عبد اللهيان في دمشق لنقل ما جرى في مؤتمر بغداد

فيصل المقداد وعبد اللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
فيصل المقداد وعبد اللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

عبد اللهيان في دمشق لنقل ما جرى في مؤتمر بغداد

فيصل المقداد وعبد اللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)
فيصل المقداد وعبد اللهيان في مطار دمشق أمس (أ.ف.ب)

عبّرت دمشق عن ثقتها «بعمق واستمرار علاقاتها مع إيران في عهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي»، وقال وزير الخارجية فيصل المقداد خلال استقباله نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مطار دمشق، أمس (الأحد)، إن الروابط مع طهران ستتطور خلال الشهور المقبلة.
ووصف زيارة عبد اللهيان الأولى إلى دمشق بصفته وزير خارجية ضمن حكومة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، بأنها «مهمة، ليس فقط لأنها الأولى، لكن لأننا سنناقش خلالها قضايا مهمة»، مشيراً إلى أن القضايا تتعلق بالعلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، بجانب التطورات على الساحة الدولية، وخاصة الأحداث الأخيرة في أفغانستان. بدوره، عبّر الوزير الإيراني عبد اللهيان عن ثقة إيران «التامة»، بأن البلدين سيقومان سوياً «بخطوات جبارة لمواجهة الإرهاب الاقتصادي وتخفيف الضغوط على الشعبين».
ووصل عبد اللهيان إلى العاصمة دمشق قادماً من بغداد، وكان في استقباله وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وعدد من المسؤولين السوريين. وخلال لقائه مع المقداد، قال الوزير عبد اللهيان إن «شجاعة قائد (فيلق القدس) السابق قاسم سليماني هي التي لعبت إلى جانب القوات المسلحة السورية دوراً رئيساً في هزيمة (داعش)». لافتاً إلى ما وصفه بـ«أن امتزاج الدماء المشتركة لإيران وسوريا التي سالت على الأرض بعنوان الدفاع عن المقدسات، ضمانة قوية لاستمرار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين». حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (جوان)، التي ذكرت أن وزير الخارجية الإيراني اعتبر «العلاقات التجارية والاقتصادية بين طهران ودمشق دخلت مرحلة جديدة»، بقوله: «أنا هنا اليوم للتأكيد على مواصلة تطوير العلاقات، والتأكيد على أن سوريا في طليعة المقاومة، وقد اجتازت مراحل الفخر بشكل جيد».
وكان عبد اللهيان قد أعلن قبل عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أنه سينقل إلى الأسد كل ما يجري في المؤتمر، معبراً عن استياء بلاده من عدم مشاركة سوريا في المؤتمر. وقال إن طهران تتشاور مع دمشق بخصوص الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة في المنطقة. مؤكداً على أن طهران ستتشاور مباشرة مع دمشق بخصوص مؤتمر بغداد ودور دول المنطقة في أي مبادرة إقليمية.
وكانت طهران قد مارست ضغوطاً على العراق كي تتم دعوة الأسد إلى مؤتمر بغداد، باعتبار مشاركة سوريا ضرورية «كدولة جارة مهمة للعراق».
وشارك عبد اللهيان مع وفد إيراني في مؤتمر بغداد الذي حضره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، والأمير القطري تميم بن حمد، ونائب رئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، ورئيس الوزراء الكويتي، صباح الصباح. وأثار الجدل بكلمته التي ألقاها على مسامع القادة، حين طرح رقماً لقيمة التبادلات التجارية بين إيران والعراق مخالفة للحقيقة. وعبد اللهيان الذي يعتبر أحد المقربين من «الحرس الثوري» الإيراني وقائده السابق قاسم سليماني، أثار الجدل أيضاً، في ختام مؤتمر بغداد، لمخالفته الأعراف الدبلوماسية والبروتكول المعمول به، ووقف في صف الرؤساء خلال التقاط الصور التذكارية، في حين كان يجب أن يقف في الصف الثاني.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.