تحذير أوروبي من تفشي «كورونا» بين طلاب المدارس

«بيونتك» لطلب الموافقة على استخدام لقاحها لتطعيم الأطفال

طفلة تخضع لفحص في مدرستها الابتدائية بفيينا (رويترز)
طفلة تخضع لفحص في مدرستها الابتدائية بفيينا (رويترز)
TT

تحذير أوروبي من تفشي «كورونا» بين طلاب المدارس

طفلة تخضع لفحص في مدرستها الابتدائية بفيينا (رويترز)
طفلة تخضع لفحص في مدرستها الابتدائية بفيينا (رويترز)

بعد الدعوة التي وجهها المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها إلى السلطات الصحية للإسراع في تلقيح المتعافين من «كوفيد - 19» بعد فترة لا تزيد على ثلاثة أشهر من تاريخ الشفاء، نبّه ناطق بلسان المركز أمس، إلى سرعة انتشار متحوّر دلتا في المدارس بين الطلاب، وهي سرعة تقدّرها الدراسات الأخيرة بأنها تقارب ثلاثة أضعاف سرعة انتشار الفيروس الأصلي الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019.
وقال الناطق باسم المركز الأوروبي: «يبدو أن الفيروس الذي ضرب بقسوة فئة المسنّين خلال الموجة الوبائية الأولى، يتفشّى الآن بسرعة وسهولة بين الأطفال الذين هم الفئة الوحيدة حتى الآن التي لم تشملها التغطية اللقاحية. إنه كالمياه الجارية، تسري حيث لا تجد ما يقف في طريقها».
وتجدر الإشارة أن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا كان أفاد بأن البيانات الأخيرة تشير إلى أن معدّل الإصابات الجديدة بمتحوّر دلتا بين الأطفال بلغ 100 إصابة لكل مائة ألف مواطن، فيما لا يتجاوز 30 إصابة بين الذين تجاوزوا 60 عاماً وجميعهم تقريباً من الذين تناولوا اللقاح.
ولا يزال موضوع تلقيح الأطفال يثير جدلاً واسعاً في أوروبا، على الصعيدين العلمي والسياسي، كما أن هناك تفاوتاً كبيراً بين التدابير التي اتخذتها الدول حتى الآن لمعالجة هذا الموضوع. ويذكر أن العام الدراسي في أوروبا لم يبدأ سوى منذ أيام قليلة في معظم البلدان، وبالتالي ما زال من المبكر معاينة المشهد الوبائي في المدارس بدقة، بينما فتحت المدارس في الولايات المتحدة أبوابها في النصف الأول من الشهر الفائت، وبدأت تتضح معالم انتشار متحور دلتا بين الطلاب، ما استدعى اللجوء إلى تدابير أكثر تشدداً. وتفيد بيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية بأن سرعة انتشار متحور «دلتا» بين الأطفال لم يرافقها ارتفاع في معدّل الوفيّات الذي ما زال دون 35 حالة لكل مليون إصابة، وأن معظم هذه الإصابات لا يستدعي العلاج في المستشفى ونادراً ما تظهر عليها أعراض تذكر.
ويقول خبراء المركز إن تأثير تفشّي متحور «دلتا» بين الأطفال على المشهد الوبائي العام في بلد معيّن يتوقف على نسبة التغطية اللقاحية، بحيث إنه في بلد مثل أستراليا لا تزال التغطية اللقاحية فيه محدودة، كانت العودة إلى المدارس السبب الرئيسي في ظهور موجة وبائية جديدة دفعت بالحكومة إلى فرض تدابير الإقفال والعزل مرة أخرى.
وهذا ما أكدته أيضاً بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الامراض السارية، التي أكّدت أن تأثير انتشار الفيروس بين الأطفال على المشهد الوبائي العام يزداد في الولايات التي ما زالت تغطيتها اللقاحية متدنية. وفيما استبعدت الوكالة الأوروبية للأدوية أن تبدأ توزيع اللقاحات المعتمدة على الأطفال قبل نهاية السنة الجارية أو مطلع العام المقبل، قالت الدكتورة أوزليم توريشي مؤسسة شركة «بيونتك» التي طورّت لقاح «فايزر»، إن الشركة ستقدّم قريباً نتائج الدراسات التي أجرتها على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و11 سنة في جميع أنحاء العالم إلى السلطات الناظمة، وستطلب الموافقة على استخدام اللقاح المخصص لهم في أوروبا، معربة عن أملها في أن يتمكّن الأطفال دون الثانية عشرة من تناول اللقاح في ألمانيا، بدءاً من نهاية الشهر المقبل. وأضافت توريشي: «إننا نستعدّ لعمليات الإنتاج على نطاق واسع، واللقاح هو نفسه لكن بجرعة أقلّ».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».