«الغذاء والدواء» الأميركية تحتاج 55 عاماً لإتاحة المعلومات المتعلقة بلقاح «فايزر»

خبير يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ب)
خبير يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ب)
TT

«الغذاء والدواء» الأميركية تحتاج 55 عاماً لإتاحة المعلومات المتعلقة بلقاح «فايزر»

خبير يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ب)
خبير يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ب)

تحتاج إدارة الغذاء والدواء الأميركية لأكثر من نصف قرن لمراجعة المعلومات المرتبطة بلقاح «فايزر - بيونتك»، وإصدارها.
وتمت مقاضاة الوكالة من قبل مجموعة «المتخصصين الطبيين من أجل الشفافية»، المكونة من أكثر من 30 أستاذاً وعالماً، على أمل الوصول إلى المعلومات التي يعتقدون أنها يمكن أن تساعد فيما يرتبط بشكوك اللقاحات لدى بعض الناس، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
تم تقديم طلب بموجب قانون حرية المعلومات (إف أو آي إيه) من قبل المجموعة في سبتمبر (أيلول)، وكانوا يأملون في أن تتمكن المحاكم من تسريع عملية الحصول على المعلومات المطلوبة.
وتطلب إدارة الغذاء والدواء من المحكمة منحهم 55 عاماً، أو حتى 2076، لجمع البيانات ونشرها لعامة السكان.
ويتطلب قانون حرية المعلومات لعام 1967 من الوكالات الفيدرالية الاستجابة لطلبات المعلومات في غضون 20 يوم عمل.
ومع ذلك، فإن الوقت الذي يستغرقه الحصول على المستندات فعلياً «يختلف اعتماداً على مدى تعقيد الطلب وأي طلبات متراكمة معلقة بالفعل في الوكالة»، وفقاً لموقع قانون حرية المعلومات المركزي للحكومة.
ولا تستطيع الوكالة فقط تسليم المستندات لمن يطلبونها. يجب أولاً أن يراجعها المسؤولون، وأي معلومات يمكن أن تكشف عن أمور شخصية عن المشاركين في التجارب السريرية، أو معلومات حساسة حول «فايزر» أو «بيونتك» يمكن أن تضر بالعلامة التجارية، يجب أن يتم تنقيحها.
ويقول محامو وزارة العدل الذين يمثلون الوكالة إن الطلب يرتبط بحوالي 329 ألف صفحة من المعلومات.
ويجادل المحامون بأنه مع وجود العديد من الصفحات التي يجب التدقيق فيها، وبما أن الوكالة تتعامل بالفعل مع حوالي 400 طلب بموجب قانون حرية المعلومات، فإنهم يحتاجون إلى وقت طويل لتجهيز الملفات المطلوبة.
وأفاد المحامون أيضاً بأن الوكالة لديها عشرة موظفين فقط مكلفين بمعالجة هذه الأنواع من الطلبات.
في غضون ذلك، اقترحت الوكالة خطة لنشر 500 صفحة من المعلومات كل شهر، والتي ستستغرق 55 عاماً حتى تكتمل.
ويجادل المدعون بأن الوكالة يجب أن تكون قادرة على نشر المعلومات بحلول 3 مارس (آذار) 2022، في غضون ما يزيد قليلاً عن أربعة أشهر.
وللوصول إلى هدف 3 مارس، سيتعين على الوكالة معالجة حوالي 80 ألف صفحة كل شهر.
ويؤكد المدعون أن طلبهم يجب أن يكون له الأولوية، لأنه من مصلحة الجمهور الإفصاح عن المعلومات.
ويُعتبر لقاح «فايزر - بيونتك» الأكثر استخداماً في الولايات المتحدة، ولديه أكبر قدر من الأهلية لأي من اللقاحات المتاحة.
ويأمل فريق الأساتذة والعلماء أن يمنح إصدار هذه البيانات الناس مزيداً من الثقة في الحصول على اللقاحات. كما يجادلون بأن الوكالة، بميزانيتها البالغة 6 مليارات دولار، لديها الموارد اللازمة لنشر المعلومات في الوقت المناسب.


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
TT

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)

بعد أسبوع من أسوأ إعصار يضربها منذ ما يقرب من قرن، لا تزال جزيرة مايوت الفرنسية الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي تجهد لإحصاء عدد القتلى واستعادة الخدمات الأساسية ومساعدة السكان المحاصرين، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

والمستشفيات التي تعاني بشكل دائم نقصاً في الإمكانات تكتظ بالمرضى الذين يعانون ليس من الإصابات المرتبطة بالإعصار «شيدو» فحسب، بل أيضاً من الجفاف وسوء التغذية والأمراض. وفي المستشفى الرئيس في مايوت بالعاصمة مامودزو، يواجه الأطباء سلسلة من الأزمات.

