إيران تعلن مقتل «كيماوي الحرس» في سوريا

TT

إيران تعلن مقتل «كيماوي الحرس» في سوريا

أعلنت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن «الكيماوي المخضرم» محمد نوروزي لقي مصرعه في سوريا، ليضاف إلى القياديين الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم خلال مشاركتهم إلى جانب قوات النظام، من دون ذكر أسباب مقتله.
وذكرت أن نوروزي توفي في سوريا متأثراً بجروح نجمت عن «إصابات كيماوية» صباح الأربعاء، «وهو من مواليد قزوين عام 1979، وتطوع لأكثر من 4 سنوات للدفاع عن (مرقد أهل البيت)»، حسب الوكالة.
وأشارت إلى أن القيادي شارك في عمليات مختلفة في البوكمال وحلب وأطراف إدلب وتدمر، وأصيب بجروح كيماوية خلال ما وصفته بأنه «كفاحه في جبهة المقاومة وعرف كمدافع مخضرم عن (المرقد) لسنوات عديدة».
وتابعت أن «نوروزي من المخضرمين بميليشيات (الحرس الثوري)».
وبث مغردون باللغة الفارسية مشاهد تظهر وجوده في مقامي السيدتين زينب ورقية بدمشق. وقبل أيام أعلنت إيران عن العثور على جثة سردار رضا فرزانة؛ أحد قادة ميليشياتها في سوريا، دون تحديد المكان الذي قتل فيه، ليصار إلى نقله إلى العاصمة الإيرانية طهران ودفنه هناك. وكانت منظمة إيرانية تسمى «الشهداء» كشفت عن أن عدد القتلى الإيرانيين في سوريا والعراق تراوح بين 2100 و2500 عنصر.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلنت دمشق عن مقتل العميد في «الحرس» الإيراني سيد أحمد قريشي، في سوريا، من دون ذكر ما إذا كان استهدافه حدث بالقصف الإسرائيلي في ريفي حلب وحمص في اليومين الماضيين، أم الأميركي قرب حدود العراق قبل أيام.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وقتذاك إن «قيادياً بارزاً في (الحرس) الإيراني لقي حتفه على الأراضي السورية، وهو من أبرز قيادات (لواء فاطميون) أيضاً، ويدعى سيد أحمد قريشي، وهو إيراني الجنسية وشارك في كثير من العمليات العسكرية للجانب الإيراني، برفقة قاسم سليماني القائد السابق لـ(فيلق القدس)» الذي اغتيل بغارة أميركية بداية العام الماضي.
وحسب وكالة «دفاع برس»، فإن قريشي «من قدامى القيادات الإيرانية الذين شاركوا في الحرب العراقية - الإيرانية، ووصل إلى سوريا عام 2013 مع مستشارين إيرانيين آخرين». وأوضحت مصادر أنه «ساهم بتكليف من سليماني في تأسيس ميليشيات (فاطميون)، ويعدّ من قدامى المحاربين، كما اشتغل قائداً سابقاً لمقر كرج لـ(الباسيج) ومسؤولاً سابقاً في (الحرس)». ويتحدر قريشي من قرية برغان التابعة لمدينة كرج، وهو نجل القيادي سيد كمال قريشي وشقيق المقتول سيد محمود قريشي وابن عم 4 أشقاء قتلوا في سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.