لجنة دولية تؤكد إرسال تركيا مرتزقة إلى أذربيجان

TT

لجنة دولية تؤكد إرسال تركيا مرتزقة إلى أذربيجان

أكدت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وهي أكبر هيئة حكومية دولية تعمل على تعزيز سيادة القانون، أن تركيا أرسلت «متطرفين سوريين» كمرتزقة لمساعدة أذربيجان في حربها العام الماضي مع جارتها أرمينيا على السيطرة على إقليم ناغوني قره باغ، والتي انتهت بانتزاعه من سيطرة أرمينيا بعد 30 عاما.
وفي قرار تمت المصادقة عليه، بعد نقاشات حامية، أشارت الجمعية البرلمانية إلى أن هناك أدلة مقلقة على استخدام أذربيجان، بمساعدة تركيا، لمرتزقة سوريين خلال الحرب التي استمرت لأسابيع بما في ذلك على الجبهة. وحثت الجمعية البرلمانية تركيا على التعاون الكامل مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن الشكاوى المقدمة ضدها بسبب هذا الإجراء. وأضافت الجمعية في تقرير لها بني عليه القرار أنه «بدا أن المسلحين (المرتزقة) مدفوعون في المقام الأول بمكاسب خاصة، وفي حال مقتلهم، قيل إن أقاربهم تلقوا وعودا بالحصول على تعويضات مالية بالإضافة إلى الجنسية التركية». وطعن أعضاء الوفدين التركي والأذري في نتائج التقرير، وأرسلوا سلسلة تعديلات لإزالة الإشارة إلى المرتزقة من التقرير، لكنهم فشلوا في تأمين ما يكفي من الأصوات، وعارض المقرر واللجنة ذات الصلة خطوتهم بعدما كانت وافقت عليها في اجتماع سابق.
وانتقد أحمد يلديز، رئيس الوفد التركي إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا العضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم، التقرير قائلا: «كانت لدينا آمال عريضة من هذا التقرير الذي أعده السيد بول جافان، لكن للأسف تبين أنه تقرير متحيز». وفي رده على طلب الطعن، المقدم من الوفد التركي لحذف الإشارة للمقاتلين في التقرير والقرار، قال المشرع الأرميني روبن روبينيان، إن استخدام أذربيجان لمرتزقة من سوريا بمساعدة تركيا هي حقيقة أكدتها وكالات أمنية من دول عدة من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، ووسائل الإعلام الدولية، والمراقبون الحقوقيون.
ورفضت الجمعية التعديل المقدم في طلب الطعن المقدمة من وفدي تركيا وأذربيجان بأغلبية 68 صوتا، مقابل 28، وامتناع 10 وفود عن التصويت، ما أبقى على الإشارة لاستخدام أذربيجان للمرتزقة بمساعدة تركيا. وأكدت الجمعية البرلمانية نتائج الفريق العامل التابع للأمم المتحدة المعني باستخدام المرتزقة، والتي أشارت إلى أن الطريقة التي تم بها تجنيد هؤلاء الأشخاص ونقلهم واستخدامهم داخل وحول منطقة الصراع، في قرة باغ، بدت متسقة مع تعريف كلمة مرتزقة. وذكر معد التقرير، الآيرلندي بول جافان، أنه شاهد صورا ومقاطع فيديو وتقارير تفيد باستخدام أذربيجان للمرتزقة خلال الحرب التي استمرت 6 أسابيع وانتهت في سبتمبر (أيلول) 2020 باتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا وقعت عليه أذربيجان وأرمينيا، مؤكدا أن ذلك يدعم مزاعم استخدام أذربيجان لمرتزقة أجانب. وتمت الموافقة على القرار والتقرير المرفق بأغلبية ساحقة على الرغم من معارضة الوفد التركي، الذي لم يقتصر على حزب العدالة والتنمية فحسب، بل تضمن أيضًا نوابا من حزب الشعب الجمهوري المعارض.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».