بعد مرور بضعة أسابيع من بداية الموسم الجديد، لم تكن هناك شكاوى تذكر من الحكام أو من تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار). وتشير جميع الأدلة في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى أن الحكام كانوا يفعلون بالضبط ما هو مطلوب منهم، وهو المحافظة على سير المباريات دون الكثير من التوقفات لفترات طويلة. وحتى الخطوط المستخدمة لتحديد حالات التسلل تعرضت لتحديات «ثورية» من أجل وضع حد للقرارات السخيفة التي كانت تُحتسب لتقدم المهاجم بإصبع قدمه أو بإبطه! وقال مايك رايلي، رئيس لجنة الحكام، الذي لم يرغب في تحديد عدد الأهداف التي ستحتسب لمهاجم تشيلسي، تيمو فيرنر، الذي كان دائماً ما يقع في التسلل، بعد هذه التعديلات: «لقد أعدنا احتساب 20 هدفاً من الأهداف التي لم تحتسب بداعي التسلل خلال الموسم الماضي».
وكان مانشستر يونايتد من أوائل المستفيدين من هذه التعديلات، حيث سجل برونو فرنانديش هدفاً في مرمى ليدز يونايتد كان من المؤكد أنه سيُلغى لو أحرز قبل هذه التعديلات. وفي المباريات الأخرى في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، كانت تقنية الفار شبه غائبة عن المباريات، ولم تتم الاستعانة بها إلا لبرايتون ونيوكاسل. فعلى ملعب «تيرف مور»، قام مدافع بيرنلي، جيمس تاركوفسكي، بدفع مهاجم برايتون نيل موباي قبل لحظات من تسجيل تاركوفسكي لهدف مبكر كان من المفترض أن يُلغى بعد الرجوع لتقنية الفار، لكن ذلك لم يحدث. وعلى ملعب «سانت جيمس بارك»، احتسب حكم اللقاء مارتن أتكينسون ركلة جزاء ضد لاعب نيوكاسل، جاكوب مورفي، قبل أن تُلغى بعد الرجوع لتقنية الفار.
ومرة أخرى، وجد أتكينسون نفسه في محور الأحداث، عندما قرر عدم معاقبة تاركوفسكي بعد تدخله العنيف على لاعب إيفرتون، ريتشارليسون، وهو التدخل الذي كان ينبغي أن يؤدي إلى حصول تاركوفسكي على البطاقة الحمراء. وفي هذه الحالة، كان الحكم المساعد، تيم وود، هو الذي قرر عدم احتساب أحد أكثر الأخطاء وضوحاً في الجولات الأربع الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ومع ذلك، وبعد 40 مباراة لم تشهد سوى القليل من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، هناك إجماع بين المديرين الفنيين واللاعبين والنقاد و95 في المائة من المشجعين الذين استُطلعت آراؤهم من قِبل رابطة مشجعي كرة القدم الذين زعموا أن تقنية الفار جعلت مباريات كرة القدم أقل متعة في عام 2021، على أننا ربما كنا متسرعين بعض الشيء في إدانتنا لتقنية الفار التي تطلبت بعض الوقت حتى تعمل بالطريقة المرجوة.
ورغم أن نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 لم تخلُ من بعض الخلافات التحكيمية البسيطة، لم تكن هناك أخطاء تحكيمية كبيرة أثرت على نتائج المباريات، وتمت الإشادة بالأطقم التحكيمية التسعة عشر المعينة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لأن هؤلاء الحكام ساعدوا على سير المباريات بسلاسة وعدم توقفها لفترات طويلة كما كان يحدث في السابق. وفي الشهر الأول من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، بدا أن لجنة الحكام المحترفين لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز قد نجحت تماماً في جهودها التي تهدف إلى تدخل تقنية الفار في أقل الحالات الممكنة.
ثم سافر مانشستر يونايتد إلى لندن لمواجهة وستهام. وفي المباراة قبل الأخيرة في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، تعرض الحكم ستيوارت أتويل للسخرية بسبب قراره المثير للجدل بمنح برايتون ركلة جزاء ضد ليستر سيتي عندما كان واضحاً للجميع باستثنائه هو ومساعده في تقنية حكم الفيديو المساعد، غراهام سكوت، أنه يجب احتساب ركلة حرة لصالح ليستر سيتي. وفي نفس هذه الجولة، وفي المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على وستهام، ارتكب أتكينسون سلسلة من الأخطاء الكوميدية الواضحة، ولم تتدخل تقنية الفار إلا لتصحيح خطأ واحد فقط من هذه الأخطاء.
وكتب ريتشارد كيز، الذي يعمل الآن مقدماً للبرامج في قناة «بي إن سبورتس»: «فيما كان يفكر مارتن أتكينسون؟ وما الذي لم يره عندما تعرض رونالدو لخطأ مرتين داخل منطقة الجزاء: ليس مرة واحدة، بل مرتين. بالطبع لن نعرف ذلك أبداً، لأن لجنة الحكام المحترفين لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لن تكشف عن ذلك وستدافع عن مارتن».
ويعمل كيز في قطر منذ فترة طويلة، وبالتالي فربما لا يعرف الطبيعة المشحونة بين الحكام السابقين والحاليين في إنجلترا. وقال الحكم السابق مارك كلاتينبيرغ لموقع «ذا أتلتيك» الرياضي: «نحن لا نحظى بشعبية كبيرة في العالم الخارجي، ونعاني من الصراعات الداخلية». لكن الحكم السابق تغاضى عن أخطاء العديد من زملائه السابقين، وصب معظم غضبه على أتكينسون، الذي عانى من عدة أسابيع عصيبة ولا يبدو أنه يقوم بعمله بالشكل الصحيح في الوقت الحالي، حيث يرتكب الكثير من الأخطاء الواضحة.
ورغم التقدم البطيء الذي تشهده تقنية الفار، ستظل هذه التقنية مصدراً للجدل المستمر والغضب، وهو الأمر الذي نشاهده في الملخص الأسبوعي الذي يعده ديل جونسون، الخبير المتخصص في حالات الفار والمحرر بشبكة «إي إس بي إن» بشأن القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، مثل عدم حصول ليدز يونايتد على ركلة جزاء بعد التدخل المتهور من قبل مدافع واتفورد، ويليام تروست إيكونغ، على دانيال جيمس في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي عالم تركز فيه المناقشات والحوارات التلفزيونية قبل وأثناء وبعد مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على قرارات التحكيم أكثر من كرة القدم الفعلية التي تلعب داخل الملعب، فإن غضب المشجعين من الظلم الحقيقي أو المتصور من قبل الحكام داخل الملعب ومساعديهم في تقنية الفار، سوف يتفاقم بشكل طبيعي. وستكون النتيجة الحتمية هي التدقيق في الحالات التحكيمية بشكل أكبر!
تقنية الفار لا تزال في مرحلة التطور... وأخطاء الحكام «الكوميدية» تتواصل
الجدل بشأنها لم ينتهِ بعد... وحالات الاحتجاج والغضب تزداد
تقنية الفار لا تزال في مرحلة التطور... وأخطاء الحكام «الكوميدية» تتواصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة