جيمي غريفز... أفضل قناص عرفته إنجلترا

كان قادراً على تسجيل أهداف تبدو مستحيلة

جيمي غريفز في إحدى مواجهات توتنهام في الدوري الإنجليزي في موسم 67 - 68 (الغارديان)
جيمي غريفز في إحدى مواجهات توتنهام في الدوري الإنجليزي في موسم 67 - 68 (الغارديان)
TT

جيمي غريفز... أفضل قناص عرفته إنجلترا

جيمي غريفز في إحدى مواجهات توتنهام في الدوري الإنجليزي في موسم 67 - 68 (الغارديان)
جيمي غريفز في إحدى مواجهات توتنهام في الدوري الإنجليزي في موسم 67 - 68 (الغارديان)

عندما كان جيمي غريفز يلعب ضد الفريق الذي تشجعه، فإن ذلك كان يجعلك على الفور تشعر بوجود خطر كبير ومستمر على مرمى فريقك. فقد كان غريفز أحد أعظم لاعبي كرة القدم في عصره، وكان لاعبا نحيلا وأنيقا وسريعا للغاية. وكما هو الحال مع معاصره العظيم دينيس لو، كان غريفز من نوعية اللاعبين الذين يمكن أن يظهروا قليلا خلال اللقاء، ثم يأتي في اللحظات الحاسمة، وربما قبل صافرة النهاية بلحظات، لكي يقلب الأمور رأسا على عقب ويحسم نتيجة اللقاء بلعبة واحدة عبقرية. وكان غريفز في أفضل حالاته عندما كان يلعب بقميص توتنهام، حيث أحرز عددا كبيرا من الأهداف للسبيرز ولا يزال الهداف التاريخي للنادي حتى الآن.
ويمكن القول إن غريفز هو أخطر مهاجم في تاريخ إنجلترا على الإطلاق، حيث كان قادرا على اقتناص أنصاف الفرص وتسجيل الأهداف التي تبدو مستحيلة. لقد كانت طريقة لعبه تذكرك بالحيوانات المفترسة في الطبيعة والتي لا تفكر في أي شيء سوى الفتك بفريستها. وفي العقود اللاحقة، جاء لاعبون عظماء، مثل جيرد مولر وروماريو، أحدثوا التأثير نفسه وكانوا يمتلكون القدرات والإمكانيات الهائلة نفسها، لكن الفرق أن هذين اللاعبين قد نالا الشرف الذي حرم منه النجم الإنجليزي، وهو الحصول على ميدالية الفوز بكأس العالم بعد القيام بدور حاسم في المباراة النهائية.
لقد كان غريفز مهاجما خطيرا وكان يعرف أقصر الطرق إلى المرمى وكان يسجل الأهداف بطريقة استثنائية، كما كان يجيد اللعب بكلتا قدميه بدقة فائقة وسهولة كبيرة، بالشكل الذي جعل غياب هذه المهارة لدى اللاعبين البارزين الآخرين يبدو أمرًا سخيفًا. ورغم أن غريفز لم يكن طويل القامة، حيث كان يصل طوله إلى 1.73 متر، فقد سجل عددًا مذهلاً من الأهداف بضربات الرأس. ورغم أنه كان يقفز عاليا، فإن تلك الأهداف جاءت في الأساس بسبب قدرته الخارقة على التوقع والتمركز بشكل رائع في المساحات الخالية بين المدافعين.
ولم يأت أحد على الإطلاق بعبارة أفضل من تلك التي استخدمها كاتب كرة القدم الراحل جون موينيهان لوصف غريفز، بعد مشاهدة توتنهام هوتسبير وهو يلعب أمام سلوفان براتيسلافا في ربع نهائي كأس الكؤوس الأوروبية تحت الأضواء الكاشفة بملعب «وايت هارت لين» في ليلة من ليالي فصل الربيع لعام 1963. لقد فاز توتنهام في مبارتي الذهاب والعودة بنتيجة ستة أهداف مقابل لا شيء وستة أهداف مقابل هدفين، وسجل غريفز بالطريقة التي وصفها موينيهان بـ«اللامبالاة المدمرة».
ولد غريفز في شرق العاصمة البريطانية لندن، وبدأ مسيرته الكروية في سن المراهقة مع تشيلسي في عصر كان لا يزال فيه لاعبو دوري الدرجة الأولى (المسمى القديم للدوري الإنجليزي الممتاز) يستخدمون وسائل النقل العام للذهاب إلى ملعب المباراة. وخلال السنوات الأربع التي قضاها في «ستامفورد بريدج»، سجل غريفز 124 هدفًا في 157 مباراة. وفي بداية موسم 1958 - 1959، عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا، سجل خمسة أهداف في مرمى وولفرهامبتون واندرارز، الذي فاز بلقب الدوري في نهاية المطاف. وفي ذلك اليوم، تلاعب غريفز بقائد إنجلترا صاحب الخبرات الكبيرة، بيلي رايت، بالطريقة نفسها التي تعرض لها من قبل أمام النجم المجري بوشكاش.
