غاب الطيران الروسي عن «مثلث الشمال» في أرياف حماة وحلب وإدلب (شمال غربي سوريا)، إضافة إلى توقف القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام، في هدوء وترقب حذر، أعقب 3 أشهر من التصعيد العسكري والغارات الجوية الروسية، دفعت بمئات العائلات للنزوح ومقتل وجرح عشرات المدنيين.
وقال محمود عواد، ناشط في إدلب، إن قرى جبل الزاوية جنوب إدلب ومناطق بريف حلب الغربي، تشهد منذ يومين حالة من الهدوء، وغياب مشهد القصف المكثف والغارات الجوية الروسية، الذي استمر لأكثر من 3 أشهر ماضية، منوهاً بأن الهدوء وتوقف التصعيد بدأ مع بدء اقتراب عقد قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان في موسكو، أول من أمس (الأربعاء).
ويضيف: «لقد شهدت قرى جبل الزاوية جنوب إدلب على مدار الأشهر الـ3 الماضية، هجمات برية وجوية مكثفة من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمقاتلات الروسية، غير مسبوقة»، وأدت الهجمات، إلى مقتل ما لا يقل عن 220 مدنياً بينهم أكثر من 52 طفلاً، وأجبرت نحو 400 عائلة على النزوح إلى المخيمات الحدودية مع تركيا شمال إدلب.
من جهته، قال أبو إبراهيم (61 عاماً) وهو نازح من قرية كنصفرة إلى منطقة سرمدا شمال إدلب: «نأمل بعد لقاء الرئيس التركي إردوغان مع الرئيس الروسي بوتين، أن يكون هناك اتفاق بين الطرفين يقضي بوقف كامل لإطلاق النار، حتى يتمكن أهالي قرى جبل الزاوية من العودة إلى منازلهم، وإكمال حياتهم، بعيداً عن الموت والدمار».
وأضاف أن أهالي قرى جبل الزاوية نزحوا في ظروف إنسانية صعبة إلى المخيمات، ولم تقدم لهم يد العون والمساعدة من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا، ما جعل ذلك أوضاعهم المعيشية أكثر صعوبة.
إلى ذلك، أصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقريراً لمناسبة الذكرى السادسة للتدخل الروسي في سوريا، قالت فيه: «التدخل العسكري الروسي غير شرعي وتسبب في مقتل 6910 مدنيين بينهم 2030 طفلاً و1231 حادثة اعتداء على مراكز حيوية». وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 في المائة من الحصيلة الإجمالية)، تلاه العام الثاني (قرابة 23 في المائة). فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 42 في المائة)، تلتها إدلب (38 في المائة). كما وثّق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، إضافة إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني. وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب. وطبقاً للتقرير، ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30 سبتمبر (أيلول) 2021 ما لا يقل عن 1231 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها 222 مدرسة، و207 منشآت طبية، و60 سوقاً.
وجاء في التقرير أن حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النزوح والتشريد القسري، وأسهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنها الحلف السوري الإيراني في تشريد قرابة 4.7 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غير مرة. وقال: «التدخل العسكري الروسي لصالح النظام السوري وقتل وتشريد مئات آلاف السوريين ساعد النظام السوري على استعادة قرابة 65 في المائة من الأراضي التي كانت قد خرجت عن سيطرته قبل عام 2015».
طائرات روسيا تغيب عن أجواء «مثلث الشمال»
تقرير حقوقي: تدخلها ساعد النظام على استعادة 65 % من البلاد
طائرات روسيا تغيب عن أجواء «مثلث الشمال»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة