ألكسندر العظيم في متحف «فيكتوريا آند ألبرت»

معرض يحتفل بعبقريته الفنية ويقدم قراءة في شخصيته والصراعات التي تجاذبته

موظفة في المتحف تضع لمسات أخيرة على تشكيلة «بلايتوس أتلانتيس» التي اقترحها لربيع وصيف 2010
موظفة في المتحف تضع لمسات أخيرة على تشكيلة «بلايتوس أتلانتيس» التي اقترحها لربيع وصيف 2010
TT

ألكسندر العظيم في متحف «فيكتوريا آند ألبرت»

موظفة في المتحف تضع لمسات أخيرة على تشكيلة «بلايتوس أتلانتيس» التي اقترحها لربيع وصيف 2010
موظفة في المتحف تضع لمسات أخيرة على تشكيلة «بلايتوس أتلانتيس» التي اقترحها لربيع وصيف 2010

جرت العادة في السابق أن يُكرم الفنان بعد مماته، إذ قد يعيش فقيرا ومفلسا طوال حياته، وما إن يتغمده الموت حتى ترتفع أسعار أعماله ويزيد الإقبال عليه، ليصبح كل عمل إرثا يقدر بالملايين، إن لم نقل المليارات. صحيح أن الأمر تغير في العقود الأخيرة بالنظر إلى الفنانين الذي يحققون النجاح في حياتهم، إلا أن الغالبية منهم لا تزال تعاني وتشكو. بعض مصممي الأزياء يدخلون في خانة الفنانين، فهم لا يخلفون إرثا يتمثل في اسم عالمي وأسلوب مميز لا يقدر بثمن فحسب، بل يدخلون المتاحف من أوسع الأبواب، فضلا عن تحقيقهم النجاح التجاري الذي يدر عليهم وعلى ورثتهم فيما بعد، سواء كانوا من العائلة أو شركة اشترت اسمهم بالملايين. من هؤلاء نذكر الراحل ألكسندر ماكوين. بدايته كانت قوية فنية ومتواضعة ماديا، لكن من الخطأ القول إنه مات مفلسا، لأنه حقق ثروة طائلة بعد سنوات قليلة من تخرجه، إلى حد أنه نفسه تفاجأ بها ولم يصدق طالعه. ألكسندر ماكوين يتحدر من أصول جد متواضعة في شرق لندن، لهذا كان التعامل بالملايين جديدا عليه لم يتقن التعامل معه إلا بعد سنوات. على المستوى الشخصي، ومثل الكثير من الفنانين كان ماكوين حساسا، ومتغير المزاج ما عرضه للاكتئاب، لتكون نهايته الانتحار وهو في الـ40 من عمره وفي قمة نجاحه الفني. لم تتأثر المجموعة المالكة لدار «بي بي آر» أو «كيرينغ» حاليا كثيرا بمماته، فسارة بيرتون، يده اليمنى، تسلمت مقاليد الدار مباشرة وقادتها بسلام إلى بر الأمان، لتصبح من أهم بيوت الأزياء التي تملكها المجموعة حاليا. ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن روح ألكسندر لي ماكوين وأسلوبه لا يزالان يحومان في كل عرض، إلى حد الآن ليذكرنا بهوسه بـ«الجمال الوحشي» على المستويين المجازي والتطبيقي، أحيانا.
هذا الجمال شكل موضوعا احتفلت به أوساط الموضة في متحف الميتروبوليتان للتصميم بنيويورك في عام 2011، وشهد نسبة عالية من الزوار، استدعت تمديده لعدة أشهر أخرى. هذا الجمال أيضا وصل أخيرا إلى متحف «فيكتوريا آند ألبرت» بلندن، حيث يتوقع أن يحقق نفس النجاح، ولا سيما أنه يقدم درسا وافيا عن المصمم كإنسان وفنان وعلاقته بلندن. لا يختلف اثنان على أن المعرض اللندني أكبر من ذلك الذي نظمه متحف المتروبوليتان بنيويورك منذ 4 سنوات، لسبب بسيط وهو أنه يتوفر على إمكانيات أكبر، بحكم أن شركة «سواروفسكي» هي الممول الرئيسي له.
نادجا سواروفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة «سواروفسكي» تعرف المصمم الراحل شخصيا وتعاملت معه في الكثير من المناسبات. تتذكر أنها عندما قابلته لأول مرة في معمله الصغير بشمال لندن، صدمها بتحفظه، لكنه ما إن بدأ يتكلم عن عمله وكيف يمكنه أن يوظف أحجار الكريستال في تصاميمه لإضافة العمق واللون والضوء عليها، حتى ذاب جليد التحفظ وانفرجت أساريره، واكتسبت شخصيته ديناميكية عجيبة. وعندما دعته لزيارة أرشيف الشركة في النمسا، كان مثل الطفل في محل شوكولاته، ينظر بانبهار إليها ويشرح بحماس كيف يمكنه أن يستعملها وفي الأخير أعرب عن رغبته في أن يحصل عليها كلها.
