«فجوة الإعجاب»... السر وراء شعورنا بعدم ترك انطباع جيد لدى الآخرين

شخص يتحدث في الهاتف يبدو عليه الضيق (أرشيفية - رويترز)
شخص يتحدث في الهاتف يبدو عليه الضيق (أرشيفية - رويترز)
TT

«فجوة الإعجاب»... السر وراء شعورنا بعدم ترك انطباع جيد لدى الآخرين

شخص يتحدث في الهاتف يبدو عليه الضيق (أرشيفية - رويترز)
شخص يتحدث في الهاتف يبدو عليه الضيق (أرشيفية - رويترز)

كثير من الأشخاص يشعرون بأنهم تركوا انطباعاً سيئاً خلال مقابلتهم الأولى مع الآخرين، لكن الأبحاث تقول إننا قد نكون محبوبين أكثر مما نعتقد.
وبحسب «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، تظهر دراسات متعددة أن الشخص العادي يكون رأياً سلبياً إلى حد ما عن قدراته في إجراء محادثة جيدة مع الآخرين والانطباعات التي يتركها بعد التعامل معهم.
وأوضحت «بي بي سي» أن عدم التوافق بين تصوراتنا لتصرفاتنا الاجتماعية وآراء الآخرين عنا يُعرَف بـ«فجوة الإعجاب»، وهو شكل شائع من القلق الاجتماعي.
ولفتت إلى أن تلك «الفجوة» قد تُحِدّ من قدرتنا على تكوين روابط في حياتنا الشخصية، كما أنها تقف في طريق تبادل المنفعة في العمل.
وأضافت أن «فجوة الإعجاب»، مثل العديد من التحيزات في عقولنا، قد يكون من الصعب تصحيحها.
وأوضحت أن فجوة الإعجاب تنشأ من كثرة التحليل؛ فنحن نكون مشغولين بشأن الانطباع الذي تركناه لدى الآخرين، ونتألم من كل شيء صغير ربما قلناه بشكل خاطئ لدرجة أننا نفقد كل الإشارات الإيجابية، فلا نلاحظ ضحك أحدهم أو ابتسامة تشجيع.
وذكرت أن العديد من الدراسات وجدت أن تلك الفجوة تنعكس على قدراتنا على الحديث إلى الغرباء، مثل سائقي سيارات الأجرة، فنحن نتخيل أن محادثاتنا مع الآخرين ستكون أكثر صعوبة مما هي عليه بالفعل، وهذا بالطبع يعني أننا أقل احتمالية لبدء الحديث.
وتنصح جيليان ساندستروم من جامعة إسكس بالمملكة المتحدة بالتحدث مع الأخرين دون خوف وقالت: «الممارسة المتكررة هي أفضل طريقة لتخفيف مخاوفنا؛ فكلما زاد التحدث مع الغرباء، يقل القلق بشأن ترك انطباعات سلبية».



تأثيرات الولادة المبكرة تستمر مع الأطفال حتى البلوغ

الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)
الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)
TT

تأثيرات الولادة المبكرة تستمر مع الأطفال حتى البلوغ

الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)
الولادة المبكرة تؤثر بشكل كبير في صحة الأطفال (جامعة أولو)

كشفت دراسة كندية أن تأثيرات الولادة المبكرة لا تقتصر على مرحلة الطفولة، بل تمتد لتؤثر بشكل ملحوظ في حياة الأفراد حتى مرحلة البلوغ.

وأوضح الباحثون في مستشفى «سِك كيدز» في تورنتو أن الأفراد الذين وُلدوا قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل يعانون، في المتوسط، من انخفاض في الدخل الوظيفي وفرص الالتحاق بالجامعة ومستوى التحصيل التعليمي، وذلك حتى سن الثامنة والعشرين، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «بلوس وان».

ووفق الباحثين، تؤثر الولادة المبكرة، التي تحدث قبل الأسبوع الـ37 من الحمل، بشكل كبير على صحة الأطفال، حيث قد يواجهون مشكلات صحية متعددة، منها تأخر النمو، وصعوبات التنفس، ومشكلات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تأخر التطور العقلي والبدني. ويكون هؤلاء الأطفال عُرضة أكبر للإصابة بالالتهابات ومضاعفات صحية مزمنة.

واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات 2.4 مليون شخص وُلدوا في كندا بين عامي 1990 و1996، مع تتبع حالتهم الاقتصادية والتعليمية حتى عام 2018.

ورغم أن الولادة المبكرة تؤثر في نحو 10 في المائة من الولادات عالمياً وتُعد سبباً رئيسياً لوفيات الأطفال، فإن هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي تتبَّعت التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد للولادة المبكرة.

وأظهرت النتائج أن متوسط الدخل السنوي للأفراد الذين وُلدوا مبكراً كان أقل بمقدار 958 دولاراً كندياً، مما يعكس انخفاضاً بنسبة 6 في المائة مقارنةً بأقرانهم المولودين بتمام فترة الحمل. كما تقلّصت فرصهم الوظيفية بنسبة 2.13 في المائة، وانخفضت معدلات الالتحاق بالجامعة بنسبة 17 في المائة، ونسبة الحصول على الشهادة الجامعية بنسبة 16 في المائة.

وكانت الآثار السلبية أكثر وضوحاً لدى الأفراد الذين وُلدوا في الفترة الأشد تبكيراً، بين 24 و27 أسبوعاً، حيث انخفض دخلهم السنوي بمقدار 5463 دولاراً كندياً، أي بنسبة 17 في المائة، وتراجعت نسبة التحاقهم بالجامعة والحصول على الشهادات الجامعية بنحو 45 في المائة.

وأشار فريق البحث إلى أن هذه النتائج تُبرز أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للولادة المبكرة قد تكون أشد ضرراً من التأثيرات الصحية القصيرة الأمد؛ مما يستدعي تقديم دعم مستمر لهذه الفئة في مجالات التعليم والتدريب المهني والرعاية النفسية لتخفيف هذه الآثار.

كما دعا الباحثون صانعي السياسات والمجتمع إلى إدراك أن تأثيرات الولادة المبكرة تمتد إلى مرحلة البلوغ، مشددين على ضرورة توفير دعم مستدام لضمان تكافؤ الفرص ونجاح الأفراد الذين وُلدوا مبكراً في تحقيق الازدهار والنجاح في حياتهم.