استدعاء جعجع لسماع شهادته حول الاشتباكات الدموية في بيروت

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)
TT

استدعاء جعجع لسماع شهادته حول الاشتباكات الدموية في بيروت

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (تويتر)

قال مصدر مقرب من حزب القوات اللبنانية، إن الاستخبارات العسكرية استدعت، اليوم الاثنين، رئيس الحزب سمير جعجع، وهو سياسي مسيحي، للإدلاء بشهادته حول الاشتباكات الدموية التي وقعت الشهر الحالي في بيروت.
كان سبعة من أنصار جماعة «حزب الله» وحليفتها «حركة أمل» قد قُتلوا يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) في أسوأ أعمال عنف تشهدها بيروت منذ أكثر من عشر سنوات.
واتهم «حزب الله»، حزب القوات اللبنانية، باستهداف المتظاهرين بنيران القناصة. ونفى جعجع هذه المزاعم، وقال إن سكان حي عين الرمانة الذي تقطنه أغلبية مسيحية، حيث وقعت أعمال العنف، تصرفوا بدافعع الدفاع عن النفس، حسبما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وبدأ إطلاق النار عندما تجمع محتجون في تظاهرة دعا إليها «حزب الله» و«حركة أمل» ضد القاضي طارق بيطار، الذي يقود التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. وأودى انفجار المرفأ بحياة أكثر من 200 شخص في الرابع من أغسطس (آب) العام الماضي.
واتهم «حزب الله» و«حركة أمل» و«تيار المردة» المسيحي، بيطار، بتسييس التحقيق، بعد أن سعى لاستجواب وزراء سابقين على صلة بـ«حركة أمل» وبـ«تيار المردة».
وقال المصدر لوكالة «رويترز»، إن جلسة جعجع ستكون الساعة التاسعة صباح يوم (الأربعاء) في وزارة الدفاع في اليرزة، جنوب بيروت، حيث سُجن جعجع لمدة زادت على 11 عاماً بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990. وليس واضحاً إلى الآن ما إذا كان جعجع سيحضر أو ما إذا كان قد جرى استدعاء سياسيين آخرين.
وأكد مصدر أمني موعد الجلسة رداً على سؤال من «رويترز».
وقال المصدر المقرب من حزب القوات اللبنانية: «يجب استدعاء جميع القوى السياسية (المعنية) مثلما استدعي جعجع... لكن من الواضح أن هناك استهدافاً كبيراً (لحزب) القوات اللبنانية ورئيسه» بسبب دعمهم التحقيق في انفجار المرفأ.
وقال جعجع في مقابلة أذاعتها قناة تلفزيونية محلية، الأسبوع الماضي، لدى سؤاله عن تقارير تفيد بأنه سيُستدعى للإدلاء بأقواله، إنه سيذهب بشرط الاستماع إلى أقوال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، قبله.
وقالت النائبة ستريدا جعجع زوجة جعجع، في بيان، إن هناك ضغوطاً تُمارس على القضاء لاستهداف حزب القوات اللبنانية. وأضافت: «من غير المنطقي استدعاء المعتدى عليه في حين أن المعتدي بمنأى عن مجرد الاستماع إليه».
ووجه قاضٍ، اليوم الاثنين، تهماً إلى 68 شخصاً، من بينهم 18 موقوفاً، بجرائم القتل ومحاولة القتل وإثارة الفتنة الطائفية في الاشتباكات التي وقعت في بيروت. ولم تتضح انتماءاتهم السياسية إلى الآن.
وأظهرت لقطات نُشرت بعد الحادث جندياً يُطلق النار على ما يبدو على شخص واحد على الأقل. وقال متحدث باسم الجيش اللبناني إن محكمة عسكرية تحقق في الواقعة في إطار تحقيق أشمل بشأن الاشتباكات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».