هل تشيلسي يلعب بأسلوب دفاعي أم فريق يجيد الدفاع؟

الهزيمة أمام يوفنتوس وسيتي تثير الشكوك حول قدرة توخيل على مواصلة النجاح مع الفريق اللندني

الخسارة على ملعب يوفنتوس عمقت من أحزان تشيلسي بعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي (أ.ب)
الخسارة على ملعب يوفنتوس عمقت من أحزان تشيلسي بعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي (أ.ب)
TT

هل تشيلسي يلعب بأسلوب دفاعي أم فريق يجيد الدفاع؟

الخسارة على ملعب يوفنتوس عمقت من أحزان تشيلسي بعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي (أ.ب)
الخسارة على ملعب يوفنتوس عمقت من أحزان تشيلسي بعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي (أ.ب)

قال توماس توخيل مدرب تشيلسي إنه شعر أن فريقه فقد تركيزه حتى قبل خسارته 1 - صفر أمام مضيفه يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا الأربعاء. وهذه هي الخسارة الثانية على التوالي لتشيلسي بعد هزيمته بنفس النتيجة أمام ضيفه مانشستر سيتي في الدوري مطلع الأسبوع الحالي. وسدد الفريق الإنجليزي كرة واحدة على المرمى بواسطة روميلو لوكاكو في بداية المباراة. ولم يسدد تشيلسي أي كرة على المرمى في الخسارة أمام سيتي واكتفى باللجوء إلى الدفاع.
مؤخرا، دخل المدير الفني لمنتخب هولندا، لويس فان غال، في جدال مع صحافي هولندي حول أداء تشيلسي تحت قيادة المدير الفني الألماني توماس توخيل. وقال الصحافي: «الشخص الذي يشيد بكرة القدم الدفاعية هو أنت. أنت تريد أن تلعب بنفس طريقة تشيلسي وليفربول». وبعد هذا الاستفزاز، نهض فان غال قليلا عن المقعد الذي يجلس عليه، وقال: «هل هذه كرة دفاعية من وجهة نظرك؟ نعم، تشيلسي يلعب بهذه الطريقة». وأضاف فان غال «الأمر ليس كذلك على الإطلاق. لكنك لا تفهم ذلك، فأنت مجرد صحافي، وليس لديك رؤية لكرة القدم. عندما تلعب بطريقة 5 - 3 - 2 أو 5 - 2 - 3 يمكنك أن تقدم كرة قدم هجومية رائعة. وتشيلسي يظهر ذلك في كل مرة، وباختيارات مختلفة من اللاعبين. أنا أرفع القبعة للسيد توخيل على ذلك». بطبيعة الحال، فإن السجال بين فان غال والصحافة الهولندية حول الخطط والأمور التكتيكية ليس بالأمر الجديد، لكن هذا النقاش المقتضب يلخص حالة الجدل الغريب المثارة حول الأداء الذي يقدمه تشيلسي تحت قيادة توخيل، بعد أن اكتسح هذا الفريق الجميع في بطولة دوري أبطال أوروبا، ويحقق الآن نتائج جيدة في الدوري الإنجليزي الممتاز باستثناء الهزيمة والأسلوب الدفاعي أمام سيتي.
وقبل المباراة التي خسرها تشيلسي أمام مانشستر سيتي بهدف دون رد على ملعب «ستامفورد بريدج»، كان الفريق قد لعب خمس مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز لم يستقبل خلالها سوى هدف وحيد من ركلة جزاء، وكان ذلك في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد»، رغم أن تشيلسي كان يلعب بعشرة لاعبين. وما زال تشيلسي أحد أقوى المرشحين للفوز باللقب هذا الموسم، رغم الخسارة الأخيرة أمام السيتيزنز. ويعود الفضل في جزء كبير من هذا النجاح إلى خط الدفاع القوي، الذي نجح حتى الآن في مساعدة الفريق على الخروج بشباك نظيفة في 24 مباراة من آخر 36 مباراة لعبها الفريق في جميع المسابقات. وفي المباراة التي سحق فيها البلوز توتنهام هوتسبير بثلاثية نظيفة في الجولة الخامسة من بطولة الدوري، أكمل لاعبو السبيرز تمريرة واحدة فقط داخل منطقة جزاء تشيلسي.
