المتحف الحربي المصري يستقبل جمهوره بـ100 قطعة أثرية جديدة

أعيد افتتاحه بعد عملية ترميم استغرقت 10 سنوات

صورة للمتحف بعد افتتاحه (وزارة السياحة والآثار المصرية)
صورة للمتحف بعد افتتاحه (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

المتحف الحربي المصري يستقبل جمهوره بـ100 قطعة أثرية جديدة

صورة للمتحف بعد افتتاحه (وزارة السياحة والآثار المصرية)
صورة للمتحف بعد افتتاحه (وزارة السياحة والآثار المصرية)

يستقبل المتحف الحربي القومي المصري، بقلعة صلاح الدين التاريخية، في لقاهرة، جمهوره بعد فترة إغلاق استمرت 10 سنوات، بعرض أكثر من 100 قطعة أثرية جديدة، تم الحصول عليها من مختلف المخازن الأثرية والمتحفية من سقارة والأقصر والإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير ومتحف السويس القومي وغيرها، حيث تم إعادة افتتاح المتحف مجدداً أمام الزوار بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ48 لانتصارات أكتوبر (تشرين الأول)، بعد إنجاز مشروع تطويره وترميمه.
وأُنشئ المتحف الحربي القومي عام 1937 في مبنى وزارة الدفاع القديم بشارع الفلكي (وسط القاهرة) قبل نقله إلى مبنى موقت بحي (جاردن سيتي) عام 1938 حتى تم نقله مرة أخرى إلى قصر الحرم بقلعة صلاح الدين الأيوبي وافتتح رسمياً في نوفمبر (تشرين الثاني) 1949 وأعيد تجديده وافتتاحه في عام 1982. وشهد المتحف ذاته أكثر من عملية ترميم وتطوير حتى عام 2011 حين تم البدء في مشروع تطويره وترميمه ليصبح مزاراً جديداً يضاف إلى مزارات قلعة صلاح الدين الأيوبي.
ويستعرض المتحف من خلال مقتنياته تاريخ العسكرية المصرية عبر العصور منذ بداية العصور الفرعونية وحتى العصر الحديث، بجانب نشأة العسكرية المصرية مرة أخرى في عهد أسرة محمد علي باشا والتي شهدت نهضة الجيش المصري، مروراً بثورة يوليو 1952، بحسب مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، الذي أضاف في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «أعمال التطوير بالمتحف شملت تطوير سيناريو العرض المتحفي والذي جاء بالتنسيق بين لجنة سيناريو العرض المتحفي برئاسة الدكتور علي عمر، وإدارة المتاحف العسكرية».
وشهدت عملية التطوير كذلك الحرص على توفير أقصى سبل الإتاحة للزائرين، وتوفير الخدمات السياحية لهم بهدف تحسين تجربة الزائر من حيث البطاقات الشارحة للقطع الأثرية، وكذلك إنشاء كافيتريات ومظلات للحماية من الشمس ومقاعد وأماكن للاستراحة، ذات طابع خاص بما يتوافق مع البيئة الأثرية المحيطة.
وعن مشروع الترميم أوضح الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن المشروع شمل الترميم الإنشائي للمبنى، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق لزخارف الجدران وكذلك كافة المعلقات من ثريات وأباليج، فضلا عن إنشاء منطقة خضراء حول المتحف، بجانب ترميم وصيانة التماثيل الموجودة عند مدخل المتحف، ومنها تمثال لإبراهيم باشا ابن محمد علي، وآخر لسليمان باشا مؤسس دار الأسلحة المصرية.
وأضاف طلعت أنه تم إمداد المتحف بشاشات عرض تفاعلية عند مدخل المتحف لتعريف الزائرين بتاريخ المتحف وأسماء القاعات الموجودة به، بالإضافة إلى إنشاء قاعة كالتيراما تم تنفيذها بالتعاون مع مركز كالتنيت التابع لمكتبة الإسكندرية لعرض مادة فيلمية عن العسكرية المصرية منذ العصور الفرعونية وحتى ثورة ٣٠ يونيو (حزيران) 2013 وذكر القادة العسكريين الذين ساهموا في إنشاء العسكرية المصرية.
ويضم المتحف مجموعة من تماثيل للملوك المحاربين مثل تحتمس الثالث، والعديد من اللوحات الحجرية أهمها لوحة تمثل الملك رمسيس الثالث وهو ينقض على الأعداء، بالإضافة إلى نموذج لعجلة حربية ولوحة حجرية يظهر عليها منظر تصويري لصناعة العجلات الحربية، وكذلك جدارية تمثل انتصار الملك رمسيس الثاني على الحيثيين.
ومن العصر اليوناني الروماني، يضم المتحف نموذج رأس للإسكندر الأكبر، ومرسوم رفح وهو من أهم المقتنيات بالمتحف حيث يؤرخ معركة رفح وانتصار المصريين على السلوقيين في رفح وقيام الملك بطليموس الرابع بالاستعانة بالجيش المصري، بالإضافة إلى بعض البرديات التي تؤرخ للعسكرية في العصرين اليوناني الروماني، وبعض التماثيل للملوك البطالمة، وتمثال لأحد الجنود شاركوا في معركة رفح.
وفي العصر القبطي يضم المتحف أيقونة تمثل القديس جرجس، الذي يُذكر أنه تعلم الفروسية وانضم إلى الجندية وتدرج فيها وتولى العديد من المناصب العسكرية.
فيما يضم مجسمات لأبواب وأسوار القاهرة والقلاع والحصون كحصن محمد علي بالمقطم وحصن كوستا باشا بالإسكندرية، وبانوراما لأشهر المعارك في العصر الإسلامي، بالإضافة إلى مختلف أنواع الأسلحة.
ويضم أيضا مجموعة فريدة من النياشين والأنواط والأوسمة والميداليات التي تعبر عن العسكرية المصرية الحديثة، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة الخاصة المهداة من الراحلين المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة والمشير محمد طنطاوي وغيرهما من القادة المصريين في العصر المعاصر، وبعض الأسلحة من حرب أكتوبر 1973.



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.