الناطقة باسم الصليب الأحمر: لدينا وسائل للوصول إلى جميع المدن اليمنية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن المعارك بين الفصائل المسلحة استبقت «عاصفة الحزم»

مسلح من القبائل الموالية للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي أثناء اشتباكات مع مقاتلي المتمردين الحوثيين في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
مسلح من القبائل الموالية للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي أثناء اشتباكات مع مقاتلي المتمردين الحوثيين في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
TT

الناطقة باسم الصليب الأحمر: لدينا وسائل للوصول إلى جميع المدن اليمنية

مسلح من القبائل الموالية للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي أثناء اشتباكات مع مقاتلي المتمردين الحوثيين في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ)
مسلح من القبائل الموالية للرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي أثناء اشتباكات مع مقاتلي المتمردين الحوثيين في مدينة عدن الجنوبية أمس (إ.ب.أ)

شددت الناطقة باسم الصليب الأحمر لدى اليمن ماري فغالي على أهمية حماية المدنيين في اليمن، مشيرة إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن ليست وليدة اليوم، ولا يمكن تحميل المسؤولية فيها لـ«عاصفة الحزم». وأوضحت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك قصفا جويا، ولكن هناك أيضا معارك على الأرض مستمرة منذ فترة طويلة ونحن ننظر للموضوع بصورة شاملة». وفيما يتعلق بالرعايا الأجانب، وآلية إجلائهم، قالت: «ليست لدينا القدرة لإجلائهم، كما أن ذلك ليس من اختصاصنا». ويذكر أن دولا عدة تشرف على إجلاء مواطنيها من اليمن برحلات خاصة تنسق مع قيادة عمليات «عاصفة الحزم».
وأوضحت الناطقة باسم الصليب الأحمر أن المنظمة تترقب وصول مساعدات طبية خلال اليومين المقبلين تكفي لعلاج ثلاثة آلاف حالة. وأشارت إلى أن بعض المراكز الطبية تحتاج لأدوات جراحية، كما أن بعض المستشفيات تقع في أرض المعارك، مما يصعب على المدنيين الوصول إليها.
وكان التحالف الدولي لعاصفة الحزم الذي تقوده السعودية قد وافق على إرسال طائرتين، إحداهما تحمل إمدادات، والأخرى تقل عاملين من المنظمة الدولية للصليب الأحمر، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، ومن المقرر أن تضم الطائرات مواد غذائية وعلاجية. وشكل التحالف أيضا هيئة تنسيق خاصة لنقل المساعدات الإنسانية وطلب من المنظمات الدولية العمل مع الهيئة لضمان نقل المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وإجلاء الأجانب بشكل آمن.
وامتنعت فغالي عن الإفصاح عن نتائج محادثات اللجنة مع أطراف النزاع في اليمن، ومنهم جماعة الحوثيين ونظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، حول تأمين ممرات إنسانية تستجيب للحالة الصحية والطبية الطارئة في البلاد. وأشارت إلى أن الصليب الأحمر يتحدث إلى كل الأطراف في الأزمة اليمنية، بما في ذلك الجماعات المسلحة وكل من لديه قرار في اليمن، ويشدد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، بيد أنها أكدت أن الصليب الأحمر «لا يستطيع أن يكشف فحوى مباحثاته لأن طبيعة عمله تقتضي السرية». كما أكدت أن لدى المنظمة القدرة على الوصول لكل المناطق في البلاد دون مواجهة أي عقبات، كما أن لديهم ضمانات الأمان نظرا لخبرتهم في اليمن، التي فاقت عدة عقود.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.