وفد من «الشيوخ» الأميركي في بيروت يدعو إلى عدم اعتماد لبنان على النفط الإيراني

عون يأمل في تشكيل حكومة هذا الأسبوع... وبري يطالب باستثناءات لحركة البضائع عبر الحدود السورية

الرئيس ميشال عون مع أعضاء وفد مجلس الشيوخ والسفيرة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مع أعضاء وفد مجلس الشيوخ والسفيرة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)
TT

وفد من «الشيوخ» الأميركي في بيروت يدعو إلى عدم اعتماد لبنان على النفط الإيراني

الرئيس ميشال عون مع أعضاء وفد مجلس الشيوخ والسفيرة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مع أعضاء وفد مجلس الشيوخ والسفيرة الأميركية في بيروت (دالاتي ونهرا)

دعا السيناتور الأميركي ريتشارد بلومنثال خلال زيارة إلى بيروت، أمس، ضمن وفد لمجلس الشيوخ الأميركي، إلى عدم اعتماد لبنان على شحنات الوقود الإيراني التي ينوي «حزب الله» استيرادها، وتغيب أي معلومات تفصيلية عن موعد وصولها، قائلاً إن «الحزب يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان»، في حين طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري من الوفد أن تكون هناك استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر الحدود البرية مع سوريا.
وجاء تصريح بلومنثال خلال مؤتمر صحافي عُقد في ختام جولة قام بها وفد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي على قيادات لبنانية. وترأس الوفد السيناتور كريستوفر مورفي، وضم السيناتور ريتشارد بلومنثال، والسيناتور كريستوفر فان هولاند، وتوماس أوسوف، ورافقته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا خلال جولته، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وقال بلومنثال «لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني»، مشيراً إلى أن «أي وقود يجري نقله عبر سوريا خاضع للعقوبات»، لكنه لفت إلى أن واشنطن «تبحث عن سبيل لأداء ذلك من دون عقوبات». وقال «نعمل بنشاط على سبل لحل أزمة الوقود».
وتطرق الوفد إلى ملف الفساد في لبنان، وقال متحدث باسمه، إن «الفساد نمط في الحكومة اللبنانية، وهذا غير مقبول»، مضيفاً «أي عضو في الحكومة يتورط في قضايا فساد ستفرض عليه عقوبات أميركية».
وقال المتحدث «(حزب الله) يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان»، وأضاف «نحن متأكدون أن (حزب الله) منظمة إرهابية، ولكننا سنستمر في دعم لبنان».
واستهل الوفد جولته صباحاً بلقاء الرئيس اللبناني ميشال عون. وأبلغ الرئيس اللبناني وفد مجلس الشيوخ الأميركي، أن «عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً، والكثير من العقبات قد ذللت»، معرباً عن أمله في «أن تُشكّل الحكومة هذا الأسبوع»، لافتاً إلى أن «من أبرز المهمات المطلوبة منها هي إجراء إصلاحات وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من أحداث تراكمت فوق بعضها بعضاً، وأدت إلى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهناً».
وأكد عون، أن «الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022، وسنسهر على أن تتم في أجواء من الحرية والنزاهة؛ لأن الحياة الديمقراطية تستوجب تجديداً في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج إليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة إلى أخرى بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ عام 1990 وحتى اليوم».
وشدد رئيس الجمهورية على التزامه «الاستمرار في عملية مكافحة الفساد»، معتبراً أن «إجراء التدقيق المالي الجنائي الذي أوكل إلى شركة (الفاريز ومارسال) هو من أبرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة».
وأشار إلى «العزم في معالجة نقاط الضعف في النظام الاقتصادي اللبناني»، لافتاً إلى «الحاجة الراهنة إلى مساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافة إلى استمرار دعم الجيش الذي تؤمّنه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية. كذلك ستكون لإعادة إعمار لبنان حصة كبيرة في اهتمامات الحكومة العتيدة تعزيزاً للاستقرار الاجتماعي».
وبعدما شرح رئيس الجمهورية رداً على أسئلة أعضاء الوفد، انعكاس تراكم الأحداث على لبنان «بدءاً من الحرب السورية وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية مع نزوح مليون و850 ألف سوري، إلى إقفال المعابر وتوقف حركة التصدير عبر البر، وصولاً إلى الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت»، أكد أن «لبنان يتأثر سلباً بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط، في حين أن تحقيق السلام العادل والشامل فيه ينعكس إيجاباً عليه ويساعد على تخطي الكثير من العقبات».
وجدد الرئيس عون «التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 في الجنوب»، منوهاً بـ«التعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية (اليونيفيل) التي تم التجديد لها قبل يومين لسنة إضافية جديدة».
وزار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعرب عن أمله بتشكيل حكومة في القريب العاجل، مشدداً بالمقابل على الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وأكد بري لوفد الكونغرس ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع سوريا بما يساعده في حل الكثير من الأزمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة على الشعب اللبناني.
وكان الوفد زار قائد الجيش العماد جوزيف عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.