الدبيبة يبحث في تونس فتح الحدود وإذابة التوترات

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (د.ب.أ)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (د.ب.أ)
TT

الدبيبة يبحث في تونس فتح الحدود وإذابة التوترات

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (د.ب.أ)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية (د.ب.أ)

وصل عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أمس إلى العاصمة التونسية في زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس التونسي قيس سعيد، وأجرى معه مباحثات حول عدد من القضايا الرئيسية، وأهمها فتح الحدود بين البلدين، ودحض ما ورد من ادعاءات مغلوطة بشأن توتر العلاقات بين تونس وليبيا، والتأكيد على عمق العلاقة الأخوية، وإذابة الجليد بين البلدين، وتجاوز التصريحات المتعلقة بالإرهاب، إضافة إلى بحث ملف الأموال الليبية المصادرة في تونس.
وذكرت تقارير إعلامية ليبية، أن الزيارة تهدف بالخصوص إلى «معالجة أزمة الخطابات السياسية، وضرورة الركون إلى التهدئة، وتفهم الموقف الرسمي التونسي». وتكتسي هذه الزيارة أبعاداً أمنية واقتصادية مهمة، وسبق أن أكد الدبيبة خلال جلسة مساءلة أمام البرلمان الليبي أن بلاده لا تتهم تونس بتصدير الإرهاب، وقال إن «التونسيين في حاجة إلى فتح البوابات والحدود، والشيء نفسه بالنسبة لنا أيضاً».
وسبق لرئيس الحكومة الليبية، أن اتهم «دولة جارة بتصدير الإرهاب»، وهو ما فهم منه أنه يقصد تونس بطريقة غير مباشرة، خاصة أن هذا التصريح جاء مباشرة على خلفية القرار، الذي اتخذته السلطات التونسية بغلق الحدود مع ليبيا المجاورة.
وكان من المقرر أن يقوم الدبيبة بزيارة رسمية إلى تونس في الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، لكن تم إلغاؤها وتأجيلها لوقت لاحق، وهو ما خلف كمّاً هائلاً من التعليقات والتساؤلات حول دواعي التأجيل أو الإلغاء، وحقيقة العلاقة التي باتت تربط الطرفين، وإمكانية وجود توتر سياسي بينهما.
وكانت تونس قد أوضحت في تقارير إعلامية، أن نحو 100 إرهابي قادمين من ليبيا يهددون الحدود التونسية، لكن الدبيبة استنكر هذه الاتهامات الصادرة عن مصادر غير معلومة في تونس، والتي اتهمت ليبيا بتصدير الإرهاب. وقال الدبيبة وقتها، إن الجميع «يعرف من أتى بالإرهاب، ولا بد من وضع النقاط على الحروف».
واستجابة لضغوط ليبية داخلية، من المنتظر أيضاً أن يطرح الدبيبة على القيادة التونسية ملف الأموال الليبية المصادرة خلال السنوات، التي تلت ثورة2011، والتي تقدر جهات مالية تونسية عدة قيمتها ما بين 140 و150 مليون دولار أميركي، غير أن تونس تربط بين هذه الأموال المجمدة وبين ديون المصحات التونسية العالقة لدى الليبيين، الذين تلقوا العلاج في تونس، والتي لا تقل عن 218 مليون دينار تونسي (نحو 80.7 مليون دولار) إلى حدود سنة 2017. ومن المتوقع أن تكون ديون تلك المصحات قد بلغت 250 مليون دينار تونسي (92.5 مليون دولار) بسبب استمرار تلقي الليبيين العلاج في تونس بضمانات الحكومة الليبية.



بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.