شاشة الناقد

من فيلم نواف الجناحي، «قبل أن ننسى»
من فيلم نواف الجناحي، «قبل أن ننسى»
TT

شاشة الناقد

من فيلم نواف الجناحي، «قبل أن ننسى»
من فيلم نواف الجناحي، «قبل أن ننسى»

‫- قبل أن ننسى
• إخراج: نواف الجناحي
• الإمارات العربية المتحدة (2021)
• دراما اجتماعية | عروض: خاصّة
• ★★★
هذا هو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرج الإماراتي نواف الجناحي بعد «الدائرة» (2009) و«ظل البحر» (2011). قبل ذلك وبعده، لم يتوقف الجناحي عن العمل منجزاً عدداً لا بأس به من الأفلام القصيرة. كل من «الدائرة»، و«ظلال البحر»، والفيلم الجديد «قبل أن ننسى» محلّي الحبكة والموضوع والمضامين. لكن في حين أنّ الفيلم الأول تشويقي الإيقاع حول شاعر وصحافي يشترك في عملية سرقة، لكي يترك لزوجته التي يحب ما يمكنها من العيش بعد موته القريب، تحدّث فيلمه الآخر: «ظلال البحر» عن ولد في السادسة عشر من عمره، يرزح تحت عبء التقاليد الاجتماعية ويحاول الخروج منها، ولو أنّ هذا ليس بالمهمة اليسيرة كونه لا يزال في عمر مبكر.
«قبل أن ننسى» يتجه صوب حكاية أخرى، ولو أنّها لا تزال في رحى العلاقات الاجتماعية وتقاليدها. بطلاها الأساسيان الأب إسماعيل وابنه محمد وإلى جانبهما ابن محمد عمر. محمد طبيب بلا زبائن، والديون تتكالب عليه، وهو لا يستطيع السداد. أسوأ مَن يطالبونه بتسديد الدين، رجل ذي صفات بشعة وقلب متحجر يمنح محمد يومين لسداد الدين، ثم يعود إليه في اليوم الثاني مهدداً. أمل محمد الوحيد لدفع المبلغ هو تصديق حكاية جدّه بأنّ هناك ثروة كبيرة دفنها في أرض المزرعة التي يملكها في قرية بعيدة. هذه الحكاية قد تكون صادقة وقد لا تكون، والأب لا يوافق على بيع المنزل الذي يعيش فيه بالمدينة. ينطلق محمد مع ابنه عمر ومع والده إسماعيل في رحلة بعيدة إلى المزرعة. هناك يبدأ الأب وابنه بالحفر في أماكن عدّة من دون معاونة الأب. الشرير يترصّد وهو يريد الثروة كلها ويكاد يحصل عليها لولا نهاية تثبت عكس ذلك.
شغل المخرج على ممثليه يترك المُشاهد أمام شخصيات مفهومة الدوافع. كل من مشعل المطيري (محمد)، وإبراهيم الحساوي (إسماعيل)، وغازي حمد (عمر)، يوفرون أداءات مقبولة على طول الخط، ولو أنّ المسألة في حقيقتها لا تكمن في هذا القبول، بل في تكرار المواقف ذاتها. سيناريو الجناحي ورون تومسون يبقى مبدئياً ينقصه زيارات من شخصيات أخرى. بعض العمق في السبب الذي من أجله هناك ذلك التباعد بين الأب وابنه، وبين الأخير وحفيد الأول. هذا التباعد معبّر عنه بالحوار مع قليل من التطوير. حين يقع حدث مثير (يستيقظ محمد وعمر على اختفاء إسماعيل مثلاً) فإن النتيجة لا تعدو أكثر من مفارقة يعود كل شيء بعدها لسابق عهده. الأكثر مدعاة للتساؤل هو هذه الذاكرة المنتقاة للجد الذي يبدو كما لو أنّه أخذ يفقد ذاكرته، لكنّه يستعيدها كلما كان ذلك مناسباً للأحداث.
عدا ذلك، وكفيلمي الجناحي السابقين، فإنّ «قبل أن ننسى» نقطة ضوء ساطعة في سينما خليجية لا تزال تتقدّم وتقف ثمّ تتقدّم من جديد.

