كومان يدفع ثمن تدهور برشلونة فنياً وإدارياً... وتشافي في الطريق لخلافته

الخسارة أمام رايو فايكانو كانت القشة التي قصمت ظهر المدير الفني الهولندي... والنادي الكاتالوني يسند المهمة لبارجوان مؤقتاً

كومان يودع برشلونة وحيداً بعد قرار إقالته (أ.ف.ب)
كومان يودع برشلونة وحيداً بعد قرار إقالته (أ.ف.ب)
TT

كومان يدفع ثمن تدهور برشلونة فنياً وإدارياً... وتشافي في الطريق لخلافته

كومان يودع برشلونة وحيداً بعد قرار إقالته (أ.ف.ب)
كومان يودع برشلونة وحيداً بعد قرار إقالته (أ.ف.ب)

دفع الهولندي رونالد كومان ثمن تدهور نادي برشلونة فنيا وإداريا وتمت إقالته بعد 14 شهراً من تعيينه بعد خسارة جديدة في الدوري المحلي لكرة القدم أمام رايو فايكانو (صفر - 1)، فيما أسندت الإدارة المهمة مؤقتا لسيرجي بارجوان مدرب الفريق الرديف لحين إتمام الاتفاق مع تشافي هرنانديز نجم الفريق السابق والمدير الفني للسد القطري حاليا.
وبخسارته على أرض رايو فايكانو صفر - 1 يكون برشلونة قد مُني بخسارة ثالثة في عشر مباريات، ليحتل مركزاً تاسعاً مخيباً في ترتيب الليغا، لم تنتظر الإدارة بعده دقائق لإعلان إعفاء كومان من منصبه.
وقال النادي في بيان رسمي: «أَعفى برشلونة رونالد كومان من مهامه كمدرب للفريق الأول. أبلغه رئيس النادي خوان لابورتا بالقرار مباشرة بعد الخسارة أمام رايو فايكانو. يود نادي برشلونة أن يشكره على خدمته للنادي، ويتمنى له التوفيق في مسيرته الاحترافية المقبلة». وذكرت تقارير صحافية أن تكلفة إقالة كومان تتراوح بين 12 و14 مليون يورو.
وخاض برشلونة مباراة فايكانو بمعنويات منخفضة إثر خسارة موجعة في «الكلاسيكو» على أرضه أمام غريمه التاريخي ريال مدريد (1 - 2)، تلقى بعدها كومان إهانات من جماهير فريقه التي اعترضت سيارته، وقد أهدر له مهاجمه ممفيس ديباي فرصة التعادل أمام فايكانو بإضاعته ركلة جزاء في الدقيقة 72.
ويبدو برشلونة شبحاً للفريق الذي قاده الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي لنحو عقدين قبل رحيله في الصيف الماضي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، علما بأن تراجعه بدأ في السنوات الأخيرة بعد تباينات وصلت إلى حد الفضائح مع الإدارة السابقة بقيادة الرئيس السابق جوزيب ماريا بارتوميو.
وفقد الفريق الكاتالوني الذي يعاني مشكلات مالية أسلحة هجومية فتاكة على غرار ميسي، والأوروغواياني المخضرم لويس سواريز، والفرنسي أنطوان غريزمان، وقبلهم البرازيلي نيمار المنتقل إلى سان جيرمان بصفقة كانت الأغلى في التاريخ (222 مليون يورو).
وكان كومان (58 عاماً) قال بعد الخسارة: «عدم تسجيل الأهداف هو مشكلة... هناك لاعبون يمكنهم تسجيل الأهداف».
وتحدث عن الأرجنتيني المخضرم سيرخيو أغويرو القادم من مانشستر سيتي الإنجليزي للعب أصلاً إلى جانب مواطنه ميسي قبل الرحيل الصادم للأخير: «أغويرو كان دائماً هدافاً، ممفيس يسجل 15 - 20 هدفاً في كل موسم منذ سنوات. من الممكن أن يكون خط الوسط لدينا متراجعاً لكن لا يمكنني إلقاء اللوم على الفريق. كافحنا للدخول في أجواء اللقاء. النتيجة ليست عادلة، لكنها كما هي ولا يمكننا تغييرها».
وقد تؤثر البداية السيئة لبرشلونة على إمكانية حلوله بين الأربعة الأوائل وبالتالي عدم تأهله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ما قد يخلق تداعيات مالية مؤلمة على النادي المرهق أصلاً من هذه الناحية.
وأعلن برشلونة تعيين سيرجي بارجوان مدرب الفريق الرديف مديرا فنيا مؤقتا إلى حين إتمام الاتفاق مع تشافي (41 عاما) مدرب السد القطري الحالي، والذي يوجد شرط جزائي في عقده مع الأخير بقيمة مليون يورو.