من جهتها، تعلق كلير ويلكوكس، أمينة المعرض، بأن المتحف يرى أن أعمال ألكسندر ماكوين فنا قائما بذاته يستحق أكثر من معرض، لهذا خُصصت له أكبر مساحة ممكنة، ثلاث قاعات، في سابقة غير معهودة لمعرض خاص بالأزياء. تشير أن ما شجع على الأمر أيضا أنه واحد من أبناء لندن.
ما إن تدخل المعرض حتى تستقبلك كلمات ماكوين يقول فيها: «ولدت في لندن.. إنها تسكن قلبي، ومنها استلهم أفكاري». تتوغل في دهاليز المتحف، وينتابك ذهول من حجم إخراجه وفي الوقت ذاته حميميته. تشعر كما لو أنك تعرف المصمم شخصيا، إذ تتبعك كلماته في كل ركن تطأه قدماك، وهو يشرح ما ألهمه في كل تشكيلة صممها في حياته. من الغرفة الأولى، التي تسلط الضوء على بداية مشواره، تدخل عقله المهووس بكل ما هو وحشي وجريء، وهو يقول: «سبب وجودي في هذا المجال هو تكسير التابوهات والقواعد، والحفاظ على التقاليد»، في إشارة إلى احترامه فنون التفصيل الرجالي وإتقانه له، وهو ما وظفه بشكل رائع في كل قطعة صممها. تطوره يبدو واضحا بعد تبنيه الأسلوب القوطي الرومانسي من خلال استعماله السخي للجلود، وما أصبح يعرف أيضا بأسلوب «الاستعباد» الذي يستعمل فيه الأقمشة للف الجسم بطريقة تبدو بدائية نوعا ما، لكنها تخفي بين ثنياتها وطياتها الكثير من الفنية. تطوره يظهر أيضا في شطحاته التي وظف فيها قماش التارتان الاسكوتلندي والمخمل والريش والموسلين المرصع بالأحجار وغيرها. ديكور كل قاعة وركن في المتحف يذكرنا بأن الإخراج المسرحي والدرامي كان جزءا لا يتجزأ من تطوره الفني، وليس مجرد وسيلة لخض المتعارف عليه، وإحداث صدمات بصرية وفكرية يتلذذ بها، وهو يختبر إلى أي مدى يمكنه أن يحرك النفس البشرية ويحفزها على التفكير والتحليل. مثال على هذا فستان مرسوم، أو بالأحرى مصبوغ بالرذاذ، ظهر في تشكيلته لربيع وصيف 1999، وكانت العارضة شالوم هارلو قد أنهت به العرض، وفستان آخر ظهرت به كيت موس بصور ثلاثية الأبعاد. فقد انتبه سريعا أن الإنترنت والتكنولوجيا هما المستقبل، لهذا عانقهما بشدة، من خلال رسومات ديجيتال ثلاثية الأبعاد، جعل فيها قشور الأفاعي لامعة مثل الصلب وناعمة مثل الحرير، أو من خلال بث عروض مباشرة على الإنترنت.
ومع ذلك لا بد من الإشارة أن تصاميمه كانت مثيرة للجدل أحيانا، لأنها لم تكن تبدو جميلة من النظرة الأولى، بالنسبة لمن لم يكن يعرف أنه كان مهووسا بالجمال من منظور غير تقليدي، انطلاقا من إيمانه بأن «الجمال في عين الناظر». أي أنه يكمن في الداخل، وهو ما فسره في أحد العروض بقوله: «الأمر بالنسبة لي كمن يحاول أن يمسك بخيوط شيء غير ملموس ولا جميل بالمعنى التقليدي، لأبرز جمال دفين بداخله». معروف عنه أيضا أن وشم في ذراعه اليمين كلمات اقتبسها من مسرحية شكسبير «حلم منتصف ليلة صيف». تقول: «الحب لا ينظر بالعين، بل بالعقل»، وهو ما يفسر الكثير من أعماله، وغوصه في جمال غير ظاهر للعيان، لكنه بالنسبة له مثل الماس، يجب صقله حتى يلمع ويجذب الأنظار.
