الطبيعة توفر الحلول للتصدي للكوارث الطبيعية

قطعة أرض أزيلت منها الغابات في الأمازون (رويترز)
قطعة أرض أزيلت منها الغابات في الأمازون (رويترز)
TT

الطبيعة توفر الحلول للتصدي للكوارث الطبيعية

قطعة أرض أزيلت منها الغابات في الأمازون (رويترز)
قطعة أرض أزيلت منها الغابات في الأمازون (رويترز)

من خلال منهجية غالباً ما تكون أكثر فاعلية من الابتكارات الهندسية أو التكنولوجية، يدعو الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى اعتماد «حلول قائمة على الطبيعة» للتصدي للكوارث الطبيعية التي تضرب الكوكب بوتيرة لا سابق لها بدفع من الأنشطة الصناعية.
وعلى مر التاريخ، «استحدثنا مزيداً من الأنظمة لتلبية حاجاتنا» في مجال التغذية والإسكان والنقل «متمحورة على حلول تكنولوجية في المقام الأول»، وفق ما قالت راديكا مورتي مديرة برنامج «إدارة النظم البيئية العالمية» في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
غير أن «الهندسة لن تعود كافية في وجه الكوارث التي من المتوقع أن تشتد» في ظل التغير المناخي وتدمير النظم الإحيائية، على حد قول مورتي التي شددت على ضرورة «التوجه نحو حلول قائمة بالأصل في الطبيعة للتعامل معها وليس ضدها».
ومفهوم الحلول القائمة على الطبيعة الذي أبصر النور في مطلع الألفية بات اليوم منتشراً في الكثير من المنظمات غير الحكومية مثل الصندوق العالمي للطبيعة، والهيئات العامة من قبيل الوكالة الفرنسية للتنمية. وهو يثير أيضاً اهتمام بلديات ودول وجهات من القطاع الخاص.
ولمواجهة ارتفاع منسوب المياه في بحيرة ما، بدلاً من تشييد السدود، من الأجدى التأكد من أن مجرى المياه عميق بما فيه الكفاية، وتخصيص أماكن تتسرب منها المياه من دون إلحاق أضرار، والحرص على عدم تشييد العمارات في المحيط القريب منها، حسب المدافعين عن هذا المفهوم. وغالباً ما تكون هذه الحلول أقل كلفة من تشييد بنى تحتية، أو الاستعانة بالتكنولوجيا.
وتقضي الفكرة بحماية الطبيعة وتجديدها وإدارتها إدارة مستدامة لتلبية حاجات البشر، «مع تحقيق منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية»، حسب الوكالة الفرنسية للتنمية. وليس الهدف وقف التطور، بل هو مجرد أسلوب عمل آخر، وفق راديكا مورتي.
وفي عام 2020، حدد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة معايير هذه الحلول مع ثمانية شروط ينبغي استيفاؤها. ولا تستبعد هذه المنهجية الاستعانة بالبنى التحتية المشيدة من الإنسان، «فنحن نعيش في عالم فيه الكثير من المنشآت الأساسية لدرجة من المستحيل الاتكال على الحلول الخضراء حصراً». غير أن هذه الحلول تتطلب جمع جهات عدة من ميادين مختلفة، ما قد يعقد الأمر. وما من أحد «قادر لوحده على استنباط حل قائم على الطبيعة، إذ إن المشهد لا يكتمل بلا عدة فرقاء»، على حد قول المسؤولة في الاتحاد.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.