وزير الدفاع القطري لـ {الشرق الأوسط}: أسلحة «عاصفة الحزم» شديدة الدقة.. والمدنيون بمنأى

اللواء الركن العطية قال إن الشيعة جزء من تركيبة المنطقة.. والعقيدة ليست سببًا في عدم الولاء للوطن

اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع
اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع
TT
20

وزير الدفاع القطري لـ {الشرق الأوسط}: أسلحة «عاصفة الحزم» شديدة الدقة.. والمدنيون بمنأى

اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع
اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع

قال اللواء الركن حمد بن علي العطية، وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، لـ«الشرق الأوسط» إن دول الخليج اتخذت قرارها ببدء العمليات في اليمن عندما نفدت كل الوسائل لإقناع الحوثيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن تدخل دول إقليمية في الشأن اليمني «لن يزيد الأمر إلا تعقيدا».
وقال العطية: «إن الجانب الحوثي أصر على الاستمرار في مخططه المتمثل في تجاهل السلطة الشرعية المنتخبة في اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار هناك، ولم يكتفِ بذلك، بل بدأ في تهديد أمن واستقرار بعض دول المنطقة ومنها السعودية، وهو ما دفع مجلس التعاون لاتخاذ قراره المتمثل في القيام بعمل عسكري في اليمن حفاظا على المنطقة».
وذكر أن الطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من التركيبة السكانية لدول المنطقة، مستبعدا أن تكون العقيدة الدينية سببا في عدم الولاء للوطن، مضيفا: «إن العدل والمساواة في كل شيء واحترام معتقدات الآخرين كفيل بالاحتفاظ بالولاء للوطن، وهو ما ينطبق على السنّة والشيعة على حد سواء». وشدد على أن إيران دولة كبيرة وجارة في المنطقة، وقال: «نتعامل مع إيران على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل طرف، مع احترام سيادة كل دولة على أراضيها».
واستطرد وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري: «يمكن أن يكون هناك اختلافات في بعض وجهات النظر، ولكن ذلك لا يؤثر على احترام كل طرف سيادة الطرف الآخر، وهو المبدأ الذي يجري التعامل فيه مع إيران وغيرها»، مبينا أن دول المجلس كفيلة بأن تحافظ على مصالحها وتمنع أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي طرف كان. وأشار إلى أنه زار السعودية - أخيرا - والتقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، بتكليف من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وناقش اللقاء العمليات العسكرية الجارية وخصوصا الضربة الجوية، علاوة على الجهد الجوي المطلوب لهذه العملية وتنسيق ذلك الجهد بين الأطراف كافة المشتركة في العمليات، مؤكدا أن الضربات تسير حسب ما هو مخطط لها، وتحقق الأهداف المرسومة لها للوصول إلى الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية وحماية الشعب، ومنع أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة الأمن في تلك البلاد.
وأكد أن التدخل البري في اليمن ليس واردا في الوقت الحالي، مضيفا: «نعتقد أن الدعم الجوي المقدم للقوات المسلحة الشرعية في اليمن سيكون كافيا للسيطرة على مفاصل الدولة كافة»، مشددا على أنه «في حال اتخذ قرار سياسي للقيام بأي عمل آخر فإن قطاعات القوات المسلحة كافة في قطر ستكون في خدمة الأشقاء في عملية عاصفة الحزم».
وقال إن دول التحالف لديها آليات لجمع المعلومات المتعلقة بالأهداف العسكرية وهي المستهدفة في تلك العمليات، إضافة إلى أن الأسلحة والذخيرة المستعملة للعملية الحالية شديدة الدقة، كذلك تفادي الأحياء السكنية والتركيز على المعسكرات والتجمعات العسكرية، وهو ما يجعل المدنيين بمنأى عن الضربات. ولفت وزير الدفاع القطري إلى أن اتفاقيات دفاع مشترك تربط بين دول مجلس التعاون، تنص على أن أي اعتداء على أي دولة يعتبر اعتداء على جميع الدول، مبينا أن تلك الاتفاقات قد طبقت في أزمات حدثت في الماضي، وأضاف أنه ليس هناك أدنى شك بأن دول المجلس لن تتردد في دفاع بعضها عن بعض تحت أي ظرف وبغض النظر عن نوع التهديد ومن أي اتجاه.



رئيس وزراء الهند: «الممر الاقتصادي» طريق الحرير للقرن الـ21

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي خلال لقائهما في نيودلهي سبتمبر 2023 (واس)
ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي خلال لقائهما في نيودلهي سبتمبر 2023 (واس)
TT
20

رئيس وزراء الهند: «الممر الاقتصادي» طريق الحرير للقرن الـ21

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي خلال لقائهما في نيودلهي سبتمبر 2023 (واس)
ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي خلال لقائهما في نيودلهي سبتمبر 2023 (واس)

أوضح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن الممرّ الاقتصادي بين بلاده والشرق الأوسط وأوروبا الذي أُطلق عام 2023 «سيرسم مستقبل الترابط بجميع أشكاله لقرون قادمة، وسيُصبح المُحفّز الرئيسي للتجارة والنمو»، عادّه بمثابة طريق الحرير الجديد للقرن الحادي والعشرين، الأمر الذي ستستفيد منه الأجيال القادمة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة «عرب نيوز» قبل زيارته الثالثة إلى السعودية، الثلاثاء، والتي يناقش خلالها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، العلاقات التجارية والاستثمارية وقطاع الطاقة، وقال مودي: «المملكة أحد أهمّ شركاء الهند، وصديق موثوق، وحليف استراتيجي»، مبيناً أن «مجلس الشراكة الاستراتيجية شكّل محطةً بارزةً في علاقات الدولتين المتجذرة على مدى قرون، حيث توسّعت آفاق تعاونهما في عدة مجالات منذ إنشائه».