وفي الجولة الرابعة، نجح خط دفاع تشيلسي في إيقاف تسع تسديدات من أصل 18 تسديدة للاعبي أستون فيلا. وكان الهدف الذي أحرزه كاميرون آرتشر لصالح أستون فيلا في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في الدور الثالث للمسابقة هو الهدف الثاني فقط بضربة رأس الذي يدخل شباك تشيلسي منذ وصول توخيل إلى «ستامفورد بريدج» في يناير (كانون الثاني).
كل هذا يثير عدداً من الأسئلة: كيف يلعب تشيلسي بالضبط؟ وكيف سيكون رد فعله بعد الهزيمتين أمام يوفنتوس ومانشستر سيتي؟ وهل تشيلسي حقا فريق دفاعي، أم أنه مجرد فريق ممتاز في الدفاع؟ وهل سيتمكن توخيل من مواصلة النجاح مع تشيلسي بمواصلة اللعب بمثل هذا التكتيك الدفاعي؟ ربما يكون أفضل رد على هذا الجدل هو أحد منافسي تشيلسي على اللقب هذا الموسم، وهو مانشستر سيتي الذي أثبت للجميع تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا أن يمكنه الدفاع ببراعة دون أن يوصف بأنه فريق دفاعي.
ومن الأمور المحورية في هذا الأمر أيضا الفلسفة المتمثلة في أن الاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة هو في حد ذاته تكتيك دفاعي. وبعبارة أخرى، فإن أفضل طريقة للدفاع هي التأكد من قيامك بأقل قدر ممكن من الدفاع! وعلى النقيض من ذلك، فإن فريق تشيلسي بقيادة توخيل يقوم بالكثير من النواحي الدفاعية. وبالعديد من المقاييس، فإن الإحصاءات المتعلقة بالفريق تجعلك تشعر وكأنه فريق يقاتل من أجل تجنب الهبوط، وليس فريقا ينافس على اللقب.
وحتى الآن هذا الموسم، تشير الأرقام والإحصاءات إلى أن 32 في المائة من اللعب يحدث في الثلث الدفاعي لتشيلسي؛ ليأتي البلوز في المركز الرابع في هذه الإحصائية بعد كل من نوريتش سيتي ونيوكاسل وبرنتفورد. وعلاوة على ذلك، جاء تشيلسي في المركز الأول من حيث التدخلات والاعتراضات (التاكلنغ) بين جميع فرق المسابقة. ولكي نضع الأمور في نصابها الصحيح يجب أن نشير إلى أن مانشستر سيتي يحتل المركز العشرين في هذه الإحصائية من أصل 20 ناديا تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صحيح أننا ما زلنا في بداية الموسم ومن الصعب الحكم على الأمور الآن، لكن من الواضح أن معظم الاتجاهات تسير بنفس الشكل الذي رأيناه الموسم الماضي. ويبدو أن تشيلسي سعيد بالتراجع للخلف من أجل السماح للفرق المنافسة بالضغط عليه نظرا لأنه يعرف جيدا أنه يجيد الدفاع، وأنه يمكنه استغلال المساحات الخالية في الهجمات المرتدة السريعة. وقال توخيل عقب نهاية مباراة فريقه أمام ليفربول بالتعادل على ملعب آنفيلد: «لقد تحلينا بالإرادة الخالصة وبالمرونة الشديدة. لا تفقد الشكل الذي تلعب به أبدا، وحاول أن تغلق نصف المساحات». ومن حين لآخر، نسمع البعض في فقرات التحليل للمباريات على شاشات التلفزيون، وفي كثير من الأحيان على منابر الحمقى على وسائل التواصل الاجتماعي، يتحدثون عن وجود تناقض بين «التكتيكات» و«المرونة» في عالم كرة القدم.
لكن، وكما سيخبرك جميع مدربي النخبة تقريباً، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر إلى حد كبير، لأن الخطط التكتيكية الدفاعية لا تكون فعالة إلا في ظل وجود إرادة قوية والتزام شديد بتطبيقها. كما أن المرونة والرغبة لا تكونان فعالتين إلا بقدر ارتباطهما باستراتيجية قوية ومتماسكة.
لقد تم بناء التفوق الدفاعي لتشيلسي على أفراد رائعين بقدر ما تم بناؤه على عمل جماعي كبير: أنطونيو روديغر المتحرك، وأندرياس كريستنسن الذي يمكنه اللعب في أكثر من مركز، وسيزار أزبيليكويتا العنيد، ثم يأتي أمامهم جورجينيو وماتيو كوفاسيتش ونغولو كانتي الذين يغلقون مساحات التمرير أمام المنافسين.
