خسائر حوثية في مأرب وتعز... وانتقاد حكومي للتراخي الدولي مع الميليشيات

TT

خسائر حوثية في مأرب وتعز... وانتقاد حكومي للتراخي الدولي مع الميليشيات

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية خسرت في اليومين الأخيرين أكثر من 150 قتيلا وجريحا جراء معارك مع الجيش ورجال القبائل وضربات جوية لتحالف دعم الشرعية في مأرب وتعز، وسط انتقادات حكومية لما وصف بـ«التراخي الدولي» مع جرائم الميليشيات ضد المدنيين.
وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية يومي الثلاثاء والأربعاء من كسر هجمات حوثية في جبهات غرب مأرب حيث تستميت الميليشيات للسيطرة على مديريات الجوبة والعبدية وجبل مراد على الرغم من الخسائر التي تلقتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقدرت المصادر سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح في المواجهات والضربات الجوية لطيران تحالف دعم الشرعية خلال يومين في جنوب مأرب، إضافة إلى وقوع العديد من الأسرى وتدمير عتاد وآليات عسكرية متنوعة.
وفي وقت سابق قال الإعلام العسكري إن الميليشيات تلقت (الثلاثاء) ضربات موجعة على يد الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل في جبهات القتال جنوب مأرب. ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «عناصر الجيش والمقاومة سطّروا أروع الملاحم وكسروا هجمات متزامنة شنّتها الميليشيا الحوثية في عدّة محاور وأجبروها على التراجع والفرار بعد تكبّدها خسائر لا حصر لها».
وعلى ما ذكره المصدر، فإن العشرات من عناصر وقيادات الميليشيا سقطوا بين قتيل وجريح بنيران الجيش والمقاومة ورجال القبائل وأن العديد من جثث عناصر الميليشيا ما تزال متناثرة على امتداد مسرح العمليات القتالية.
وأوضح المصدر أن مدفعية الجيش شنت قصفاً مركّزاً استهدف تحركات الميليشيا على امتداد الجبهة بالتزامن مع ضربات جوية لطيران تحالف دعم الشرعية، وهو ما أدى إلى تدمير دبابات وعربات عسكرية وتكبيد الميليشيات الخسائر الكبيرة. وفي اليوم نفسه ذكر الإعلام العسكري للجيش اليمني أن القوات تمكنت من تحرير عدد من المواقع غرب مدينة تعز، خلال معارك حاسمة وأن خسائر الميليشيات الحوثية تقدر بنحو 50 قتيلاً وجريحًا إلى جانب خسائر أخرى في العتاد، وأن جثث عناصر الميليشيات ما تزال متناثرة في الشعاب مع حطام آلياتها المدمرة.
ومع استمرار التصعيد الحوثي وتكثيف الهجمات ضد المدنيين، انتقدت الحكومة الشرعية ما وصفته بـ«استمرار تعامي المجتمع الدولي عن المجازر والفظائع التي ترتكبها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بشكل يومي بحق المدنيين في محافظة مأرب». وقال إن ذلك يؤكد انتهاجه (المجتمع الدولي) سياسة الكيل بمكيالين. بحسب ما جاء في تصريحات رسمية لوزير الإعلام معمر الإرياني.
وقال الإرياني إن «الموقف الدولي المتخاذل إزاء ما يتعرض له المدنيون من جرائم إبادة جماعية يعطي إشارات سلبية للميليشيا الحوثية للاستمرار في جرائمها وانتهاكاتها التي يذهب ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال»‏.
وأشار الوزير اليمني إلى أن المجتمع الدولي «مارس ضغوطاً على الحكومة الشرعية لوقف العمليات العسكرية باتجاه العاصمة المختطفة ‎صنعاء بعد تقدم الجيش الوطني في مديرية نهم على بعد 20 كيلو مترا من العاصمة، بحجة المخاطر على المدنيين والكثافة السكانية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية‏».
وأضاف أن الأمر تكرر مع الضغوط الدولية لوقف العملية العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة بعد أن كانت المعارك على أبواب المدينة، بحجة الأوضاع الانسانية والمخاطر على المدنيين، وسلامة البنية التحتية للمدينة وموانئها، حيث رعت الأمم المتحدة اتفاق السويد الذي لم تنفذ ميليشيا الحوثي بنوده‏.
وأوضح الوزير اليمني أن محافظة مأرب التي تحتضن أكبر تكتل للنازحين بين المحافظات اليمنية تتعرض لما وصفه بـ«عدوان بربري» منذ أعوام، متهما الميليشيات بأنها تستهدف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، في حين «تتعرض مديرية العبدية لحصار غاشم منذ أسابيع، في ظل صمت دولي مخز ومعيب». بحسب تعبيره. وطالب وزير الإعلام اليمني الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي، بمراجعة مواقفهم والتصدي لمسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية، والضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية لوقف فوري لقتلها الممنهج والمتعمد للمدنيين، وإدراجها وقيادتها ضمن قوائم الإرهاب الدولية.
وكانت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران استهدفت حيا سكنيا الأحد الماضي في مدينة مأرب بثلاثة صواريخ باليستية ما تسبب في سقوط 35 قتيلا وجريحا أغلبهم من النساء والأطفال، بحسب ما أكدته مصادر محلية رسمية.
على صعيد آخر، أفادت الأمم المتحدة، أمس(الأربعاء) بأن ضحايا الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن بلغ أكثر من 1424 مدنيا منذ عام 2018. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) التابع للأمم المتحدة في تغريدة على «تويتر» إن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب تستمر في قتل وتشويه المدنيين وتشكل مخاطر كبيرة على عمال الإغاثة، داعيا المانحين لتقديم المزيد من الموارد لدعم مكافحة الألغام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.