السنيورة لمحكمة الحريري: النظام الأمني السوري-اللبناني تلاعب بالقوانين ولفق التهم

«حزب الله» يلتزم الصمت بحجة «عدم الاعتراف بمحكمة الحريري»

السنيورة لمحكمة الحريري: النظام الأمني السوري-اللبناني تلاعب بالقوانين ولفق التهم
TT

السنيورة لمحكمة الحريري: النظام الأمني السوري-اللبناني تلاعب بالقوانين ولفق التهم

السنيورة لمحكمة الحريري: النظام الأمني السوري-اللبناني تلاعب بالقوانين ولفق التهم

فيما استكمل رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة في اليوم الثالث لشهادته أمام المحكمة الدولية الكلام على دور النظام الأمني السوري في الفترة التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، نجح لبنان إلى حد بعيد في استيعاب تداعيات الموقف الذي فجره من على منبر المحكمة الدولية في لاهاي في الجلستين السابقتين، عندما أعلن أن الحريري أبلغه أنه تم اكتشاف عدة محاولات لاغتياله من قبل «حزب الله». وجنب التزام نواب وقياديي الحزب الصمت المطلق بالتعاطي مع شهادة السنيورة، البلاد، الدخول في سجال يطيح بالحوار المستمر بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» منذ مطلع العام الحالي، إلا أنه طرح في الوقت عينه أكثر من علامة استفهام حول مدى إمكانية استمرارية التلاقي بين طرفين يتحدث أحدهما عن معطيات تؤكد تورط الطرف الآخر باغتيال زعيمه الراحل.
وفيما تفادت وسائل الإعلام المحسوبة على «حزب الله» التعليق على ما أعلنه السنيورة، قالت مصادر في قوى «8 آذار» مطلعة على أجواء «حزب الله»، إن «الحزب قرر عدم الرد على السنيورة كونه يتحدث أصلا في محكمة يتعاطى معها (حزب الله) على أنها غير موجودة، وهو لا يتابع أخبارها أو مجرياتها وما يحصل فيها»، لافتة إلى أنه «وبعدما حاول أكثر من مرة تصويب الاتهامات باتجاه الأطراف المرتكبة، لم يعر القيمون على المحكمة أهمية للموضوع، لذلك هو بات يدافع عن نفسه بطرق أخرى، لاقتناعه بأن الهدف من هذه المحكمة فقط ملاحقة (حزب الله) وليس المجرم الحقيقي».
واعتبرت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مواقف السنيورة تنم عن «حقد»، وبالتالي لا يجد «حزب الله» نفسه «معنيا بالرد عليه، لأنه يدرك تماما أن السنيورة الذي لطالما هاجم الحوار مع المستقبل، يسعى حاليا للقضاء عليه وبالتالي لن يتيح له هذه الفرصة».
ورأى النائب في كتلة «حزب الله»، كامل الرفاعي أن ما أدلى به السنيورة بإطار شهادته في المحكمة الدولية، «لا يشرف رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لجهة إظهاره ضعيفا لا يستطيع أن يقول (لا) للقوى الأمنية السورية»، لافتا إلى أن ما قاله «عيب بحق الحريري الذي كان يشكل امتدادا وطنيا وقوميا وعربيا، قبل أن يكون عيبا بحق أي طرف آخر».
وأشار الرفاعي في حديث صحافي إلى أن «قوى (8 آذار) اعتادت ومنذ انطلاقة الحوار بين المستقبل و(حزب الله) على إطلاق السنيورة مواقف تضر بهذا الحوار وبالتالي بمصلحة لبنان والشعب اللبناني»، معربا عن أمله في أن «لا تؤثر شهادته في المحكمة على مسار هذا الحوار الذي نتجت عنه الكثير من الإيجابيات وأرخى نوعا من الهدوء والاستقرار بدأ اللبنانيون يلتمسونه».
بالمقابل، أعرب القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش عن اقتناعه بأن «مصير الحوار مع (حزب الله) سيكون الفشل، خصوصا بعد ما أدلى به السنيورة أمام المحكمة الدولية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.