وفي المرمى، قدم الحارس السنغالي إدوارد ميندي بداية رائعة في هذا الموسم. لقد عاد تريفوه شالوباه بعد نهاية فترة إعارته مع لوريان، ومن الواضح أن مستواه قد تطور كثيرا. وفوق كل هذا، لا يجب أن ننسى المدافع البرازيلي صاحب الـ37 عاماً تياغو سيلفا، الذي يتميز بالهدوء عند الاستحواذ على الكرة والقدرة على التمرير الدقيق، فضلا عن قدرته على القيام بجميع المهام الصعبة واستخلاص وقطع الكرات من المنافسين. لكن السؤال الآن هو: هل سيستطيع تشيلسي مواصلة اللعب بهذه الطريقة؟ ربما لا. صحيح أن تشيلسي لم يستقبل سوى هدفين في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، لكن إحصائية الأهداف المتوقعة تشير إلى أن النادي كان من الممكن أن يستقبل 5.5 هدف خلال تلك المباريات. في هذه الأثناء، اعترف توخيل نفسه بأن ميندي قد تألق كثيرا في المباريات السابقة، وهو ما يعني أن الفريق يتعرض للكثير من الهجمات.
وقال المدير الفني الألماني: «لا أحب أن يكون حارس المرمى في دائرة الضوء كثيرا، فهذا الأمر يجعل المدير الفني لا يشعر بالرضا». ويعد هذا بدوره اعترافا بأن دفاع تشيلسي القوي ليس نهجاً مقصوداً، بل هو نتاج للظروف المختلفة، والتي قد يكون من بينها قوة الأندية التي لعب أمامها تشيلسي حتى الآن. وقد تراجع تشيلسي للخلف كثيرا أمام مانشستر سيتي، الذي استحوذ على الكرة كثيرا وضغط بقوة من أجل إيجاد ثغرات في خط دفاع تشيلسي، وتمكن من تحقيق هدفه في نهاية المطاف والفوز بنقاط المباراة الثلاث. من المؤكد أن هدف توخيل على المدى الطويل سيتمثل في دفع فريقه إلى الأمام والتحكم في رتم المباريات واللعب بطريقة هجومية. لكن على المدى القصير، هناك الكثير من أساليب الدفاع التقليدية التي يجب القيام بها أولاً!
من جهة أخرى فإنه من عدم الإنصاف أن نفترض دائما أن اللاعب الجيد الذي غاب عن إحدى المباريات الكبرى كان سيقدم أداء قويا وخاليا من العيوب لو شارك، لكن الدرس الأكبر الذي تعلمناه من مباراتي تشيلسي أمام يوفنتوس ومانشستر سيتي هو أن ماسون ماونت لاعب جيد للغاية.
لقد كان تشيلسي قبل مباراة سيتي يُنظر إليه على أنه المرشح الأقوى للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لكننا أدركنا خلال المباراة أن تشيلسي لم يكن قادرا على مجاراة مانشستر سيتي، وأنه كان يعتمد على اللعب الدفاعي على أمل شن هجمات مرتدة سريعة عند قطع الكرة.
لكن بكل بساطة، لم يتمكن لاعبو تشيلسي من تحرير أنفسهم من الضغط الهائل الذي كان يمارسه لاعبو مانشستر سيتي.
وإذا كان التفسير المختصر لفوز تشيلسي على مانشستر سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا هو أن مانشستر سيتي قد لعب من دون محور ارتكاز قوي في خط الوسط، فربما يكون سبب خسارة تشيلسي في هذه المباراة هو أن الفريق قد اعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الوسط، هم جورجينيو ونغولو كانتي وماتيو كوفاسيتش أمام المدافعين الثلاثة، وهو الأمر الذي أدى إلى أن يكون روميلو لوكاكو وتيمو فيرنر معزولين تماما في الخط الأمامي، خاصة في ظل عدم قدرة الظهيرين على التقدم للأمام - وهي المشكلة التي تفاقمت بعد خروج ريس جيمس.
