نجيرفان بارزاني سيترأس وفدًا سياسيًا لبغداد

الأمم المتحدة: المشكلات من السهل حلها

نجيرفان بارزاني سيترأس وفدًا سياسيًا لبغداد
TT

نجيرفان بارزاني سيترأس وفدًا سياسيًا لبغداد

نجيرفان بارزاني سيترأس وفدًا سياسيًا لبغداد

أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس، أن وفدا من الإقليم ينوي زيارة بغداد لبدء جولة جديدة من المحادثات بين الطرفين ومتابعة سير الاتفاقية المبرمة بينهما. وبينت أن رئيس حكومة الإقليم سيجتمع أولا مع الأطراف السياسية في كردستان للتشاور قبل توجه الوفد إلى بغداد.
وقال سفين دزيي، المتحدث الرسمي لحكومة الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نية لزيارة وفد من حكومة إقليم كردستان إلى بغداد، لكن من الضروري عقد اجتماعات تشاورية بين الأطراف السياسية في الإقليم قبل بدء هذه الزيارة، لذا سيجتمع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني مع قادة الأطراف الكردستانية، وإن استوجب الأمر فسيجتمع أيضا مع أعضاء برلمان الإقليم، والنواب الكرد في مجلس النواب العراقي، للتشاور حول الزيارة المرتقبة»، مؤكدا ضرورة استمرار الحوار بين أربيل وبغداد من أجل وضوح أكبر وتلاشي الغموض الموجود في السابق.
وأضاف دزيي: «المباحثات الفنية بين الجانبين مستمرة، فوزارة الثروات الطبيعية في الإقليم على تواصل مباشر مع بغداد، لمتابعة الكمية المصدرة من النفط حسب الاتفاقية يوميا، لكن من الناحية السياسية من الضروري أن يكون هناك اجتماع على مستوى رفيع بين الجانبين»، مبينا أن موعد هذه الزيارة يعتمد على إنهاء اجتماعات الإقليم. وأشار بالقول: «إذا كانت الزيارة على مستوى سياسي وحكومي، فبلا شك سيرأس رئيس حكومة الإقليم الوفد إلى بغداد».
بدوره، قال آريز عبد الله، رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب العراقي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك الكثير من المشكلات التي يجب مناقشتها من قبل الجانبين والتوصل إلى حل بشأنها، وفي مقدمتها مشكلة النفط وميزانية الإقليم، فعلى الرغم من أنه يجب أن تكون نسبة 17 في المائة من ميزانية العراق للإقليم، فإنه وحتى الآن تم إرسال أقل من نصف تلك النسبة إلى الإقليم، وفي المقابل يجب أن يصدر 550 ألف برميل من النفط الإقليم ونفط كركوك عن طريق الإقليم إلى الخارج إلا أن نصف هذا العدد تم تصديره حتى الآن، يجب أن يجتمع الطرفان لحل هذه المشكلة، وكذلك بحث التعاون والتنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية الأخرى، وخصوصا أنه تم تخصيص نسبة من ميزانية وزارة الدفاع لعام 2015 لقوات البيشمركة، لكن هذه النسبة لم ترسل إلى كردستان، بالإضافة بحث كيفية التعاون في مجال تشريع قانون النفط والغاز في العراق، وقانون المجلس الاتحادي وتطبيق المادة 140، وكل هذه الملفات تحتاج إلى عمل وتنسيق مشترك من قبل الجانبين».
وفي السياق ذاته، قال جورج بوستين، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «دور ممثلية الأمم المتحدة في العراق في توطيد العلاقات بين أربيل وبغداد دور استشاري وتشجيعي، نحن نعتقد أنه ليس هناك مشكلات كبيرة بين الجانبين، بل هناك قضايا إجرائية يمكن أن تعالج بكل سهولة، لذا نشجع الطرفين لاتخاذ الخطوات اللازمة بسرعة، لأن العدو المشترك وللأسف ما زال يشكل تهديدا لكل العراق، وللمنطقة بأكملها، فليست هناك فرصة للتهاون»، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حث خلال زيارته إلى العراق الأسبوع الماضي كل الأطراف على أهمية الوحدة والتضامن والتماسك في وجه الخطر المشترك.
وعن دور الأمم المتحدة في إعادة الحياة إلى المناطق المحررة من «داعش»، قال بوستين: «الاستعدادات جارية من قبل الأمم المتحدة والتحالف الدولي والحكومة الاتحادية في بغداد في سبيل إعداد خطة لإعادة الإعمار والاستقرار إلى المناطق التي تتحرر من الإرهاب، الجمعية العامة للأمم المتحدة تولي أهمية خاصة بإعادة المهجرين إلى مناطقهم بسرعة، لأنهم يمثلون جزءا من الكارثة الإنسانية التي شهدناها مؤخرا في العراق».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.