هذا الجمال الوحشي اكتسب أحيانا عدوانية صارخة، كانت تخلق لحظات غير مريحة في عروضه المسرحية. في إحداها، أرسل عارضاته وكأنهن مريضات في مصحات عقلية يخربشن في حيطان شفافة، يحاولن هدمها للخروج والانعتاق من قيودها. لكنها كانت تنجح دائما في أن تثير جدلا فكريا إيجابيا، ولا سيما أن جمال الأزياء وتفصيلها الرائع كانا يشفعا له جنونه. بموازاة هذه العدوانية والغرابة، لم يغفل المعرض الجانب الرومانسي، في تصاميمه رغم لمساته وإيحاءاته الوحشية أحيانا. في واحدة من القاعات، مثلا، غُلفت كل الجدران بالورود والنباتات والدانتيل والريش، لتسليط الضوء على الرومانسية الغرائبية أو السريالية التي شغلت الكثير من تفكيره، وتمحورت في الكثير من التصاميم على تحولات الطبيعة، ما يُفسر التصاميم المطبوعة بالكائنات الحية مثل الطيور والورود. لم ينكر المصمم أن الطبيعة تشكل ملهما مهما في أعماله، فهي بالنسبة له، حتى عندما تكون جدباء، بإمكانها أن تُنبت ورودا متفتحة. الريش أيضا كان تيمة تكررت في تصاميمه، وخصوصا أنه كان مهووسا بالطيور. فهي تظهر في عروضه منذ عام 1996، حين كان مصمما فنيا في دار «جيفنشي» وأرسل عارضين بأجنحة صقور ملصقة على أكتافهم. في عرض آخر، استعمل طيورا ميتة ريشها أسود ومناقيرها ضخمة ومخالبها مخيفة كخلفية أو ديكور لأزياء ناعمة من الدانتيل أو الموسلين استوحاها من العصر الفيكتوري، ثم لا ننسى ذكر ذلك الفستان الشهير المصنوع بالكامل من ريش النعام.
هذا المزج بين الوحشي والأثيري، بصمة التصقت بأسلوبه وميزته عن غيره، كما خلق له تحديات كبيرة اجتازها في جانب العمل، وفشل في التعامل معها في حياته الخاصة، لتكون نهايته بحبل شنق به نفسه في يوم بئيس من شهر فبراير (شباط) عام 2010. بدفنه، دفنت حقبة مهمة في تاريخ الموضة البريطانية، تميزت بديناميكية فنية طبعت التسعينات وبداية الألفية، وهذا ما نجح المعرض في إيصاله للزائر، الذي لا يمكنه أن لا يشعر بأنه يتابع لحظات تاريخية من الموضة، هي مزيج من الحرفية العالية والدراما المسرحية، التي يتوقع البعض أنها قد تصيب بالرعب وتُبعد الزبائن، مثل الجماجم، لكنها على العكس تحقق نجاحا تجاريا منقطع النظير إلى الآن، لأنها كانت فنا.
تنتهي الزيارة بركن يستعرض آخر تشكيلة قدمها في عام 2009، بعنوان «بلايتوس أتلانتيس»، أي «أتلانتيس أفلاطون»، ظهرت فيها العارضات بفساتين مرسومة بتقنية الديجيتال وأحذية «بلاتفورم» عالية مستوحاة من حافر الحصان. فجأة، تخطر ببالك صورته وهو يحيي الحضور في آخر العرض بخجل لم يكن يليق بمصمم عبقري، نذر قدراته لتحريك المياه الراكدة وتكسير التابوهات والبحث عن الجمال في أماكن غير متوقعة، ونجح دائما في تقديم فساتين ناعمة، مفصلة بدقة عالية، بحكم تدربه وعمله مع خياطي «سافيل رو» الشهير بلندن. تخرج من المعرض وأنت تشعر بأن مسيرة لي ماكوين لا تُقارن بغيره، لأنه سلك طريقا خاصا به جعل البروفسورة الراحلة لويز ويلسون التي كان يخافها كل الطلبة وتحترمها أوساط الموضة، تقول إن أعماله كانت ترسل قشعريرة في جسمها، وهو مدح قلما جادت به على أي مصمم شاب. يرسخ المعرض أنه كان مثل صياد يتقفى أثر الوحوش والطيور بحسه ليطوعها ويصوغها بلغته. يزيد إعجابك به وتريد أن تعرف المزيد عنه كإنسان: ما الذي كان يحركه كفنان يرى الجمال في القبح والرعب؟ الناقد المعروف، كولين ماكدويل، قال إن ألكسندر ماكوين ليس وحده من يستحق معرضا بهذا الحجم، بل نحن أيضا نستحقه، لنفهمه ونقدر الموضة كفن. فالأزياء التي استعرضها المتحف، لم تكن عن جمالياتها فقط، بقدر ما كانت قراءة في شخصيته وتفكيره، وتفسر إلى حد ما أدى الصراعات التي كانت تتجاذبه وأدت إلى نهايته المأساوية.
* سيمتد المعرض إلى بداية أغسطس (آب) المقبل.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.