عشرات الفلسطينيين العزل بين مصاب ومعتقل في مواجهات مع جنود الاحتلال

إجبار عائلة على هدم منزلها... و7 صحافيين ضمن المعتقلين

TT

عشرات الفلسطينيين العزل بين مصاب ومعتقل في مواجهات مع جنود الاحتلال

في يوم حافل بالصدامات والاعتداءات، قام جنود الاحتلال الإسرائيلي، أمس (الجمعة)، باعتقال سبعة صحافيين فلسطينيين، والاعتداء على اثنين منهم بالضرب المبرح، وذلك لمنعهم من تغطية أحداث الوقفة الشعبية المنددة بالتوسع الاستيطاني واعتداءات المستوطنين المتكررة على المواطنين وممتلكاتهم، في مسافر يطا جنوب الخليل.
والصحافيون المعتقلون هم رائد الشريف وجميل سلهب ومشهور وحواح وساري جرادات وعبد المحسن شلالدة وخليل ذويب وإيهاب العلامي، وتعرض للاعتداء منهم الشريف ووحواح بالضرب.
وأدانت وزارة الإعلام الفلسطينية الاعتداء، وقالت إنه يستدعي تحركاً وتدخلاً عاجلاً على مستوى مجلس الأمن الدولي. ودعت الاتحاد الدولي للصحافيين، والأطر الساهرة على الدفاع عنهم، إلى ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي وسجله الأسود الحافل بالعدوان والاستهداف للإعلاميين.
وجاءت الوقفة، أمس، تجاوباً لمبادرة من اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا، وشهدت مشاركة مئات المواطنين ومتضامنين أجانب. وبدا أن الجنود خططوا مسبقاً للاعتداء على المشاركين؛ إذ أغلقوا الطرق المؤدية إلى موقع الفعالية، وأعلنوها منطقة عسكرية مغلقة، ثم اعتدوا على المشاركين فيها واحتجزوا عدداً من المواطنين والمتضامنين الأجانب والصحافيين.
وكان، أمس، يوماً حافلاً بالصدامات في مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة؛ إذ أصيب 8 مواطنين بجروح، في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية. ولدى نقل سيارة الإسعاف أحد الجرحى، اعترضتها قوة من جنود الاحتلال. وحطم أحد الجنود زجاجها الخلفي.
كما أصيب عشرات المواطنين، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية في محيط جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث يواصل الأهالي فعالياتهم الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية المقامة على قمة جبل صبيح.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 33 إصابة خلال المواجهات مع الاحتلال في بلدة بيتا، اثنتان منها بالرصاص المطاطي. وقال نائب رئيس بلدية بيتا، موسى حمايل، إن مسيرة انطلقت باتجاه قمة جبل صبيح، بعد أداء صلاة الجمعة على أراضي الجبل بمشاركة نحو ألفي مواطن من بيتا والقرى والبلدات المجاورة.
وأكد أن المسيرة جاءت رفضاً لإقامة البؤرة الاستيطانية على قمة الجبل وللمطالبة بإزالتها، لكن قوات الاحتلال قمعت المسيرة حين الاقتراب من قمة الجبل.
وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما تسبب في عشرات الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وتعرض عشرات المواطنين، للاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما تعرض شاب لجروح إثر إصابته بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بعد أن قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية رافضة لإقامة بؤرة استيطانية في قرية بيت دجن شرق نابلس.
وشهدت المناطق سلسلة اعتقالات، أمس، منذ ساعات الفجر. فاعتقل طفل من قرية دير نظام شمال غربي رام الله. واندلعت مواجهات بسببه. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان بعد إطلاق النار على مركبتهم وانقلابها في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم. بالإضافة لثلاثة مقدسيين، فور خروجهم من المسجد الأقصى، وأخضعتهم للتحقيق الميداني ثم حولتهم للتحقيق في مركز شرطة «القشلة» في البلدة القديمة. وأيضاً اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شقيقين من بلدة يعبد جنوب غربي جنين.
وأجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس (الجمعة)، عائلة سمرين المقدسية على هدم منزلها ذاتياً في حي وادي حلوة بسلوان في القدس المحتلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».