اجتماع حاسم تونسي ـ ليبي لإعادة فتح الحدود

صورة لاجتماع سابق بين الرئيس التونسي ونظيره الليبي في العاصمة التونسية (أ.ب)
صورة لاجتماع سابق بين الرئيس التونسي ونظيره الليبي في العاصمة التونسية (أ.ب)
TT

اجتماع حاسم تونسي ـ ليبي لإعادة فتح الحدود

صورة لاجتماع سابق بين الرئيس التونسي ونظيره الليبي في العاصمة التونسية (أ.ب)
صورة لاجتماع سابق بين الرئيس التونسي ونظيره الليبي في العاصمة التونسية (أ.ب)

عقد مسؤولون يمثلون وزارتي الداخلية والصحة التونسية، أمس، في المعبر الحدودي «رأس الجدير» ببن قردان بولاية (محافظة) مدنين (جنوب شرق)، اجتماعا مهما بنظرائهم الليبيين، خصص للنظر في إعادة فتح الحدود البرية والجوية المغلقة منذ مدة بين البلدين.
وتوقع صابر بوقرة، المدير التنفيذي لمجلس التعاون الاقتصادي التونسي - الليبي، أن يتم التغلب على مختلف العوائق وسوء الفهم بين الطرفين، وأن تكون نتائج الاجتماع إيجابية، على حد تعبيره.
ومن المنتظر أن يتم التوقيع النهائي على بروتوكول من قبل وزيري الصحة في تونس وليبيا، ليتم اعتماده للتنقل بين البلدين، وهو البروتوكول الذي من شأنه أن يساعد على السماح بتنقل الأشخاص والبضائع بين تونس وليبيا، ويعيد الحركة المعهودة إلى الحدود المشتركة بينهما.
وحسب ما أورده مجلس التعاون الاقتصادي التونسي - الليبي على موقعه الرسمي، فإن الوفد المفاوض يتكون بالخصوص من وزيري الداخلية والصحة ووكيل وزارة الخارجية في ليبيا، الذين وصلوا جزيرة جربة قصد الاجتماع بوفد وزاري تونسي، للنظر في إمكانية إعادة فتح الحدود البرية والجوية بين البلدين.
وأول من أمس عقدت اللجنة العلمية التونسية، المكلفة مقاومة جائحة «كورونا»، اجتماعا افتراضيا مع أعضاء اللجنة العلمية الليبية، حيث اتفق الجانبان على وضع بروتوكول صحي يستجيب لخصوصيات العلاقات بين تونس وليبيا، ويعمل على تنظيم التنقل بين البلدين عبر الحدود، مع احترام الشروط الصحية لمقاومة الوباء والوقاية من تفشي تحوراته.
وكان عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، قد قام بزيارة رسمية إلى تونس في التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي، حاول من خلالها تخفيف حدة التوتر بين البلدين، على خلفية اتهامات متبادلة بالإرهاب. واتفق الطرفان في هذا اللقاء على النظر في قضية الحدود بين البلدين، والعمل على فتحها في أقرب الآجال، بعد أن أغلقت تونس حدودها في إطار مكافحة انتشار وباء «كورونا».
كما اتفق الجانبان أيضا على التنسيق بين وزارتي الصحة والداخلية في البلدين لإعداد بروتوكول موحد، قصد عودة الحركة البرية والجوية في أقرب وقت ممكن.
يذكر أن الحدود بين تونس وليبيا أغلقت بشكل مفاجئ في الثامن من يوليو (تموز) الماضي من جانب الحكومة الليبية، بسبب تفشي السلالة الهندية المتحورة لفيروس «كورونا» في تونس. وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، أعلنت حكومة الدبيبة فتح الحدود، إلا أن ذلك لم يتم على أرض الواقع، بسبب رفض تونس نتيجة مخاوف من انتشار «كورونا».
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج قد نفت قبل يومين نفيا قاطعا أخبارا حول منع السلطات التونسية عددا من الليبيين من دخول أراضيها. وأكدت أن قرار غلق الحدود اتخذته تونس بصفة مؤقتة، في إطار الحد من تفشي جائحة «كورونا»، والتحسب لتداعيات انتشار الوباء بمختلف متحوراته على الوضع الصحي في كل من تونس وليبيا.
وأضاف الجانب التونسي أن اللجنتين العلميتين التونسية والليبية ستعقدان اجتماعا ثنائيا لتقييم الوضع الوبائي، وإعداد بروتوكول صحي يستجيب لخصوصيات العلاقات التونسية - الليبية، ويحترم الشروط الصحية اللازمة لمقاومة الوباء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.