وكانت أبرز فرص تشيلسي أمام يوفنتوس عبر لوكاكو - الذي خاض ليلة هادئة للغاية - قرب النهاية عندما راوغ قائد يوفنتوس ليوناردو بونوتشي لكنه أطاح بالكرة خارج الملعب. وكما ظهر لوكاكو أمام يوفنتوس كان المهاجم البلجيكي، الذي يقدم مستويات استثنائية منذ عودته إلى «ستامفورد بريدج» هذا الصيف، معزولا تماما في الأمام أمام مانشستر سيتي، بالشكل الذي يذكرنا بما كان يحدث له عندما كان يلعب بقميص مانشستر يونايتد، وحتى عندما كانت الكرة تصل إليه في مناسبات نادرة كان يبدو ثقيلا وبطيئا وغير قادر على اختراق دفاعات يوفنتوس أو سيتي. وظل فيرنر - الذي غاب عن مباراة يوفنتوس - يلعب أمام سيتي بنفس طريقته المعتادة، وكأنه يذهب إلى كل الطرق المسدودة ليتأكد فقط من أنها مسدودة!
لقد تألق كل من رودري وجواو كانسيلو، ونفس الأمر ينطبق أيضا على برناردو سيلفا، الذي يبدو أن فترة نبذه الغريبة قد انتهت الآن! وبالمثل، لعب إيمريك لابورت دوراً مهماً للغاية بعد صيف صعب أشارت فيه العديد من التقارير إلى إمكانية رحيله عن النادي، بينما ظل جون ستونز ورحيم سترلينغ على مقاعد البدلاء، وهو الأمر الذي يدل ببساطة على أن مانشستر سيتي يمتلك قائمة قوية للغاية من اللاعبين الموهوبين، وبالتالي من الطبيعي أن يجد بعض اللاعبين المميزين أنفسهم خارج التشكيلة الأساسية.
لكن الأهم من ذلك كله أن هذا كان بمثابة انتصار كبير لغوارديولا من الناحية التكتيكية، وتأكيد على تميز المدير الفني الإسباني بعد الخسارة ثلاث مرات متتالية ضد توخيل. لقد مارس لاعبو مانشستر سيتي الضغط بشكل رائع وأجبروا لاعبي تشيلسي على العودة للخلف وتبادل الكرة بين لاعبي خط الدفاع وحرموهم من إرسال أي كرات إلى لوكاكو وفيرنر في الأمام. ومهما كانت الادعاءات ووجهات النظر بشأن قوة الدوري الإنجليزي الممتاز على مدار العقدين الماضيين، فأعتقد أن هذه هي المعركة الأكثر شراسة وقوة من الناحية التكتيكية منذ 40 عاما كاملة. لقد حدد غوارديولا، في الفترة التي قضاها في برشلونة، شكل المشهد الحديث لكرة القدم، وأعاد تصور ما كان ممكناً من حيث الاستحواذ والتمركز.
ثم جاء المدير الفني الألماني يورغن كلوب - الذي لا يزال ينافس على اللقب رغم الموارد المحدودة لليفربول - الذي تحدى نموذج غوارديولا بطريقة تعتمد بشكل أكبر على سرعة استعادة الكرة وليس الاستحواذ عليها. والآن، عندما بدأ غوارديولا يستجيب لهذا التحدي، ظهر توخيل، الذي تركز رؤيته على الاستحواذ على الكرة والعودة إلى شيء أقرب مما كان يقدمه برشلونة تحت قيادة غوارديولا، لكن في ظل استعداد أكبر للعب والتحرك بشكل أفضل دون كرة.
لقد كان من الواضح أن مباراة رفيعة المستوى بين فريقين رفيعي المستوى يقودهما مديران فنيان رفيعا المستوى. وربما تكون هذه هي المفارقة المميزة لكرة القدم الحديثة، حيث يبدو الأمر وكأن الأندية تسعى للتعاقد مع اللاعبين المشاهير أصحاب الأسماء الكبيرة من أجل إرضاء الجمهور ومن أجل المشاركات التي نراها على وسائل التواصل الاجتماعي! لكن في الوقت نفسه، وبعيداً عن هذا الضجيج، فإن كرة القدم الحديثة هي لعبة بين المديرين الفنيين، ومن المؤكد أن الدوري الإنجليزي الممتاز محظوظ لوجود ثلاثة من أفضل المديرين الفنيين في العالم. ومن المؤكد أن هذه القصة ستتواصل وستتطور خلال الأشهر والسنوات القادمة، لكن مباراة مانشستر سيتي وتشيلسي شهدت انقلابا في موازين القوى لصالح المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا!


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.