الجيش المصري يزيد قواته في رفح بالتنسيق مع إسرائيل

صورة لاجتماع اللجنة المصرية - الإسرائيلية العسكرية (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
صورة لاجتماع اللجنة المصرية - الإسرائيلية العسكرية (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش المصري يزيد قواته في رفح بالتنسيق مع إسرائيل

صورة لاجتماع اللجنة المصرية - الإسرائيلية العسكرية (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
صورة لاجتماع اللجنة المصرية - الإسرائيلية العسكرية (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، أمس، إنه تقرر زيادة عدد قوات حرس الحدود المصرية وإمكاناتها بالمنطقة الحدودية الشرقية في رفح، بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
وكانت اللجنة العسكرية المشتركة للجيشين المصري والإسرائيلي، قد عقدت اجتماعاً، الأحد، جرى خلاله بحث القضايا المشتركة، والتوقيع على تعديل للاتفاقية الأمنية الحدودية. وبحسب بيان للمتحدث العسكري المصري، أمس (الاثنين)، فإن اللجنة «نجحت في تعديل الاتفاقية الأمنية بزيادة عدد قوات حرس الحدود وإمكاناتها بالمنطقة الحدودية برفح... في إطار اتفاقية دولية، بما يعزز ركائز الأمن طبقاً للمستجدات والمتغيرات». واعتبر البيان أن التعديل يأتي «في إطار الحفاظ على الأمن القومي المصري، واستمراراً لجهود القوات المسلحة في ضبط وتأمين الحدود على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي».
ترأس وفد الجيش الإسرائيلي في الاجتماع، رئيس قسم العمليات، اللواء عوديد باسيوك، ورئيس فرقة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، اللواء تل كالمان، ورئيس قسم العلاقات الخارجية، العميد إفي دفرين، وفق بيان للجيش الإسرائيلي. ولم يوضح بيان الجيشين الإسرائيلي والمصري مكان انعقاد اللجنة، لكن قناة «كان» الإسرائيلية الرسمية، قالت إن الضباط الإسرائيليين توجهوا إلى الاجتماع على متن طائرة تابعة لسلاح الجو «شمشون» بملابس مدنية. فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه تم التوقيع على «تعديل لاتفاقية تنظم وجود قوات الحرس في منطقة رفح، لصالح تعزيز القبضة الأمنية للجيش المصري في تلك المنطقة». وأضاف أن «القيادة السياسية في إسرائيل سبق ووافقت على هذا التعديل».
يشار إلى أن معاهدة السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979، تحدد عدد القوات المصرية والإسرائيلية المتمركزة على الحدود، لكنها تنص على إمكانية زيادة عدد القوات وفق اتفاق بين البلدين.
وسبق أن وافقت إسرائيل منذ سنوات على زيادة عدد القوات المصرية في سيناء، في إطار الحملة العسكرية المصرية ضد التنظيمات الإرهابية في شبه الجزيرة المصرية.
وتشهد العلاقات الإسرائيلية - المصرية خلال الآونة الأخيرة تحسناً لافتاً، دعمه قيام مصر بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة. وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمدينة شرم الشيخ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إسرائيلي كبير، منذ أكثر من 10 سنوات.
وقد تزامنت الزيارة مع قرار «مصر للطيران»، الناقل الوطني المصري، تسيير رحلات مباشرة إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي، عبر طائرتها الرسمية، لأول مرة، بعد أن كانت تتم تحت العلامة التجارية (سيناء للطيران)، أو عبر طائرات لا تحمل اسم الشركة أو علامات التعريف.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».