منازل أهالي العلا تعكس ترحابهم الكبير بالزوار

مواطن استثمر مساحة منزله بين تضاريس الجبال إلى مقهى بسيط (الشرق الأوسط)
مواطن استثمر مساحة منزله بين تضاريس الجبال إلى مقهى بسيط (الشرق الأوسط)
TT

منازل أهالي العلا تعكس ترحابهم الكبير بالزوار

مواطن استثمر مساحة منزله بين تضاريس الجبال إلى مقهى بسيط (الشرق الأوسط)
مواطن استثمر مساحة منزله بين تضاريس الجبال إلى مقهى بسيط (الشرق الأوسط)

طبيعة جبلية ساحرة نُقش على سفوحها إرث تاريخي عريق ينبض بالحضارة والأصالة، ملتقى لحضارات يعود تاريخها إلى أكثر من 7 آلاف عام، حيث العلا التاريخية من أبرز المعالم السياحية في المملكة والتي لاقت اهتماماً سياحياً أشارت له رؤية 2030 في أهدافها.
خصوبة المنطقة ووفرة المياه فيها أورثتا سكانها والقاطنين فيها الروح والملامح السمحة ما جعلهم يتكيفون مع بيئة تستقبل القاصي والداني، فبين رواسب الجبال وتحت ظلال النخيل صنع أهالي العلا تجارب مواكبة لموجة النهوض السياحي في المنطقة، حيث أتيح لأهالي العلا العديد من الفرص النابعة من أصاله أرضهم فتحولت ممتلكاتهم كالمزارع والبيوت لأماكن جاذبة للسياح المحليين والدوليين.

ورغم الحكايات التي تحملها نسائم العلا الهادئة، فإن سكانها يكملون مسيرة الرواية التاريخية، فالبساطة كانت هي العنوان الأنسب، فعلى تعدد المشاريع بين المطاعم والمقاهي وصنع التحف اليدوية وغيرها إلا أن جميعها اتفقت على أن المفهوم تاريخي موروث.
فيأتي ماهر البلوي بتجربة مميزة حيث استثمر مساحة منزله الواقع بين تضاريس الجبال إلى مقهى بسيط بالفكرة غني بالطبيعة، فالدخول إلى مقهى شلال يستوجب السير على الأقدام مسافة 80 متراً في ممر ضيق بين الجبال، لتصل في نهاية المشوار إلى بقعة ساكنة بين المرتفعات الشاهقة في مشهد مهيب ومبهر.

شهِد منزل ماهر العديد من المشاريع الاستثمارية خلال موسم شتاء طنطورة في الأعوام الماضية، والذي تشرف عليه الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ويستقطب العديد من المطاعم العالمية، ويحكي ماهر البلوي أن بعد استئجار الباحة الخلفية من منزله للمطاعم والمقاهي العالمية خلال موسم شتاء طنطورة الأول، قرر افتتاح أول تجربة استثمارية له في باحة منزله والتي كانت مقهى شعبياً يستقبل الزوار طوال أيام السنة.
ويشرح ماهر أن طبيعة الاستثمار السياحي لدى أهالي العلا لم تكن وليدة اللحظة، حيث اعتادت والدته على استقبال السياح منذ زمن وطبخ الأكلات بأنواعها لمجموعات السياح الأجانب، ما يدل على أن محافظة العلا تعتبر وجهة سياحية عالمية منذ سنين، ولكن ينسب الفضل لزيادة عدد السياح في الآونة الأخيرة إلى التسهيلات التي أتاحتها المملكة للتأشيرة السياحية.

وتعتبر العلا واحدة من محافظات منطقة المدينة المنورة والتي تميزت بالتاريخ الإسلامي القديم والحديث، ويمكن استشفاف ذلك من خلال الطريق المعبد الذي يربط العلا والمدينة ويستغرق قرابة الثلاث ساعات حيث يحمل ثلاث محطات قطار وسكة حديدية وعربات قطار متفرقة واضحة المعالم والآثار.
وتعد محافظة العلا نموذجاً تاريخياً من عدة نماذج لافتة في المملكة، حيث يعتبر الموقع الاستراتيجي للسعودية معبراً لحضارات وشعوب وضعت بصمتها بشكل أو بآخر على هذه الأرض، وعبرت عن طبيعة حياة نستقي آثارها في أنفسنا إلى اليوم.


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».