الفلسطينيون ليسوا في حاجة إلى إذن من إسرائيل لإقامة دولتهم

رداً على تصريحات بنيت لصحيفة «نيويورك تايمز»

جرافة إسرائيلية تهدم ورشة حدادة فلسطينية في المنطقة (ج) في الضفة (أ.ف.ب)
جرافة إسرائيلية تهدم ورشة حدادة فلسطينية في المنطقة (ج) في الضفة (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون ليسوا في حاجة إلى إذن من إسرائيل لإقامة دولتهم

جرافة إسرائيلية تهدم ورشة حدادة فلسطينية في المنطقة (ج) في الضفة (أ.ف.ب)
جرافة إسرائيلية تهدم ورشة حدادة فلسطينية في المنطقة (ج) في الضفة (أ.ف.ب)

قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، إن «قيام دولة فلسطين لا يحتاج إلى إذن المحتلين، والحقوق الوطنية وحق تقرير المصير ليست هبة أو منحة من الاحتلال».
وكان الشيخ يرد على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، قال فيها إن حكومته لن تسمح بإنشاء دولة فلسطينية. وقال بنيت للصحيفة «لا أرى حلاً للمشكلة الفلسطينية في المستقبل القريب». وأوضح كذلك، أن هذه الحكومة لن تقوم بضم الأراضي، لكنها لن تقوم بإنشاء دولة فلسطينية. «الجميع يفهم ذلك. سنحقق اختراقاً مهماً على الجانب الاقتصادي، لكننا لن نحاول حل النزاع المستمر منذ 130 عاماً. أنا رئيس وزراء للمواطنين الإسرائيليين كافة، وهمّي أن أعثر على الحل الوسط الذي يرضي الجميع».
وأكد بنيت، أنه وفق استراتيجيته الحالية، فإنه سيواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وفق السياسة المعيارية للنمو الطبيعي. ورفض المخططات الأميركية لإعادة فتح القنصلية في القدس، قائلاً إن «القدس عاصمة إسرائيل وليست عاصمة شعوب أخرى».
ولا تشكل تصريحات بنيت مفاجأة للفلسطينيين الذين لم يعولوا كثيراً على حكومته. وقال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، إن توجه بنيت للسلام الاقتصادي، معروف لدينا إلى الحد الذي أبلغنا معه الأميركيين أن مثل هذا السلام مرفوض ولا يشكل أي بديل للسلام الحقيقي.
وهاجمت وزارة الخارجية الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، قائلة، إنه بمواقفه هذه حدد الخطوط الحمراء قبل لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، «في محاولة لامتصاص أي ضغوط أو انتقادات أو نصائح أميركية، بشأن العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية والاستيطان، أو أي توجهات أميركية أخرى لخلق مناخات إيجابية للسلام. وقالت «يحاول بنيت ستر عورة مواقفه اليمينية المتطرفة الداعية لتوسيع الاستيطان في الأرض الفلسطينية وتعميقه، بورقة توت تحت مسمى رزمة إجراءات بناء الثقة مع الفلسطينيين، علماً بأن تلك الإجراءات التي يتم الحديث عنها لا تعدو كونها جزءاً من التزامات إسرائيل كقوة احتلال تجاه المواطنين الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال كما يفرضها القانون الدولي، وهي جزء من التزامات إسرائيل وفقاً للاتفاقيات الموقّعة التي أخلّت ببنودها وانقلبت وتمردت عليها».
وأضافت «بالمعنى الميداني غادر بنيت إلى الولايات المتحدة الأميركية تاركاً خلفه جرافات الاحتلال وهي تنهش أرض مطار القدس في قلنديا تمهيدا لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية جديدة، وتستولى على 68 دونماً من أراضي قلقيلية بحجة توسعة شارع استيطاني، وتمارس أبشع أشكال التطهير العرقي».
واعتبرت الخارجية، هذه المواقف، استهتاراً بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها ومواقف ومطالبات الدول، التي تدعو لإحياء عملية السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتدين الاستيطان وتطالب بوقفه، وتخريباً متعمداً للجهود العربية والأميركية والدولية الرامية لخلق المناخات الإيجابية لإطلاق مفاوضات حقيقية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكدت الخارجية في بيانها، أن بنيت لا يمتلك حق «الفيتو» على القانون الدولي وعلى الشرعية الدولية وقراراتها، وأن مواقفه اليمينية المتطرفة امتداد لمن سبقوه في الحكم من اليمين الإسرائيلي، وأنها تشكل خطراً حقيقياً على فرصة أحياء عملية السلام. وأعربت عن أملها بأن يسمع بنيت رداً أميركياً، ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والمواقف الأميركية المعلنة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، بما يساعد في خلق بيئة مناسبة لإطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، تحت مظلة الرباعية الدولية وعلى أساس القانون الدولي والمرجعيات الدولية المعتمدة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.