- Let Be Morning
• إخراج: عيران كوليرين
• إسرائيل (2021)
• دراما اجتماعية | عروض: مهرجان آسيا الدولي (لوس أنجليس)
• ★★★
يوفر «ليكن هناك صباح» نظرة مختلفة عما ورد في فيلمي المخرج كوليرين السابقين «زيارة الفرقة» (2007)، و«ما وراء الجبال والهضاب» (2016). في كليهما مال إلى تعزيز موقف المواطن الإسرائيلي في المواجهة مع الشخصية العربية الوافدة من مصر (في الفيلم الأول)، والفلسطينية المولد (في الفيلم الثاني). في «زيارة الفرقة» استخدم فكرة وصول فرقة موسيقية مصرية لإسرائيل ليظهر كرم الإسرائيلي ومخاوف المصري. في «ما وراء الجبال والهضاب» حكاية قتل إسرائيلي عربي قد يكون بريئاً، لكن الدوافع مبررة ونهاية الفيلم تكشف أنّ الإسرائيلي على حق بصرف النظر عن أي اعتبار آخر.
هنا يختلف موقع المخرج من قضية العلاقة بين الفلسطينيين واليهود، ربما يعود ذلك إلى أنّه استلهم رواية كتبها فلسطيني من الداخل هو سيد قشوع، ولو أنّه لم يرغب في نقل الأحداث كما وردت في الرواية، مكتفياً بالقدر الذي يحتاج إليه لتقديم معاناة الفلسطينيين وسط جدران من العزلة أقواها هو الجدار الفعلي الذي أشيد لكي يفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الجدران الأخرى، عاطفية واجتماعية تعكس أوضاعاً فردية قد تقع بمنأى عن المكان وأناسه.
سامي (أليكس بكري) وزوجته ميرا (جونا سليمان) فلسطينيان يعيشان في الأراضي المحتلة لكنهما، مع مطلع الفيلم، يصلان إلى القرية التي يعيش فيها والد سامي (سليم ضو) لحضور زفاف شقيق سامي الأصغر عزيز (سامر بشارات). بعد ذلك على الزوجين العودة إلى دارهما. المفاجأة هي أنّ السلطات الإسرائيلية أغلقت منافذ القرية من دون إنذار مسبق، ما فرض البقاء في بيت العائلة بانتظار فك الحصار. لكنّ الحصار يمتد لعدة أيام تتكشّف خلالها مشكلات بين سامي وزوجته التي تشعر بأنّه بات يهملها. وبعد يخسر سامي عمله نتيجة غيابه، يبدأ بمعايشة الأجواء الصعبة لحياة الناس في هذه البلدة المحاطة لا بجدار العزلة فقط، بل بتسلّط قوّة حزبية ذات رايات صفراء اللون.
«ليكن هناك صباح» فيلم حزين من مطلعه لآخر ومضة فيه. كل شخصياته تعيش وطأة الحياة من أعداء الداخل والخارج. تعيش بلا حب، كما تفضي والدة سامي لابنها، وكما يشي مشهد العرس في مطلع الفيلم: فرح بالرقص والتصفيق، ثم وجوم كامل عندما يفتح أحدهم باب قفص صغير لإطلاق الحمام الأبيض، إلا أنّ الحمام لا ينوي مغادرة القفص، وحين يفعل لا يطير.
مع فيلم أمين نايفة «200 متر» (2020)، يأتي فيلم كوليرين ليوفر صورة معتمة للحياة الفلسطينية في ظل الوضع القائم. من دون أن يدخل أو يتدخل في سياسة الدولة الإسرائيلية لا من حيث نقدها ولا من حيث منحها العذر. الأمور هي كذلك كواقع. الفيلم فيلم رسالة ومضمون أكثر مما هو فعل فني يتجاوز إجادة السرد وجدّيته. كوليرين لم يكن يوماً مخرجاً فذّاً أو متميّزاً على صعيد الصنعة، لكنّه يحوّل هنا، بأسلوب سرد متمهل وجيد الملاحظة، فكرة بسيطة الكيان إلى عمل يطرح مسائل مهمّة ولو بلا إجابات على الإطلاق.

- Annette
• إخراج: ليوس كاراكس
• فرنسا (2021)
• ميوزيكال | عروض: مهرجان «كان»
• ★★
فيلم ليوس كاراكس السادس منذ أن أمّ الإخراج سنة 1984 هو تجربته الموسيقية الخالصة الأولى وفيلمه الأول منذ «هولي موتورز» سنة 2012. يمهّد المخرج لفيلمه بصوته طالباً من جمهوره ألا يتنفسوا إلا مع انتهاء الفيلم، وأن يسجنوا إعجابهم أو عدمه في بالهم لما بعد النهاية. في الواقع لا يمكن حبس الأنفاس لعرض يدوم لساعتين وعشر دقائق ورمزياً لا توجد أنفاس تُحبس لأنّ الفيلم فوضى منظّمة، لكن هذا لا يعفيه من مسؤولية أنّه نتاج خطّة عمل لم تنجز كل أهدافها المُناطة. بعضه جيد، ومعظمه أقل من ذلك.
قصّة كوميدي اسمه هنري مكهنري (أدام درايفر) وزوجته مغنية الأوبرا آن (ماريون كوتيار). الأول ينتقد جمهوره ويدفعهم بعيداً عنه بسوداوية شخصيّته وعدائيته، والثانية تحتويهم بغنائها البديع وشخصيتها الرقيقة. في رحى الساعة الأولى نراهما في وئام عاطفي ورومانسية ناعمة، وفي الثانية، يزول أي مصدر فعلي للإعجاب؛ كون الفيلم يستمر ولا يصعد. في هذه الآونة يرزقان بطفلة (يختار المخرج تجسيدها كماريونَت) تذهل الاثنين والجمهور بقدرتها على الغناء الأوبرالي، وهي بعد في عامها الثاني!
اختيار درايفر وكوتيار كشخصين واقعين في الحب ليس موفقاً. لا كيمياء بينهما، ولا يمكن إجبار المشاهدين على قبولهما كعاشقين، ليس لأنّ آدم درايفر طويل القامة على عكس كوتيار الأقصر منه بفارق ملحوظ، بل لأنّهما على طرفي نقيض شخصياً. درايفر لا يعكس هنا مضموناً بل شكلاً. لا يستطيع الغناء، لكنه يغني رغم ذلك داقّاً إسفيناً في أي مشاعر حانية على المشهد أن يحتويها. شخصيته واحدة لا تتطوّر لكنّ حجم دوره أكبر من حجم دور كوتيار التي تمثّل أفضل رغم أن الكتابة لم تمنحها الكثير مما يمكن أن تؤديه.
الفيلم ميوزيكال في غالبه، وينتقل من عرض لآخر، متميّز بتصميم مشاهد وإضاءة وتصوير جيد طوال الوقت، لكن ما بين العرض والآخر منطقة شبه ميّتة. في بعض الأحيان يقتصر المشهد على بضع ثوانٍ بينما يستحق أكثر، وفي أحيان أخرى يستمر بينما كان يستحق أقل.

★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.