النفط قرب 80 دولاراً... و{غولدمان ساكس} يتوقع 90 دولاراً قبل نهاية العام

خبراء يرون عودة الطلب على الخام لمستويات ما قبل الجائحة أوائل 2022

معطيات السوق الأساسية تدعم ارتفاع أسعار النفط (رويترز)
معطيات السوق الأساسية تدعم ارتفاع أسعار النفط (رويترز)
TT

النفط قرب 80 دولاراً... و{غولدمان ساكس} يتوقع 90 دولاراً قبل نهاية العام

معطيات السوق الأساسية تدعم ارتفاع أسعار النفط (رويترز)
معطيات السوق الأساسية تدعم ارتفاع أسعار النفط (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، لليوم الخامس على التوالي، ووصل برنت لأعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018، ويتجه صوب 80 دولارا للبرميل وسط مخاوف بشأن المعروض في وقت يزداد فيه الطلب ببعض مناطق العالم مع تخفيف إجراءات مكافحة الجائحة.
وزاد خام برنت 1.6 في المائة إلى 79.39 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:01 بتوقيت غرينيتش بعدما سجل الأسبوع الماضي ثالث زيادة أسبوعية على التوالي. وصعد الخام الأميركي 1.7 في المائة إلى 75.28 دولار للبرميل وهو قرب أعلى سعر له منذ يوليو (تموز) بعدما سجل خامس زيادة أسبوعية على التوالي الأسبوع الماضي.
يأتي هذا في الوقت الذي رفع فيه بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر مزيج برنت بحلول نهاية العام بمقدار 10 دولارات إلى 90 دولارا للبرميل بسبب تعافي الطلب على الوقود بمعدل أسرع من المتوقع من تداعيات انتشار متحور دلتا من فيروس «كورونا» وأثر إعصار أيدا على الإنتاج الأميركي الذي أدى لتناقص الإمدادات العالمية.
وقال غولدمان ساكس: «لدينا منذ فترة طويلة توقعات إيجابية لأسعار النفط لكن العجز بين العرض والطلب في الوقت الراهن أكبر من توقعاتنا مع انتعاش الطلب العالمي من أثر متحور دلتا بأسرع من توقعاتنا السابقة بالإجماع ومع استمرار الإمدادات العالمية عند مستويات أقل من توقعاتنا السابقة».
وفاجأ تعافي الطلب الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها وهي المجموعة المعروفة باسم أوبك+ وواجهت صعوبات في رفع الإنتاج مع استمرار نقص الاستثمارات وتأجيل أعمال الصيانة بسبب الجائحة.
في غضون ذلك، توقع منتجون ومتعاملون في قطاع النفط أمس، أن يعود الطلب العالمي على الوقود لمستويات ما قبل جائحة (كوفيد - 19) بحلول أوائل العام المقبل مع تخلص الاقتصاد من تبعات الجائحة لكن طاقة التكرير الفائضة ستضغط على الأرجح على تلك التوقعات.
وقال قادة القطاع إنه رغم استمرار الزيادة في حالات الإصابة بالمرض في العديد من الأسواق بما أضر بتعافي الطلب لبعض نواتج التكرير مثل وقود الطائرات فإن توجهات الاستهلاك للبنزين والديزل تشير إلى نمو أعلى.
جاءت تلك التصريحات في مؤتمر بلاتس للبترول في آسيا والمحيط الهادي لعام 2021 الذي يعقد في صورة هجينة هذا العام إذ يشمل مشاركين فعليين وافتراضيين.
وقال يوغين ليونغ رئيس بي بي سنغافورة والرئيس التنفيذي لذراع بي بي للتجارة والشحن في آسيا والهادي والشرق الأوسط: «شهدنا هوامش التكرير تتعافى مع تعافي الطلب... لكن بشكل عام بالنسبة للعالم فهناك الكثير من الطاقات التكريرية غير المستغلة والكثير من الطاقة التي خرجت من خطوط الإنتاج».
وتابع قائلا في خطاب مسجل سلفا للمؤتمر: «على الأرجح ستعمل طاقة (التكرير) الفائضة على الحد بدرجة ما من تلك الهوامش».
وقال جريج هيل رئيس هيس كورب الأميركية المنتجة للنفط والغاز، إن الشركة تتوقع أن يعود الطلب العالمي لمستويات ما قبل الجائحة، التي كانت تبلغ 100 مليون برميل يوميا، بنهاية العام الجاري أو أوائل 2022.
وتنبأت الوكالة الدولية للطاقة أيضا بتعاف قوي اعتبارا من الربع الرابع مستندة إلى «طلب مكبوت قوي وتقدم مستمر في حملات التطعيم» للوقاية من (كوفيد - 19).
وتوقعت أن يصل متوسط الطلب العالمي على النفط في 2021 إلى 96.1 مليون برميل يوميا وإلى 99.4 مليون برميل يوميا في 2022 مقابل تسجيله 90.0 مليون برميل يوميا في 2020. وتوقعت أوبك وصول متوسط الطلب في الربع الرابع من العام إلى الجاري إلى 99.70 مليون برميل يوميا.


مقالات ذات صلة

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة النفط «إكسون» في ليندن بنيوجيرسي (أ.ب)

أسعار النفط تحافظ على مكاسبها وسط عوامل متباينة

لم تشهد أسعار النفط تغييراً يذكر في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، في حين تترقّب الأسواق حالياً أي مؤشرات بشأن التحرك الذي سيتبناه الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

«الشرق الأوسط» (دنفر)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.


الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

TT

الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري «الذي خسر 24 عاماً من التنمية البشرية حتى الآن».

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

لبنان

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.