وأضاف أن الهند ستعمل إلى جانب السعودية من أجل إرساء أسس السلام والتقدّم والازدهار لصالح شعبيهما والعالم بأسره، مؤكداً أنها تنظر إلى المملكة بوصفها قوّةً إيجابيةً ومُعزّزةً لاستقرار المنطقة، وتتشارك معها «مصلحة الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي، والالتزام بمواجهة التحديات المتنامية في المناطق المجاورة لنا».

الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماع مع ناريندرا مودي في الرياض أكتوبر 2019 (واس)
الأمير محمد بن سلمان خلال اجتماع مع ناريندرا مودي في الرياض أكتوبر 2019 (واس)

ويرى رئيس الوزراء الهندي أوجه تكامل عديدة بين «رؤية السعودية 2030» و«رؤية الهند 2047»، وأنه «لم تكتفِ علاقاتنا التجارية بالصمود وحسب، بل ما انفكّت تنمو حتّى وسط أصعب التحديات العالمية»، عاداً تعزيز الارتباط بين البلدين هدفاً أسمى، حيث «يعملان حالياً على إبرام معاهدة استثمار ثنائيّة».

ونوّه بأن الشركات الهنديّة وقطاع الصناعة السعودي يعملان على تقوية العلاقات بين الدولتين، ممّا ساهم في تعزيز شراكتهما الاستثمارية، و«قد أتت الجهود المبذولة لتنويع مصادر التجارة بثمارها، خصوصاً في مجالات الزراعة والأسمدة»، لافتاً إلى أن «الطاقة كانت ركيزةً أساسيةً لشراكتنا الاقتصاديّة، ويُمكن تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال مصافي النفط والبتروكيماويات، والعمل من أجل التوصّل لحلول مبتكرة تُلبّي احتياجات الطاقة المستقبلية».

وأبان مودي أن الشركات الهنديّة تساهم بشكل ملحوظ في تحقيق «رؤية السعودية» وشاركت بشكل ملحوظ في قطاع البنية التحتية والتكنولوجيا، وتُقدّم قيمة مضافة على العديد من المشاريع الضخمة والعملاقة والمُطبّقة ضمن «رؤية السعودية 2030»، داعياً في الوقت ذاته جميع الشركات السعودية للاستفادة من الفرص التي تتيحها بلاده في مجالات البنية التحتية، والخدمات اللوجستيّة، والطاقة المتجدّدة، والرعاية الصحيّة، والابتكار، والشركات الناشئة، والاقتصاد الأزرق.

مجلس الشراكة الاستراتيجية شكّل محطةً بارزةً في العلاقات السعودية - الهندية (واس)
مجلس الشراكة الاستراتيجية شكّل محطةً بارزةً في العلاقات السعودية - الهندية (واس)

وواصل: «شهدنا تقدماً مطّرداً في التعاون الأمني، يشمل الجوانب المرتبطة بمكافحة الإرهاب والتطرّف وتمويل الإرهاب، والتصدي لتهريب المخدرات»، مؤكداً العمل أيضاً على استكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجال الأمن السيبراني، «إدراكاً منّا لأهميّته المتزايدة اليوم في عالمنا المُترابط».

وحول العلاقة بين قادة البلدين، يرى مودي أنها «انعكست على الأولوية التي يوليها كلّ منهما للشراكة التي تجمعنا»، وقال: «في كلّ مرّة أقابل الأمير محمد بن سلمان يترك لدي انطباعاً عميقاً، ودائماً ما كنت أنبهر برؤيته الثاقبة، وتفكيره الاستشرافي، وشغفه بتحقيق تطلعات شعبه»، لافتاً إلى أنه «قدّم دعماً كبيراً للجالية الهنديّة في السعودية، وشعبنا هناك مُعجب به للغاية».

وأبان أن التواصل الثقافي المتنامي بين البلدين يدلّ على التفاهم بين شعبيهما، وقال: «تُعتبر الجالية الهندية في السعودية، والبالغ عددها مليونين وسبعمائة ألف نسمة، جسراً حياً يربط بين بلدينا»، مضيفاً: «لدينا عدد كبير من المسلمين في الهند يزورون المملكة كلّ عام لأداء مناسك الحجّ والعمرة، وأودّ أن أعرب عن امتناني العميق لقادة السعودية على دعمهم الدائم لحجاجنا، واهتمامهم بهم خلال الأوقات العصيبة التي شهدناها بسبب جائحة كوفيد ومعاملتهم لجاليتنا كأبناء وطنهم».