لقد كان غريفز طبيعيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وقال لصديقه العظيم بريان مور خلال مقابلة تلفزيونية في وقت لاحق من حياته: «هذه هي الحياة التي ولدت من أجلها. لم أكن أعرف أي شيء سوى لعب كرة القدم». لكن غريفز عمل أيضا كمحلل للمباريات على بعض القنوات التليفزيونية، وحقق نجاحه الأكبر خلال الشراكة طويلة الأمد مع إيان سانت جون، خصمه القديم في ليفربول. لقد شعر غريفز بالرضا وهو يقوم بهذا العمل، الذي أتاح له ببساطة الفرصة لكسب لقمة العيش بعد أن واجه أوقاتًا عصيبة في نهاية مسيرته الكروية.
وعندما كان غريفز نجما لامعا في تشيلسي، كان يحصل على 17 جنيهًا إسترلينيًا في الأسبوع، بالإضافة إلى جنيهين في حالة الفوز، وجنيه إسترليني واحد في حالة التعادل. وكان ذلك المبلغ ينخفض إلى سبعة جنيهات إسترلينية في الأسبوع خلال الصيف. وانتقل غريفز من غرب لندن إلى ميلان الإيطالي في عام 1961 مقابل 7.000 جنيه إسترليني سنويًا، بالإضافة إلى 15 ألف جنيه إسترليني كمكافأة عند التوقيع. وفي آخر مباراة له مع تشيلسي، حصل على شارة القيادة وسجل جميع الأهداف الأربعة في المباراة التي فاز فيها البلوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
لكن مسيرته في إيطاليا لم تكن جيدة وانتهت بشكل مبكر. لقد استقر غريفز بشكل جيد داخل الملعب، وسجل تسعة أهداف في 14 مباراة (وهو ما كان يكفي للحصول على لقب الدوري الإيطالي) على الرغم من العلاقة غير الجيدة مع المدير الفني، نيريو روكو، الذي تولى قيادة الفريق خلفا لجوزيبي فياني، الذي كان قد تعاقد مع غريفز، بعد تعرضه لأزمة قلبية في بداية الموسم. لكن كما كان الحال مع لو وجو بيكر في تورينو، لم يتأقلم غريفز مع الحياة في إيطاليا، وقال عن ذلك: «لقد كنت شاباً يفعل الأشياء الخاطئة في الوقت الخطأ».
وبعد عودته إلى لندن بعد بضعة أشهر فقط عندما دفع توتنهام لميلان نحو 100 ألف جنيه إسترليني، استعاد غريفز تألقه مع السبيرز ومنتخب إنجلترا. وعلى ملعب ويمبلي في عام 1960، سجل غريفز هدفًا رائعا في مرمى منتخب إسبانيا الذي كان يلعب بقيادة نجمه العظيم ألفريدو دي ستيفانو، كما سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في المباراة التي سحقت فيها إنجلترا اسكوتلندا بتسعة أهداف مقابل ثلاثة في عام 1961، مع فريق كان يرى أنه أفضل من الفريق الذي فاز بكأس العالم عام 1966 بقيادة ألف رامسي.
لكن أكبر ضربة تلقاها غريفز هي عدم استدعائه بعد تعافيه من الإصابة لقائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم 1966، على الرغم من أنه كان المهاجم الأفضل في البلاد وسجل 44 هدفًا في 57 مباراة دولية. وقد كانت هذه الضربة الموجعة هي بداية انزلاقه إلى إدمان الكحول. لكن قبل ذلك، لعب غريفز تسع سنوات مع توتنهام هوتسبير حصل خلالها على كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الكؤوس، وسجل 220 هدفًا في 321 مباراة بالدوري، بالشراكة أولاً مع المهاجم القوي بوبي سميث، ثم مع النجم الرائع آلان غيلزيان. وبعد ذلك، لعب بقميص وستهام لموسم واحد سجل خلاله 13 هدفًا. لقد لعب غريفز ذلك الموسم إلى جانب جيف هيرست؛ ذلك المهاجم الذي حل محله في خط هجوم المنتخب الإنجليزي في 30 يوليو (تموز) 1966، وهو اليوم الذي بدأت فيه مشاكله.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.