وقال الدكتور روجيه سرحال، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في المستشفى: «فقدنا 40 في المائة من غرف المرضى؛ أي نحو 50 إلى 60 سريراً. هناك الكثير من المرضى يأتون إلى المستشفى، وليس لدينا مكان لاستقبالهم».

وفي ظل الإعصار الذي ضرب الأرخبيل في نهاية الأسبوع الماضي مصحوباً برياح سرعتها 220 كيلومتراً في الساعة، أجبرت الأضرار البنيوية التي لحقت بالمستشفى الموظفين على فرز المرضى، وإعطاء الأولوية لأكثر الحالات شدة.

تم تأكيد وفاة خمسة وثلاثين شخصاً حتى أمس (الجمعة) في مايوت، لكن وزيرة الصحة الفرنسية جنفييف داريوسيك، حذرت من أن أي تقديرات من المرجح أن تكون أقل بكثير من الأعداد الحقيقية «مقارنة بحجم الكارثة».

سيندو محمدي يجلس على السرير في المستشفى بعدما أصيب خلال مرور الإعصار «شيدو» (أ.ب)

* دمار شامل

دمرت العاصفة أحياء بأكملها، وتجاهل العديد من الناس التحذيرات، معتقدين أن العاصفة لن تكون شديدة للغاية. والأسوأ من ذلك أن العديد من المهاجرين تجنبوا الملاجئ خوفاً من الترحيل، حسبما قالت السلطات، مضيفة أنه قد يكون هناك مئات أو ربما آلاف الوفيات.

ويخشى الأطباء أن يؤدي نقص المياه النظيفة والكهرباء إلى أزمة صحية. وقال الدكتور فنسان جيل، مدير الطوارئ الطبية في المستشفى: «يأتي المرضى لأن أمراضهم لم تعالَج، ولا ماء ولا كهرباء. نحن قلقون بشأن الأوبئة، مثل تفشي مرض الكوليرا الذي أوقفناه قبل أشهر فقط».

ويواصل طاقم المستشفى العمل بلا كلل، لكن الموارد تنفد بشكل مقلق. وقال سرحال: «إذا هطلت الأمطار سيكون الأمر كارثياً».

من بين المرضى الراقدين في المستشفى، سيندو محمدي (54 عاماً) الذي كُسرت ذراعه والتوى كاحله أثناء العاصفة التي دمرت منزله تماماً. وقال: «أمي مريضة، وأنا مريض، وأحد أطفالي الستة مريض. عائلتي بحاجة إلى تناول الطعام، وبما أني الشخص الذي يحصّل الرزق، فليس لدى أمي وأطفالي شيء الآن».

وأضاف: «لست وحدي. هناك الكثير منا فقدوا كل شيء. أريد من الحكومة أن تهتم بنا، وأن تمنحنا الطعام ومكاناً للنوم».

يُذكر أن مايوت التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، هي أرخبيل يقع بين مدغشقر والقارة الأفريقية. ومما يزيد الاكتظاظ أن قرابة 100 ألف مهاجر يعيشون فيها.

وعانى أفقر أقاليم فرنسا ما وراء البحار لفترة طويلة من الإهمال ونقص الاستثمار؛ لذا يعيش نحو 75 في المائة من سكان مايوت في فقر، في حين أن البنية التحتية للأرخبيل غير مجهزة لتحمل كارثة بهذا الحجم.

نساء يغسلن ملابس في أحد شوارع مامودزو عاصمة مايوت بما جمعنه من مياه الأمطار (أ.ب)

وبينما تبذل سلطات باريس جهوداً لتقديم المساعدات الطارئة، بما في ذلك النقل الجوي للمياه والغذاء، تبقى الحاجات كبيرة بالنظر لحجم الكارثة. ولا يزال مطار مايوت مغلقاً أمام الرحلات المدنية بسبب الأضرار، الأمر الذي يعرقل الخدمات اللوجستية.

وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته مايوت أمس (الجمعة)، بخطورة الوضع وتعهد بإعادة البناء. لكنه واجه انتقادات من السكان المحبطين من بطء وتيرة المساعدات. وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية أن 70 في المائة من السكان تأثروا بشكل خطير، وأن العديد منهم أصبحوا بلا مأوى وعرضة للخطر بعد هذه الكارثة الطبيعية.