السلطة الفلسطينية تهدد بخوض معركة قاسية بعد فوز نتنياهو.. وأميركا تطالبها بالتريث

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: ذاهبون إلى لاهاي رغم التهديدات

مواطنة فلسطينية من مدينة خان يونس تتصفح أمس جريدة محلية لمعرفة اسم الفائز في الانتخابات الإسرائيلية (رويترز)
مواطنة فلسطينية من مدينة خان يونس تتصفح أمس جريدة محلية لمعرفة اسم الفائز في الانتخابات الإسرائيلية (رويترز)
TT

السلطة الفلسطينية تهدد بخوض معركة قاسية بعد فوز نتنياهو.. وأميركا تطالبها بالتريث

مواطنة فلسطينية من مدينة خان يونس تتصفح أمس جريدة محلية لمعرفة اسم الفائز في الانتخابات الإسرائيلية (رويترز)
مواطنة فلسطينية من مدينة خان يونس تتصفح أمس جريدة محلية لمعرفة اسم الفائز في الانتخابات الإسرائيلية (رويترز)

خلفت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي أعلنت فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منافسيه، استياء كبيرا لدى السلطة الفلسطينية، بينما أعلنت حركة حماس عدم اكتراثها بهذا الفوز.
وبينما قال مسؤولون فلسطينيون إنهم سيردون على فوز نتنياهو بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في أبريل (نيسان) القادم، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة هددت السلطة بقطع المساعدات إذا أقدمت على هذه الخطوة. وقالت المصادر إن الولايات المتحدة حذرت السلطة من الإقدام على التوجه فورا إلى الجنايات الدولية الشهر القادم، وطلبت وقتا إضافيا من أجل إطلاق عملية سلام جديدة.
ويفترض أن تجتمع القيادة الفلسطينية اليوم لبحث الخطوات الممكنة للتعامل مع إسرائيل، بما فيها التوجه إلى الجنايات الدولية، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وقال واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة ليست نتنياهو.. بل إنه يعود على رأس حكومة أكثر تطرفا ويمينية، وهذا يعني تصعيدا أكبر ضد الشعب الفلسطيني، ويعني أنه لن توجد دولة فلسطينية كما صرح نتنياهو قبل ساعات من فوزه، وأنه سيوجد مزيد من القتل والاستيطان والتهويد والحواجز وحجز الأموال». وتابع مستدركا: «لكننا سنرد على هذا التصعيد المنتظر بتصعيد، سنمضي في تدويل القضية، وسنضع أمام محكمة الجنايات الدولية ملفي الاستيطان والعدوان الأخير على قطاع غزة، وسنطبق قرارات المجلس المركزي، وسنواصل تفعيل المقاومة الشعبية».
ودعا ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الفلسطينيين إلى الاستعداد لمعركة قاسية. وقال في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «إسرائيل العنصرية اختارت طريق العنصرية والاحتلال والاستيطان، ولم تختر طريق المفاوضات». وأضاف موضحا أن «نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أكدت أن سياسة العنصرية واستمرار الاحتلال والاستيطان هي التي انتصرت، وأننا نواجه مجتمعا إسرائيليا مريضا بالعنصرية، على غرار المجتمع الأبيض في جنوب أفريقيا».
وأوضح عبد ربه أن تصويت الناخب الإسرائيلي لسياسة بنيامين نتنياهو، كما عبّر عنها صراحة خلال الحملة الانتخابية من خلال تأكيده أنه سيمنع قيام دولة فلسطينية وسيواصل الاستيطان، «يجب أن يقابله العالم بمزيد من العزلة والمحاصرة، وتوسيع نطاق المقاطعة لحكومة العنصريين والمستوطنين التي يزمع تشكيلها، والتي تهدد كل إمكانية لتحقيق سلام فعلي في المنطقة». وتابع موضحا أنه «إذا كان من الضروري أن نواصل العمل من أجل تنفيذ قرار وقف التنسيق الأمني، والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائم الاستيطان، والعدوان على قطاع غزة، فإن تجميع الأوراق الحقيقي ينبغي أن يتم عبر إنهاء الانقسام بين الضفة وغزة، والخلاف بين حماس وفتح وبقية الفصائل». كما دعا عبد ربه إلى «التحضير في الأمد القريب لإجراء انتخابات شاملة لمؤسسات السلطة الوطنية ودولة فلسطين الرئاسية والتشريعية ومنظمة التحرير».
من جانبه، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن فوز نتنياهو يستدعي مواصلة طريق التوجه إلى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها.
ومن جهتها، طالبت الرئاسة الفلسطينية أي حكومة قادمة في إسرائيل بالاعتراف بحل الدولتين، إذ قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: «لسنا معنيين بمن يكون رئيس حكومة في إسرائيل، ما نريده من أي حكومة هو أن تعترف بحل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.. وعلى هذه القاعدة سنستمر في التعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية». وتابع مؤكدا أن «الموقف الفلسطيني هو الموقف العربي، والمطلوب هو أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بحل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وبغير ذلك لن تكون أي فرصة لعملية السلام».
وبينما تستعد السلطة لمواجهة مع الحكومة الجديدة، طالب موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الرئيس الفلسطيني بعدم الرهان على أي إسرائيلي.
وقال ردا على فوز نتنياهو، إن «تطبيق اتفاق المصالحة، وترسيخ الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني هي الرد الأمثل على الرهان الخاسر على الحكومات الإسرائيلية».
وعد أبو مرزوق أن فوز حزب الليكود يعني مزيدا من الاستيطان، والتهويد، وتبخر حلم الدولة الفلسطينية، وهو ما يستدعي من عباس التوحد خلف أبناء شعبه وتطبيق المصالحة مهما كان الثمن، حسب قوله.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.