مصر تتطلع للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الاستخدامات السلمية

محلب التقى أمانو وجدد دعوة بلاده لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي

مصر تتطلع للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الاستخدامات السلمية
TT

مصر تتطلع للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الاستخدامات السلمية

مصر تتطلع للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الاستخدامات السلمية

عبرت مصر، أمس، عن تطلعها إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وغيرها من المجالات الأخرى. جاء ذلك خلال استقبال إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري أمس يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يزور مصر حاليا، بحضور سفير مصر لدى فيينا ومندوبها الدائم لدى الوكالة.
وجدد محلب خلال اللقاء دعوة مصر لـ«إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، بحيث تصبح منطقة سلام، خاصة وأنه يمثل تهديدا ليس فقط للمنطقة، بل للإنسانية بأكملها»، على حد قوله.
وتسعى مصر منذ عشرات السنين إلى إنشاء أول مفاعل نووي سلمي لتوفير احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، لكن الخطوة تعثرت عدة مرات بسبب ظروف البلد السياسية والاقتصادية الصعبة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وقع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإقامة أول محطة نووية في مصر لتوليد الكهرباء بمدينة الضبعة على البحر المتوسط، بعد أن بات الأمر ملحا بشكل كبير، في بلد بلغ سكانه نحو 90 مليونا ويعاني من أزمات يومية في قطاعات الكهرباء والطاقة.
وقال السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن محلب أكد خلال الاجتماع، أن مصر تنظر للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية باهتمام كبير، وتسعى لأن تكون مركزا في المنطقة للتعاون معها في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وغيرها من المجالات الأخرى، مشيرا إلى أن محطة الضبعة النووية تعد أملا لكل المصريين، ومن ثم فإن مصر تتطلع إلى التعاون الفني مع الوكالة وتأكيد إجراءات السلامة وتوفير ضمانات الأمان النووي.
وفي سياق موازٍ، شدد رئيس الوزراء للمسؤول الدولي على أن الإرهاب يمثل خطرا على العالم أجمع، مشيرا أيضا إلى أن استقرار مصر يحقق استقرارا لكامل المنطقة، خاصة في ضوء ما تشهده عدة دول مجاورة من عدم استقرار واضطرابات.
من جانبه، أكد مدير عام الوكالة تقديره لزيارة مصر وتعاون الوكالة معها، خاصة وأنها دولة قيادية في أفريقيا، موضحا أنهم يتابعون برنامج بناء محطة توليد الطاقة في الضبعة باهتمام كبير، كما أشار إلى أن هناك تعاونا بين الجانبين من أجل الإعداد لتنفيذ هذه المحطة، فضلا عن التعاون في مجالات تدريب الكوادر وبناء القدرات وتنظيم ورش العمل الخاصة بالمجال النووي، حيث تستضيف القاهرة خلال الفترة من 13 إلى 16 أبريل (نيسان) الحالي ورشة عمل إقليمية حول الخطط المتكاملة لدعم الأمن النووي للدول المتحدثة بالعربية.
كما أكد مدير عام الوكالة على خطورة الإرهاب على المنطقة ومخاطر امتلاك الجماعات المتطرفة للسلاح النووي، خاصة في ضوء تأثيره المدمر وتهديده للعالم بأسره.
ويشمل التعاون المنتظر بين مصر والوكالة الكثير من المجالات من بينها دعم القدرات الوطنية في مجال البنية التحتية للطاقة النووية، وتدريب الموارد البشرية، وتخطيط وإدارة المحطات النووية، إلى جانب دعم البنية التحتية للأمان النووي، والاستفادة من التطبيقات السلمية للطاقة النووية في المجالات التنموية المختلفة، مثل الصناعة، والزراعة عن طريق تحسين التربة وتحسين السلالات الزراعية، والقضاء على الآفات الزراعية، والصحة الإنسانية مثل تشخيص وعلاج مرض السرطان، وإدارة موارد المياه عن طريق استخدام تقنيات النظائر المشعة لقياس مخزون المياه الجوفية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».