تسليم وتسلم في الوزارات اللبنانية... ووعود بمواجهة التحديات والتغيير

وزراء في حكومة دياب تحدثوا عما قاموا به خلال توليهم مناصبهم

تسليم وتسلم في وزارة الخارجية (دالاتي ونهرا)
تسليم وتسلم في وزارة الخارجية (دالاتي ونهرا)
TT

تسليم وتسلم في الوزارات اللبنانية... ووعود بمواجهة التحديات والتغيير

تسليم وتسلم في وزارة الخارجية (دالاتي ونهرا)
تسليم وتسلم في وزارة الخارجية (دالاتي ونهرا)

استكمل وزراء الحكومة اللبنانية الجدد تسلم مهامهم في الوزارات من أسلافهم، وسط وعود بالعمل على الإصلاحات وإحداث تغيير، فيما تحدث وزراء حكومة حسان دياب عما قاموا به خلال توليهم وزاراتهم. وخلال تسلمه وزارة الخارجية قال الوزير عبد الله بوحبيب إن «الظروف صعبة لكنها ليست مستحيلة، وهي تنغمس من السياسة الداخلية التي تؤثر على السياسة الخارجية»، فيما قالت الوزيرة السابقة بالوكالة زينة عكر: «لم نحقق ما أردنا لكننا حاولنا... عملت إرضاء لضميري وقناعاتي ولم نسترجع حقوق الناس والدولة ولم نحقق ما أردنا تحقيقه، لكننا حاولنا والأكيد أننا إذا لم نغير ذهنيتنا فلن نستطيع تغيير وطننا». وأكدت أن أهداف زياراتها إلى الخارج كانت «إعادة وصل ما انقطع مع بعض الدول الصديقة والشقيقة وتعزيز العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة لبنان».
وفي مقر وزارة الداخلية حيث كان التسلم والتسليم بين الوزير السابق محمد فهمي والوزير بسام المولوي، أعلن الأخير «العمل على استيعاب الحراك الشعبي وخلق جو من التنسيق بين أجهزة الوزارة والحراك وصون حرية التعبير مع الحرص والتأكيد على عدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة من خلال تطبيق القوانين». وتعهد «استكمال التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية في مواعيدها العام المقبل». واعتبر أن «تثبيت الاستقرار الأمني وتعزيز الأمن الاجتماعي بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية سيكون الأولوية». ودعا العاملين في الوزارة إلى «العمل قلباً واحداً لتخطي المحنة التي تمر بها البلاد». وأشار الوزير السابق إلى «وضع مسودة لخطة عمل كاملة للانتخابات النيابية المقبلة».
وفي وزارة المالية، أكد الوزير السابق غازي وزني، خلال حفل التسليم والتسلم مع الوزير الجديد يوسف خليل، أن «لا مخرج للأزمة إلا بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ويفترض أن يوقع الوزير الجديد العقد الجديد مع شركة الفاريز، وهو كان متابعاً للخطة التي ستقدم لصندوق النقد». وأوضح أن تمويل البطاقة التمويلية التي تم إطلاقها «متوافر من البنك الدولي وسبق وأظهر البنك استعداده الكامل لمساعدة الفقراء. أما تحرير الأموال فيحتاج إلى قرار من مجلس النواب».
من جهته، قال وزير المالية الجديد: «هي لحظة تاريخية في لبنان الذي عانى كثيراً وهي أيضاً لحظة مصيرية فإما نفشل أو ننجح بتصحيح الوضع وإعادة هيكليته... الربح ليس سهلاً، وعلى لبنان أن يعمل ليثبت جدارته وهذا تحدٍ كبير لنا والمعركة جدية».
وفي وقت تتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه العام الدراسي والقرارات التي سيتخذها وزير التربية بعد عامين من التخبط نتيجة وباء «كورونا»، أكد الوزير الجديد عباس الحلبي «سنعمل على تأمين العودة الآمنة للعام الدراسي في ظل غلاء المعيشة والمحروقات وتفشي الوباء، وإلى جانب هذه التحديات سنقوم بعناية حثيثة للهيئات التربوية وهم بأمس الحاجة لعناية الدولة». وأضاف «لا نحمل عصا سحرية إلا أننا سنعمل جاهدين لتذليل الصعوبات».
من جهته، قال وزير التربية السابق طارق المجذوب، في حفل التسليم والتسلم، في الوزارة إن «من حق كل تلميذ أو طالب على الأراضي اللبنانية الحصول على تعليم حديث، والاستقرار المالي في القطاع أساسي لانطلاق العام الدراسي». وأضاف «أجرينا الامتحانات رغم التحديات وأطلقنا خطة تعليمية خماسية في ظل الانهيار. أمنت الوزارة القرطاسية بدعم من الجهات المانحة إلى المدارس والثانويات الرسمية وعدد من الخاصة، وعملنا على تأمين المحروقات للأساتذة بالتعاون مع وزارة الطاقة».
وفي وزارة الأشغال، أمل الوزير السابق ميشال نجار بـ«أن نكون استطعنا إنجاز ما يمكن إنجازه خلال تلك الفترة»، فيما أعلن الوزير علي حمية أنه سيبدأ بالاجتماعات الأسبوع المقبل «كي نحدد صورة مشتركة مبنية على الهواجس والمشاريع التي أقرت في مجلس الوزراء ولم تنفذ».
وخلال حفل تسلم وتسليم وزارة الاقتصاد، لفت الوزير السابق راؤول نعمة إلى أنه وبعد تشكيل الحكومة يجب أن تكون المرحلة الثانية «العمل على اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، وعليه تبدأ من اليوم الإصلاحات المستعجلة»، مؤكداً أن «عودة الثقة للبلد سيعود معها نمو الاقتصاد بشكل قوي، لأن المستثمرين يرددون دائماً: اتفقوا مع صندوق النقد الدولي وأنجزوا الإصلاحات».
من جهته، وعد وزير الاقتصاد الجديد أمين سلام اللبنانيين بأمرين أساسيين هما البطاقة التمويلية التي قال إنها «تشكل إحدى أبرز أذرع مظلة الحماية الاجتماعية، لنخفف قدر المستطاع من وطأة ما هو منتظر، وخصوصاً على مستوى رفع الدعم عن المحروقات»، مع تأكيده أن «البطاقة التمويلية ليست الحل المطلق والمرتجى، لكنها بمثابة الوسادة الهوائية التي تساعد على التخفيف من حدة الارتطام في المرحلة الانتقالية التي نمر بها إلى حين بدء عملية التعافي والتصحيح الهيكلي على الأصعدة كافة». وشدد على حماية المستهلك من الغش والغلاء الفاحش والاحتكار والتلاعب بجودة ونوعية المواد الحياتية، موضحاً «سأعمل كي يكون لحماية المستهلك دور متزايد وأكبر في المرحلة المقبلة... وتصور واضح وفعال لتحقيق أكبر قدر ممكن من الرقابة على الأسعار والنوعية لنعيد بعض الانتظام للسوق». وشدد على أنه سيكون «للوزارة مساهمة أساسية في خطة التعافي المالي والاقتصادي، وهي أول مدماك في خشبة الخلاص المنتظرة محلياً ودولياً، والمدخل الصحيح لإعادة ضخ الحياة باقتصادنا المأزوم».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».