المتمردون الحوثيون يسيطرون على تعز.. ويقمعون معارضيهم بالرصاص الحي

مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا لدراسة الأوضاع

المتمردون الحوثيون يسيطرون على تعز.. ويقمعون معارضيهم بالرصاص الحي
TT

المتمردون الحوثيون يسيطرون على تعز.. ويقمعون معارضيهم بالرصاص الحي

المتمردون الحوثيون يسيطرون على تعز.. ويقمعون معارضيهم بالرصاص الحي

أطلقت قوات متمركزة في معسكر الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً)، اليوم (الأحد)، الرصاص الحي على المتظاهرين المناهضين لجماعة "أنصار الله" الحوثية في محافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء.
وأفادت تقارير بإصابة شخصين جراء إطلاق الرصاص الحي من قبل القوات التابعة للمتمردين الحوثيين المتمركزة في معسكر القوات الخاصة، على المتظاهرين.
وانطلق الآلاف من المواطنين في تعز بمسيرة اتجهت إلى مقر قوات الأمن الخاصة، لرفض وجود القوات التابعة للحوثيين هناك، والمطالبة بخروجها.
وتأتي هذه المسيرة رفضاً لوجود القوات التي تم ارسالها بالأمس من صنعاء إلى محافظة تعز، وتضم عددا من المسلحين الحوثيين بزي قوات الأمن الخاصة.
وقال السكان ان المقاتلين سيطروا ايضا على عدد من المباني الحكومية. كما تمت السيطرة على المطار من دون صراع.
من جانبهم، قال شهود في محافظة إب بوسط اليمن، انهم رأوا طابورا من عشرات الدبابات والعربات العسكرية يتحرك من الشمال الى الجنوب صوب تعز، حسبما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
وتشهد محافظة تعز في الوقت الراهن أوضاعاً أمنية غير مستقرة، خاصة مع انتشار نقاط تفتيش تابعة للحوثيين في عدد من المناطق بداخلها من ضمنها دمنة خدير، والراهدة الواقعتان باتجاه محافظة عدن جنوب البلاد، إضافة إلى نقيل الإبل.
يذكر أن محافظة تعز هي البوابة الى المحافظات الجنوبية من ضمنها محافظة عدن الجنوبية التي انتقل اليها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأعلنها عاصمة مؤقتة.
يذكر ان مجلس الامن الدولي يعقد اليوم (الأحد) اجتماعا لدراسة الوضع في اليمن، حيث دفع غياب الأمن المتفاقم الولايات المتحدة الى سحب طاقمها الدبلوماسي من هذا البلد، غداة هجمات اسفرت عن سقوط 124 قتيلا الجمعة الماضية.
وفي اول خطاب له بثه التلفزيون منذ فراره من الاقامة الجبرية التي فرضها عليه المتمردون الحوثيون من صنعاء الى عدن (جنوب) الشهر الماضي، اتهم الرئيس هادي الحوثيين بالعمل على نقل "التجربة الايرانية" الى اليمن.
واعتبر الرئيس اليمني ان الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة "وجهان لعملة واحدة".
وفي مواجهة تفاقم الفوضى، اعلن دبلوماسيون أمس السبت ان مجلس الامن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا بعد ظهر اليوم لبحث الوضع في اليمن، بطلب من الرئيس اليمني هادي. وطلب هادي من مجلس الامن "تدخله العاجل بكل الطرق الممكنة من اجل وضع حد لهذا الاعتداء".
واقترح بأن يفرض مجلس الامن عقوبات على مثيري الاضطرابات وان يصدر قرارا ملزما "لثني الحوثيين وحلفائهم ووقف اعتدائهم (..) خصوصا ضد مدينة عدن" التي لجأ اليها هادي.
وكان مجلس الامن الدولي أدان الجمعة في بيان، العنف وخصوصا قصف القصر الرئاسي في عدن والهجوم على المطار الدولي في هذه المدينة الجنوبية. واكد المجلس ان الرئيس هادي "هو السلطة الشرعية" في اليمن.
وطالبت فرنسا مجلس الامن الدولي بفرض "استقرار الوضع مع تفادي التقسيم لما ينطوي عليه من مخاطر جمة".



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.