ارتفاع إصابات «كوفيد 19» مجدداً يقلق ألمانيا

طبيب يُعدّ حقنة بلقاح ضد «كورونا» بمحطة التطعيم المتنقلة في كولونيا غرب ألمانيا (أ.ف.ب)
طبيب يُعدّ حقنة بلقاح ضد «كورونا» بمحطة التطعيم المتنقلة في كولونيا غرب ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع إصابات «كوفيد 19» مجدداً يقلق ألمانيا

طبيب يُعدّ حقنة بلقاح ضد «كورونا» بمحطة التطعيم المتنقلة في كولونيا غرب ألمانيا (أ.ف.ب)
طبيب يُعدّ حقنة بلقاح ضد «كورونا» بمحطة التطعيم المتنقلة في كولونيا غرب ألمانيا (أ.ف.ب)

تسود أجواء من القلق ألمانيا التي تسعى لتشكيل حكومة جديدة، مع تسجيل حالات «كوفيد19» مجدداً في دور رعاية المسنين وازدياد الإصابات وتوقف حملة التلقيح في البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ودقت أنجيلا ميركل ناقوس الخطر في عطلة نهاية الأسبوع، وهي تتولى حالياً تصريف الأعمال قبل تشكيل حكومة جديدة بقيادة الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس. وأعلنت المستشارة، على هامش آخر قمة تشارك فيها لـ«مجموعة العشرين» في روما، أن الوضع الحالي في المستشفيات، خصوصاً عدد الوفيات، «يقلقني كثيراً ويجب أن يقلقنا جميعاً». وأضافت: «عدنا مجدداً إلى سلوك لا مسؤول» بعد رفع العديد من القيود في الأشهر الأخيرة، في حين أن الأرقام الأخيرة ليست جيدة.
وواجهت ميركل مع تفشي فيروس «كورونا» أخطر أزمة خلال 16 عاماً في الحكم.
وعاد الوباء يتفشى بقوة في بلد تأثر بشدة خلال فصلي الخريف والشتاء السابقين، وظن أنه طوى صفحة فيروس «كورونا» جزئياً.
وارتفعت حالات الإصابة بالعدوى في البلاد مجدداً، وجرى تسجيل، اليوم (الاثنين)، 9 آلاف و658 حالة جديدة رسمياً؛ أي أكثر بـ3085 حالة من الاثنين الماضي.
وبلغ معدل الإصابة في أسبوع 154.8 مقابل 149.4 قبل يوم و110.1 قبل أسبوع، وفقاً لـ«معهد روبرت كوخ للمراقبة الصحية».
كما هي الحال في كثير من الأحيان منذ بداية الوباء، فإن المناطق الشرقية - المتاخمة لجمهورية التشيك وبولندا - هي الأكثر تضرراً بشكل خاص؛ حيث سجلت تورينغيا 314.9 حالة قبل ساكسونيا مباشرة (291.6).
وأفاد العديد من العاملين في المجال الصحي في الأيام الأخيرة بتدفق جديد لمرضى «كوفيد19» إلى المستشفيات؛ غالبيتهم العظمى من الأشخاص غير المحصنين.
ووفقاً لـ«جمعية المستشفيات الألمانية»؛ زاد دخول مرضى «كوفيد19» إلى المستشفيات بنسبة 40 في المائة خلال أسبوع، وفي العناية المركزة بلغت الزيادة 15 في المائة.
و«إذا استمر هذا التطور ولم يُتخذ أي إجراء، فهناك خطر فرض قيود كبيرة على رعاية المرضى غير المصابين بـ(كوفيد19) في الأسابيع المقبلة»، كما حذر أحد مديري مستشفى «لا شاريتيه» في برلين بالصحف البرلينية، وهو أكبر مؤسسة جامعية في ألمانيا.
وظهرت بؤر جديدة من «كوفيد19»؛ لا سيما في دور رعاية المسنين. وفي دار لرعاية المسنين بمنطقة مكلنبورغ بوميرانيا، أصيب 66 من أصل 83 مقيماً بالفيروس، وتوفي 14، بعد موجة عدوى ناجمة على الأرجح عن تنظيم حفلة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. و6 في المائة فقط من المقيمين لم يتم تلقيحهم، لكن ثلث العاملين في دار الرعاية لم يتلقوا أي جرعة، مما أدى إلى تسريع تفشي العدوى، وجرى الإبلاغ عن حالات مماثلة في مقاطعات أخرى عدة.
وفي مواجهة هذا التدهور، شددت المستشارة على ضرورة اتخاذ إجراءات بسرعة. وقالت متحدثة باسم فريق ميركل، الاثنين، إن الحكومة «مستعدة لإجراء محادثات» مع المناطق الألمانية التي لها الكلمة الفصل على الصحة في النظام الفيدرالي بالبلاد.
وأعادت هذه الحالات إحياء الجدل حول التلقيح الإلزامي المحتمل للعاملين في مجال الصحة، بدعم 72 في المائة من الرأي العام، وفقاً لاستطلاع لقناة «زي دي إف» العامة.
وخلافاً لدول مثل فرنسا وإيطاليا، هذا الأمر غير موجود في ألمانيا، حيث تخشى السلطات - لأسباب تاريخية - اتهامها بانتهاك الحريات العامة.
ودعت الحكومة المقاطعات، الاثنين، إلى إعادة فتح مراكز التلقيح التي جرى إغلاقها، من أجل إعادة إطلاق حملة التلقيح المتوقفة ومنح الأشخاص الأكثر ضعفاً إمكان الحصول على جرعة معززة.
وتلقى نحو 85 في المائة من الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً جدولاً كاملاً للتطعيم، لكن الفاعلية إلى تراجع مع مرور الأشهر.
وقالت ميركل: «يجب أن نفعل شيئاً لإعطاء الجرعة الثالثة»، مؤكدة أنها «حزينة جداً» لأن «مليونين أو 3 ملايين ألماني فوق 60 عاماً لا يزالون غير محصنين».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.