عدوى «كوفيد ـ 19» السابقة لا تضمن مناعة جيدة

دراسة أكدت ضرورة الحصول على جرعتي اللقاح

عامل صحة يجهز جرعة لقاح في تبليسي الجورجية (إ.ب.أ)
عامل صحة يجهز جرعة لقاح في تبليسي الجورجية (إ.ب.أ)
TT

عدوى «كوفيد ـ 19» السابقة لا تضمن مناعة جيدة

عامل صحة يجهز جرعة لقاح في تبليسي الجورجية (إ.ب.أ)
عامل صحة يجهز جرعة لقاح في تبليسي الجورجية (إ.ب.أ)

يظن بعض المصابين سابقا بـ«كوفيد - 19»، أنهم أصبحوا محميين من الإصابة مجددا بالفيروس وليسوا بحاجة إلى التطعيم، ويظن البعض الآخر من المصابين سابقا أنه يكفيهم جرعة واحدة من اللقاح.
وتظهر دراسة جديدة لجامعة «نورث وسترن» الأميركية، نشرت في 30 أغسطس (آب) الماضي، بدورية «ساينتفيك ريبورتز»، أن الإصابة السابقة وحدها لا تضمن مستوى عاليا من الأجسام المضادة ضد الفيروس التاجي أو استجابة قوية بعد جرعة واحدة فقط من لقاح من جرعتين.
وشملت الدراسة الجديدة 27 بالغاً تم تطعيمهم في منطقة شيكاغو، وكان البعض قد ثبتت إصابتهم سابقاً بالفيروس، وقدموا عينات دم بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من جرعتهم الأولى والثانية من لقاح «فايزر» أو «موديرنا»، وشهرين بعد الجرعة الثانية. وحلل الباحثون عينات الدم بحثاً عن أجسام مضادة لفيروس كورونا.
وعندما اختبر الباحثون عينات الدم من المشاركين بعد حوالي ثلاثة أسابيع من جرعة اللقاح الثانية، كان متوسط مستوى التثبيط 98 في المائة، مما يشير إلى مستوى عال جداً من الأجسام المضادة المعادلة.
لكن مستويات الأجسام المضادة ضد المتغيرات الناشئة كانت أقل بشكل ملحوظ، حيث تراوحت بين 67 في المائة إلى 92 في المائة، وأظهرت أيضاً عينات الدم المأخوذة من أشخاص مصابين سابقاً والتي تم جمعها بعد شهرين من جرعة اللقاح الثانية أن استجابات الأجسام المضادة انخفضت بنحو 20 في المائة.
وكان الاكتشاف الآخر هو أن المشاركين الذين عانوا من أعراض متعددة لـ«كوفيد - 19»، كان لديهم استجابة مناعية أقوى للقاحات من أولئك الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو لم تظهر عليهم أعراض.
يقول توماس مكديد، أستاذ الأنثروبولوجيا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة «نورث وسترن» بالتزامن مع الدراسة: «يفترض العديد من الأشخاص والعديد من الأطباء أن أي تعرض سابق للفيروس سوف يمنح مناعة ضد العدوى مرة أخرى، وبناءً على هذا المنطق، لا يعتقد بعض الأشخاص الذين تعرضوا مسبقاً أنهم بحاجة إلى التطعيم، أو إذا حصلوا على التطعيم، يعتقدون أنهم بحاجة فقط للجرعة الأولى من جرعتين من لقاحات (موديرنا) أو (فايزر). وتظهر دراستنا أن التعرض المسبق للفيروس لا يضمن مستوى عاليا من الأجسام المضادة، ولا يضمن استجابة قوية للأجسام المضادة لجرعة اللقاح الأولى، وبالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بعدوى خفيفة أو غير مصحوبة بأعراض، فإن استجابة أجسامهم المضادة للتلقيح هي في الأساس نفس استجابة الأشخاص الذين لم يتعرضوا من قبل».
وفيما يتعلق بالحماية بعد التطعيم، يشير مكديد إلى أن «القصة هي نفسها بالنسبة لجميع المتغيرات، بما في ذلك متغير دلتا، حيث يوفر اللقاح حماية جيدة، ولكن ليست بنفس مستوى الإصدار الأصلي من الفيروس الذي صمم اللقاح من أجله».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.