وأكدت مصادر صحافية إسبانية أن برشلونة توصل بالفعل لاتفاق مع تشافي أحد رموز النادي الكاتالوني بين عامي 1998 و2015 والذي فاز معه بـ25 لقبا من بينها أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا وثمانية ألقاب بالدوري الإسباني.
وبحال لجوء الإدارة إلى تعيين تشافي، سيلقى هذا القرار رد فعل إيجابيا من الجماهير، نظراً للقيمة الفنية والمعنوية التي يحملها منذ كان لاعب وسط فذ بجوار زميله أندريس إنييستا.
كما يحلم عشاق النادي استعادة نمط اللعب الهجومي للفريق الذي اختبره تشافي لاعباً تحت إشراف المدرب الفذ جوسيب غوارديولا الذي يشرف راهناً على مانشستر سيتي.
وكان تشافي أحرز يوم الجمعة الماضي لقباً جديداً مع السد، بتتويجه بكأس أمير قطر على حساب الريان بركلات الترجيح. وقال عشية المباراة: «عندما اتصل بي برشلونة بعد ثلاثة أشهر من قدومي إلى السد لم أكن جاهزاً... الآن اختلف الوضع... لكني سعيد للبقاء مع السد».
ومن الأسماء المطروحة أيضا الأرجنتيني مارسيلو غاياردو مدرب ريفر بليت والهولندي إريك تن هاغ مدرب أياكس أمستردام. وتنتظر الفريق مباريات سهلة قبل النافذة الدولية المقبلة، ضد ألافيس، دينامو كييف الأوكراني في دوري الأبطال، وسلتا فيغو.
وقبل قدومه إلى برشلونة، أشرف كومان، صاحب هدف الفوز لبرشلونة في أول نهائي يحرزه في دوري الأبطال عام 1992، على أندية فيتيس وأياكس وبنفيكا البرتغالي وآيندهوفن وفالنسيا الإسباني وألكمار وفينورد وساوثهامبتون وإيفرتون الإنجليزيين بالإضافة إلى المنتخب الهولندي.
وعُين صاحب التسديدات الصاروخية سابقاً في أغسطس (آب) 2020 في عهد بارتوميو، وحقق نجاحاً نسبياً في موسمه الأول محرزاً لقب كأس الملك ومعيداً ميسي إلى سكة الفريق بعد تباينات حادة مع الإدارة.
لكن خيبة الدوري المحلي وخسارة أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 من دوري الأبطال ألقت بظلالها على إمكانية مواجهة الأندية البارزة في القارة، فكانت خسارة ريال الأخيرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
وأعيد انتخاب لابورتا في مارس الماضي، وفيما دعمه أكثر من مرة برغم تردي النتائج، كان فقدان الثقة واضحاً بين الرجلين. وقال عنه كومان: «يتكلم كثيراً»، وعبر عن انزعاجه لعدم تدعيم الفريق كما يجب خلافاً للأندية الأخرى.
ويرزح النادي تحت دين يبلغ 1.35 مليار يورو وخسر أبرز مصادرة التسويقية المتمثلة بميسي أفضل لاعب في العالم ست مرات. واستفادت وجوه شابة من الوضع المتغير في برشلونة، على غرار بيدري، غافي، نيكو غونزاليس، والأميركي سيرجينيو ديست والأوروغواياني رونالد أراوخو، لكن أركان الفريق واجهت الخيبة تلو الأخرى.
في نهاية المطاف، لعبت النتائج دوراً حاسماً، خصوصاً في ظل بداية برشلونة الكارثية في دوري الأبطال، وخسارته بثلاثية نظيفة أمام كل من بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي، قبل أن يفوز بشق الأنفس على دينامو كييف 1 - صفر.
وُلد كومان عام 1963 في زاندام، الضاحية الشمالية لأمستردام، وشاهد جيل الهولندي الطائر يوهان كرويف يخفق في المباراة النهائية لكأس العالم مرتين في 1974 و1978.
وقال كومان تلميذ كرويف وزميل جوسيب غوارديولا بعد تعيينه مدرباً لبرشلونة: «الفوز في المباريات وإحراز الألقاب. هو هدفنا. أريد مشاهدة فريقي يلعب جيداً مع البقاء واقعياً من حيث تحقيق النتائج». لكن الأمور لم تسر كما يتشتهي وسط رياح عاصفة إداريا وفريق انهار بفقدان أبرز رموزه فدفع الثمن غاليا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».