روسيا تؤكد دعمها لجهود العراق في مكافحة «داعش»

العبادي استقبل مبعوث بوتين.. وشدد على توطيد العلاقات

رئيس  الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله في مكتبه  اول من امس المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف («الشرق الاوسط»)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله في مكتبه اول من امس المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف («الشرق الاوسط»)
TT

روسيا تؤكد دعمها لجهود العراق في مكافحة «داعش»

رئيس  الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله في مكتبه  اول من امس المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف («الشرق الاوسط»)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله في مكتبه اول من امس المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف («الشرق الاوسط»)

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أول من أمس، عن إصدار مجلس الوزراء قرارا بتسهيل عمل الشركات النفطية إلى أقصى حد، فيما بين أن هناك مصلحة مشتركة مع الشركات النفطية تتمثل بزيادة الإنتاج النفطي.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان، إن «العبادي استقبل في مكتبه، أول من أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوغدانوف والوفد المرافق له»، موضحا أن «بوغدانوف قدم في بداية اللقاء رسالة من رئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين إلى العبادي تهدف لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، بالإضافة إلى توجيه دعوة لزيارة روسيا».
وأضاف المكتب أنه «جرى خلال اللقاء بحث توطيد العلاقات بين العراق وروسيا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمار والأمن وتبادل المعلومات وتأهيل الكوادر إلى جانب عمل الشركات الروسية في العراق».
من جهته، أكد العبادي، حسب البيان الصادر عن مكتبه الإعلامي، أن «العراق حريص على إدامة العلاقات مع روسيا»، موضحا أن «الإرهاب كما يهدد العراق فإنه يهدد روسيا وبقية الدول ومن الضروري التعاون للقضاء عليه»، بحسب البيان.
وأضاف العبادي، أن «مجلس الوزراء أصدر قرارا بتسهيل عمل الشركات النفطية إلى أقصى حد»، لافتا إلى أن «هناك مصلحة مشتركة مع الشركات النفطية والمتمثلة بزيادة الإنتاج النفطي».
بدوره، أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا دعم بلاده لجهود القيادة العراقية الرامية إلى مكافحة تنظيم داعش وحماية سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أمس حول زيارة مبعوث الرئيس الروسي نائب وزير الخارجية إلى بغداد، والذي ذكر أن الجانب الروسي أعرب «عن دعمه لجهود القيادة العراقية الرامية إلى قطع دابر الخطر الإرهابي الناجم عن تنظيم داعش وتحقيق الاستقرار في البلاد مراعاة لمصالح كل الطوائف والقوى السياسية في المجتمع العراقي والحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه».
وأجرى بوغدانوف في بغداد، إضافة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي وسلمه رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مباحثات مع إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي والرئيس المناوب للجنة الروسية العراقية المشتركة للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي التقني.
وأشار بيان الخارجية إلى التأكيد خلال المباحثات على ضرورة إيجاد تسوية سياسية للأزمات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأزمتان السورية واليمنية، على أساس حوار وطني جامع دون أي ضغط خارجي. وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو وبغداد تنويان تعزيز التعاون في مجال إنتاج النفط والغاز.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.