إلينا بصفتنا آباء ثكالى». وتابعت الأم: «تتمتع (أوفكوم) بالسلطة، ونشعر بأنه تم التقليل من شأننا، لقد قالوا أشياء معينة ولكن لا يوجد أي إجراء في الوقت الحالي».

وأوضحت والدة آرتشي، وتُدعى هولي: «لقد رأيت مجموعة من الآباء الذين يمرون الآن بما نمر به، وهو أمر مفجع... في مجتمع متحضر، لا ينبغي أن يحدث هذا».

عندما أقرت الحكومة قانون السلامة على الإنترنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فقد أتى بسلطات تنفيذية جديدة لمنظمة «أوفكوم».

وقالت السيدة كينيفان: «لقد تم وضع هذا القانون، ولكن لم يتغير شيء حقاً، وهو أمر محبط بالنسبة لنا، إنه بمثابة إهانة لنا؛ لأننا بذلنا الكثير من العمل». وتابعت: «لقد فات الأوان، لقد رحل أولادنا... ولكن يجب على (أوفكوم) أن تتقدم وتضع أقدامها على النار... أن تتدخل بسرعة لوقف المحتوى الموجود هناك في المقام الأول».

«ترويض» الخوارزميات

وتتضمن مسودة مدونة قواعد السلوك الخاصة بـ«أوفكوم» عمليات فحص قوية للعمر وإجراءات شكاوى، والتزاماً من منصات التواصل الاجتماعي باتخاذ إجراءات لترويض الخوارزميات التي توصي بمحتوى ضار للأطفال. وإذا فشلت تلك المنصات في ذلك، فقد يتم تغريمهم نظرياً بنسبة 10 في المائة من حجم مبيعاتهم العالمية.

وقالت الرئيسة التنفيذية لـ«أوفكوم»، ميلاني دوز، لشبكة «سكاي نيوز»: «في أقل من عام، سنكون قادرين على فرض هذه القواعد، وما أقوله لصناعة التكنولوجيا اليوم هو لا تنتظروا تلك اللحظة. على مدى السنوات القليلة المقبلة، سنرى هذا التغيير وسندفعه للأمام بكل الأدوات الممكنة المتوفرة لدينا».

«تغيير كبير في الصناعة»

وتنفي منظمة «أوفكوم» استبعاد الأشخاص من مشاوراتها، وتصر على أن مجموعات الضحايا والأسر الثكلى كانت من بين 15000 طفل و7000 من الآباء الذين تحدثت إليهم بالفعل.

وأصرت ميلاني: «تلك العائلات التي فقدت أطفالها بسبب ما حدث لهم عبر الإنترنت، نطلب منهم مواصلة العمل معنا. ما نقترحه اليوم هو تغيير كبير في الصناعة، يرجى العمل معنا والتحدث إلينا، حتى نتمكن من القيام بذلك بشكل صحيح».

أطفال معرضون للخطر

بالنسبة لوالدي آرتشي وإسحاق، فإن الخوف موجود دائماً بشأن عدد الأطفال الذين يظلون معرضين للخطر.

وقالت كينيفان: «بينما تحاول تطبيق هذه القوانين، لسوء الحظ، هناك المزيد والمزيد من الأطفال يموتون، وهذا هو الشيء الأكثر إحباطاً لأننا في نادٍ لا نريد أن نكون فيه ولا نريد ذلك». أريد أي شخص آخر ينضم إلى هذا النادي».